شكرا لـ "عوني مطيع"

الجميع تابع ما تم تداوله خلال الأيام الماضية قضية مصنع الدخان، القنبلة الذرية التي هزت الرأي العام الأردني التي أثيرت داخل قبة البرلمان وحظيت باهتمام من حكومة الدكتور عمر الرزاز ومتابعتها بشكل فوري والحديث والكشف عن حقائق قامت بزوبعة إعلامية ضخمة على المستوى المحلي والعربي.

فهذه السحابة التي غطت سماء عمان أصبحت الحديث الموحد بين كافة المواطنين، فالجميع متابع وعن كثب آخر المستجدات والتصريحات الصحفية من قبل الحكومة وما توصلت إليه حول قضية مصنع الدخان وحوت التهريب وأعوانه...فالقضية أصبحت وما زالت القضية الأهم في حياة حكومة الرزاز، الذي أكد بأنه لن يتوانى في الكشف عن الفاسدين ومكافحة الفساد مهما كانت الأسماء المتورطة، مشددا على جميع الجهات والمؤسسات الأمنية والحكومية بالقيام بواجبها على أكمل وجه ودون تقصير حتى يشعر المواطن الأردني بجدية الحكومة في خوض المعركة الأقوى وهي درء الفساد والفاسدين وتحقيق العدل والأمان للجميع.

وهذا ما بدأنا نلاحظه على جهاز الجمارك الأردني والذي أصبح يقوم بمداهمات وتحركات بالجملة وخاصة بعد الجرعة القوية التي حصل عليها من قبل الحكومة والشعب في كشف أوكار الفساد والقضاء عليها...فبعد الكشف عن قضية مصنع الدخان يبدو أنه وضع خط لسلسلة من المداهمات الأمنية، فقامت الجمارك وبالتعاون مع الأجهزة الأمينة بالكشف عن اوكار كانت مخبئة وتعمل لفترات طويلة..وهنا يكمن السؤال الأهم الذي يجب الوقوف عليه لماذا الآن هذا التحرك الكبير...

مكافحة التهريب ودائرة الجمارك الأردنية لا يخفو عنها صغيرة ولا كبيرة..والمتابع لأخبار مكافحة التهريب يجد أنها بالمرصاد لكل شخص تخول له نفسه بتهريب أي كان يريد تهريبه وبأي طريقة ممكنة لا تخطرعلى البال ولا الخاطر..فإذن هنا يجدر الوقوف بعضا من الوقت... وطرح السؤال "كيف تم ادخال هذه الماكنات التي تعمل، وكيف كانت تلك المزارع تعمل دون رقيب أو حسيب وتجني ملايين الأرباح"...

يوميا يتم الكشف عن معلومات جديدة وأماكن جديدة ومزارع ومصانع جديدة للدخان والمخدرات...فأين مكافحة التهريب عن ذلك في وقت سابق... وأين الحكومات السابقة عن هذا الفساد المستفحل...ولماذا الآن فرطت "المسحبة" وكشفت الأدوار وأماكن التصنيع...أين الدور الرقابي التي تعودنا عليه من أجهزة الجمارك...هل من المعقول هذه المزارع والمصانع والكميات التي ضبطت الجمارك لا تعلم بها...

فيبدو أن هنالك أيدي استطاعت أن تخفيهم عن الأنظار، فهل سيتم الكشف عنها.. وهل الحكومة ستبقى جادة في محاربة الفساد...وهل سيكون الرزاز قادر على مواجهة الفاسدين الكبار ومحاربتهم وانقاذ البلد.. ام ستبقى أيديهم هي التي تصول وتجول في الوطن..

القصة ليست وليدة اليوم أو أمس بل لسنوات، ولكن لم يستطع أحد أن يتجرأ بفتح ملف حوت مصنع الدخان، لما يملكه هذا الحوت من أسماك قرش أنيابها قوية وتستطيع أن تفعل ما تجده مناسبا فقط لمصلحتها الشخصية بعيدا عن الوطنية ومصلحة الوطن والمواطن... فالجميع تابع الزوبعة وما تم تداوله بهذه القضية التي يبدو أن لها أطراف كبيرة من الممكن أن تسقط وتذبل على يد الرزاز إن استطاع...

فعوني مطيع جعل الجميع يشعر بالخطر وبدأ يعمل هنا وهناك ويقدم المعلومات...فلا بد من شكره لأنه كشف الكثير والمستور.. لكن ما يزال المخفي أعظم... فبطل القصة حرك الأجهزة كافة، ولكن لم يحركها نحو الكشف عن الفاسدين بعد، وهذا ما نريده ونعيده ونكرر، بأننا ننتظر النهاية آملين أن تكون سعيدة وصادقة من الرزاز...