الملك يواصل لقاءاته في العاصمة الفرنسية باريس

جراءة نيوز - عمان : واصل جلالة الملك عبدالله الثاني لقاءاته في العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقى رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون، وبحث معه سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات البرلمانية والتشريعية.
واستعرض جلالته الخطوات التي اتخذها الأردن لتحقيق الإصلاح بمفهومه الشامل، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار، وممارسة الجميع لحقهم في صياغة المستقبل في مختلف المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأعرب جلالته عن تقديره للدعم الفرنسي للأردن لتحقيق الإصلاح، مشيرا إلى فرص الاستفادة من التجارب والخبرات الفرنسية العريقة في هذا المجال.
ولفت جلالته إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به الجمعية الوطنية الفرنسية في مساعدة الأردن على تطوير تجربته البرلمانية والحزبية، خصوصا أن الأردن "سيكون لديه برلمان جديد بداية العام القادم".
وقال جلالة الملك إن مخاض الربيع العربي سيكون إيجابيا بالمحصلة النهائية بالنسبة لجميع دول المنطقة وشعوبها، مؤكدا "أنني أنظر بايجابية وتفاؤل بالنسبة للمستقبل".
وأشار جلالة الملك إلى تطابق وجهات النظر بين فرنسا والأردن حيال العديد من القضايا الدولية، خصوصا ما يتصل بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي إطار مواز، أكد جلالته أهمية دور فرنسا في دعم جهود السلام ومساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى المفاوضات المباشرة لحل جميع قضايا الوضع النهائي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وتطرق اللقاء إلى التطورات المتسارعة على الساحة السورية، حيث أعرب جلالته عن قلق الأردن للتصعيد الحاصل وازدياد حدة العنف هناك، وانعكاساته على دول الجوار، مؤكدا دعم المملكة لإيجاد مخرج سياسي شامل للأزمة السورية ينهي المعاناة الإنسانية للشعب السوري.
من جانبه، عبر بارتولون عن إعجابه بجهود جلالة الملك الإصلاحية، والخطوات الملموسة التي اتخذها الأردن لتحقيق الإصلاح ودفع عجلة التنمية في مختلف المجالات السياسية.
وأشاد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برؤية جلالة الملك الحكيمة في التعامل مع متطلبات الربيع العربي، وتحقيق الإصلاحات التي تلبي طموحات المواطن الأردني في غد أفضل، مبديا حرص بلاده على دعم الأردن ومساندته في المضي قدما في مشروعه الإصلاحي. 
ووصف المسؤول الفرنسي زيارة جلالة الملك للجمعية الوطنية الفرنسية بالمهمة، "كونها أول زيارة لزعيم دولة إلى الجمعية التي انتخبت مؤخرا".
وأكد خلال اللقاء أهمية موقع الأردن الجيوسياسي، والدور الذي يلعبه في التعامل بحكمة وتوازن مع التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط.
وحضر اللقاء سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفيرة الأردنية في فرنسا دينا قعوار، وعدد من المسؤولين الفرنسيين والسفيرة الفرنسية في الأردن كورين بروزيه.
كما التقى جلالته في الأكاديمية الدبلوماسية الدولية في باريس عددا من الشخصيات السياسية والاقتصادية والإعلامية والفكرية الفرنسية، حيث وضعهم بصورة جهود الأردن الإصلاحية الشاملة، والتطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.
وتطرق جلالته إلى المراحل المتقدمة التي وصلت إليها عملية الإصلاح السياسي في الأردن، مؤكدا أن لا رجعة عن الإصلاح الذي سيتوج بعقد الإنتخابات النيابية مع نهاية العام، والتي بدأ العد التنازلي لها، للانتقال إلى مرحلة تطبيقية للإصلاح والبناء عليها وصولا إلى مستقبل مشرق. 
وقال جلالته في رده على أسئلة الحضور إنه الضامن للإصلاح في الأردن، وأن الإرادة السياسية موجودة للمضي قدما في الإصلاح، وأن الأدوات لذلك متوافرة وفي إطار متوازن يضمن تحقيق الإجماع قدر الإمكان.
وبين جلالته أن المرحلة القادمة بعد إنجاز منظومة الإصلاح السياسية تكمن في تشجيع الجميع على المشاركة في الانتخابات للتنافس على أسس برامجية تؤسس لمرحلة جديدة تبدأ معها تجربة الحكومات البرلمانية، ما سيسهم في تعزيز الثقافة الديمقراطية وينقل مختلف المطالب لتكون ضمن برامج انتخابية.
وجدد جلالته التأكيد خلال اللقاء على أهمية الدور الفرنسي في تعزيز جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالتطورات المتسارعة في سوريا، شدد جلالته على أن الأردن يؤمن بضرورة إيجاد مخرج سياسي شامل وحقيقي للأزمة السورية، ويدعم جهود المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان للتوصل إلى حل يقود إلى وقف سفك دماء الأبرياء، ويحافظ على وحدة سوريا وشعبها.
وكان الأمين العام للأكاديمية جان كلود كوسيران عبر في بداية اللقاء عن تقدير أعضاء الأكاديمية لجلالة الملك، مشيرا إلى أهمية الدور المحوري والهام للأردن في استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وبين في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) والتلفزيون الأردني أن جلالة الملك قدم خلال حواره تصورات واضحة عن الأحداث التي تدور في منطقة الشرق الأوسط.
وقال "إن جلالته يمتلك رؤية واضحة حيال ما يجري من أحداث في المنطقة، وتحدث عنها بصورة أعطت انطباعات واضحة عن تلك الأحداث وتداعياتها الدولية".
وبين أن الأردن منذ عام 1950عضو في الأكاديمية، التي تأسست عام 1920، لافتا إلى أن المملكة شريك فاعل في الأكاديمية ولها علاقات قوية من خلال سفارتها في باريس. 
يشار إلى أن المسؤولين الفرنسيين، وفي جميع اللقاءات التي عقدها جلالته خلال زيارته إلى باريس، شددوا على أهمية حفاظ الأردن على مسيرته الإصلاحية الشاملة، التي تعد نموذجا في المنطقة، وعلى الدور الذي يلعبه أمنه واستقراره في تعزيز قدرته على المضي في الإصلاح، والمساهمة بفاعلية في التعامل مع التحديات الكبيرة التي يشهدها الشرق الأوسط.
وأشاروا إلى إدراكهم للتحديات التي تواجه الأردن في مجالات الطاقة والمياه والغذاء في ضوء ارتفاع فاتورة الطاقة والسلع وأثرها على زيادة متطلبات الدعم، ما يزيد من عجز الموازنة ويرفع مستويات الدين بشكل غير مسبوق.
كما أكدوا أن من المهم للأردن المضي قدما في المشاريع الكبرى التي تعزز أمن التزود بالطاقة والمياه والغذاء، بحيث تدعم المستوى المعيشي للمواطن وتخفف العبء على الموازنة والدين العام بشكل مستدام.
ولفتوا إلى حجم الاستثمارات الفرنسية الكبيرة في المملكة والتي تعد الأكبر بين جميع الدول غير العربية، مؤكدين في هذا الصدد الحرص الفرنسي على تعزيزها بما يخدم برامج التنمية في الأردن ويقوي الشراكة الأردنية الفرنسية.
وشددوا على أهمية البناء على ما أنجزه الأردن اقتصاديا، والحفاظ على البيئة الاستثمارية الجاذبة، مشيرين إلى أن فرنسا ستستمر بتقديم الدعم للمملكة للمضي في طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل.
وأكد المسؤولون الفرنسيون أيضا ضرورة سير الأردن بتنفيذ مشاريعه الإستراتيجية، مستندا في ذلك إلى مناخ الأمن والاستقرار الذي يحظى به في محيطه غير المستقر.
 وبدأ جلالة الملك عبدالله الثاني زيارة خاصة في ختام زيارة العمل التي قام بها إلى فرنسا واستمرت يومي.(بترا