عودة سنغالية مظفّرة على حساب ليفاندوفسكي وزملائه

استهلت السنغال عودتها إلى النهائيات للمرة الأولى منذ أن فاجأت العالم العام 2002، بفوز لم يكن في الحسبان على روبرت ليفاندوفسكي ورفاقه في منتخب بولندا بالفوز عليهم 2-1 أمس الثلاثاء في موسكو، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال روسيا 2018.
وبدت بولندا مرشحة لحسم النقاط الثلاث في مباراتها الأولى في النهائيات منذ خروجها من الدور الأول لمونديال 2006، في ظل ترسانة النجوم في صفوفها وعلى رأسهم هداف بايرن ميونيخ الألماني ليفاندوفسكي ومهاجم نابولي الايطالي اركاديوس ميليك وزميله في الفريق الجنوبي بيوتر زييلنسكي.
لكن المنتخب الطامح لاستعادة أمجاد الماضي وتكرار سيناريو 1974 و1982 حين حل ثالثا، دفع ثمن الأخطاء الدفاعية وتلقى هدفين، الأول بالنيران الصديقة عبر تياغو شيونيك الذي حول الكرة في مرمى فريقه (37)، والثاني بعد خطأ مشترك وعدم انتباه ساهما بخطف مباي نيانغ للكرة بعد دخوله الملعب اثر تلقيه العلاج وتسديدها في الشباك الخالية (60).
ورقم تقليص الفارق عبر غريغور كريشوفياك في الدقيقة 86، لم تمنع بولندا الأفارقة من تكرار سيناريو مشاركتهم الأولى العام 2002 حين فازوا في مستهل مشوارهم على فرنسا حاملة اللقب حينها (1-0).
وبقي مدرب بولندا آدم نافالكا متفائلا رغم الخسارة، موضحا "أعتقد أننا نملك الكثير من الجلد والقوة داخل الفريق لكي نبدأ مباراتنا (المقبلة) ضد كولومبيا بكامل قوانا. أنا متأكد من أننا سنستعيد عافيتنا بعد هذه المباراة. سنخوض مباراتنا المقبلة بسلوك ايجابي".
وبلغة الأرقام، انضمت السنغال إلى سبعة منتخبات أخرى تفوز أقله بنصف مبارياتها في كأس العالم (3 من 6) والبلد الأفريقي الوحيد الذي يحقق هذا الأمر، والوحيدة بصحبة المانيا الغربية وويلز لم تخسر حتى الآن أي مباراة في دور المجموعات، علما أن الأخيرة شاركت مرة واحدة العام 1958 ووصلت إلى ربع النهائي.
أما بالنسبة للمدرب السنغالي آليو سيسيه الذي كان قائد المنتخب في مغامرة العام 2002، فالفوز تحقق من خلال "نجاحنا في السيطرة على المباراة تكتيكيا ونفسيا. هذا الفوز يعني أننا ندخل البطولة بأفضل طريقة ممكنة".
وواصل "ندرك بأنها ستكون مباراة صعبة ضد اليابان" في الجولة الثانية المقررة الأحد المقبل، لاسيما بعد فوز الأخيرة على كولومبيا 2-1، مطمئنا "أؤكد لكم بأن أفريقيا بأكملها تساندنا. تردني اتصالات من كل مكان. نحن فخورون بتمثيل أفريقيا".
وترقب الجميع المواجهة بين ليفاندوفسكي ونجم السنغال وليفربول الإنجليزي ساديو مانيه، صاحب 10 أهداف في دوري أبطال أوروبا الموسم المنصرم، لكن أيا منهم لم يقدم شيئا يذكر في مباراة طغى عليها الطابع البدني.
لكن الأهم بالنسبة لمانيه الذي ارتدى شارة القائد بسبب جلوس شيخو كوياتيه على مقاعد البدلاء، أن السنغال حققت بداية واعدة وتأمل تكرار تجربة 2002، لأنه بعد فوزها التاريخي على فرنسا حاملة اللقب بهدف سجله بابي ديوب، تعادلت في المباراتين الثانية والثالثة وتأهلت الى ثمن النهائي على حساب السويد 2-1 بالهدف الذهبي الذي كان سبب خروجها في ربع النهائي ضد تركيا (0-1).
ولم يقدم الطرفان شيئا يذكر في نصف الساعة الأول وبدا ليفاندوفسكي ومانيه معزولين أمام المرميين، ثم ومن اول هجمة منسقة نجحت السنغال في افتتاح التسجيل بمساعدة شيوسيك، إذ حول مدافع سبال الإيطالي الكرة بالخطأ في شباك حارس فوسييتش تشيسني بعد تسديدة من لاعب وسط ايفرتون الإنجليزي إدريسا غانا غاي (38).
وأصبح شينونيك أول لاعب بولندي يسجل هدفا في مرمى بلاده عند طريق الخطأ في تاريخ مشاركاته في كأس العالم (8 مع احتساب روسيا 2018).
وعوضا عن محاولة ادراك التعادل قبل استراحة الشوطين، عجز اللاعبون البولنديون عن الخروج من منطقتهم ورضخوا لاندفاع منافسيهم الأفارقة دون أن يطرأ اي تغيير على النتيجة حتى صافرة النهاية.
وفي بداية الشوط الثاني، كان ليفاندوفسكي قريبا من ادراك التعادل بركلة حرة، لكن الحارس كاديم نداي تألق وأنقذ بلاده (50).
وتعقدت الأمور على البولنديين عندما تلقت شباكهم هدفا ثانيا مباغتا جدا عبر مباي نيانغ الذي كان يتلقى العلاج خارج الملعب وسمح له الحكم البحريني نواف عبدالله شكرالله بالدخول في اللحظة التي كان كريشوفياك يعيد الكرة إلى منطقة فريقه، فلم يتنبه البديل بيدناريك لمهاجم تورينو السابق وانتظر بأن يستلمها تشيسني، لكن نيانغ خطفها بحنكة وسددها في الشباك الخالية (60).
وهو الهدف الأول لنداي في ثامن مباراة له مع المنتخب الوطني ومن أول تسديدة له في كأس العالم.
وبعد محاولات عدة من الطرفين، أشعل كريشوفياك اللقاء بتقليصه الفارق بكرة رأسية اثر ركلة حرة لبلاده قبل اربع دقائق على نهاية الوقت الأصلي (86)، لكن لاعبي مافالكا عجزوا بعدها عن الوصول الى الشباك، وخرجوا مهزومين ما يجعلهم مطالبين بالفوز على الجريح الأخرى كولومبيا عندما تتواجهان الأحد المقبل في قازان.