الرزاز بين ابن خلدون الاحزاب.. ودونكيشوت النواب!!

انشعل الراي العام بتصرفات أعضاء مجلس النواب بسبب تأخر رئيس الوزراء عمر الرزاز عن اجتماع كان مقررا بينهم, مما حدا بالعديد من النواب الى الخروج عن الرزانة وتصرفوا بصبيانية معترضين وحانقين لتأخر الرئيس دون أن يعرفوا الأسباب التي أدت الى هذا التأخير, بمعنى أن بعضهم كان ينتظر مثل هذا التأخر حتى يصدح بصوته عاليا معترضا على تصرفات الرزاز ومهددا بعدم منح الثقة, وربما يكون هذا التصرف تحت بند أبحث عن المنصب ,فهل تسمعني.

وعلى الجهة الأخرى حضر الرزاز مبكرا الى اجتماع الاحزاب واستمع اليهم لثلاث ساعات متتالية دون كلل أو ملل كون الحديث جاء بفكر ابن خلدون ونضجه ولأن الأحزاب هي الممثل الشرعي حاليا مع النقابات للوطن والقادرين على نقل همومه ومشاركة الحكومة في البحث عن حلول, لذا فقد طلب منهم الرزاز وضع منهم وضع خطوط عريضة لمستقبل الاردن, وهو الطلب الذي لم يطلبه من مجلس النواب كثير الشكوى قليل الفعل, بل هو المجلس الوحيد الذي يشعر المواطن بأنه يتلقى التعليمات وينفذها كونه جاء بالتعين أكثر من الانتخاب.

ما حصل في زيارة الرزاز للنواب والأحزاب اثبت أن هناك نضج فكري ورؤيا مستقبلية لهوم الوطن لدى الأحزاب يحتاج مجلس النواب الى عشرات السنوات حتى يدرك هذا النضج, واتصفت تصرفات الاحزاب باللباقة وحسن الحديث وإيجاده الطرح, فيما يتميز مجلس النواب بالصراخ الذي يلغي لغة العقل, ونشعر بأن الحوار في غابة, والدليل ما قام به عدد من النواب من تصرفات سوقية بسبب تأخر الرئيس جعلت كل من شاهدهم يصاب بالتقزز من تصرفاتهم التي لا تصل الى مستوى البرلمانات المدرسية التي تمتلك فكرا ناضجا يفوق نضج النواب , كون الأحزاب والطلاب يبحثون عن مصلحة وطن فيما النواب يبحثون عن مصالحهم الخاصة والظهور بشكل المسيطر رغم ان سيطرتهم خرافة تتناسب مع مغامرات الدونكيشوت ديلامانشا.