تصريحات الرزاز عام 2013- فيديو
اعاد ناشطون تداول محاضرة لرئيس الوزراء المكلف عمر الرزاز عن الربيع العربي وتداعياته على الاردن.
والقى الرزاز الذي كان يشغل في حينه منصب رئيس مجلس إدارة صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية محاضرته التي حملت عنوان «تداعيات الربيع العربي.. من رد الفعل الى الفعل» في منتدى شومان الثقافي في 8 نيسان 2013.
واعتبر الرزاز في حينه ان ما يسمى (الربيع العربي) و(الحراك السياسي) أعطى تعريفات جديدة لمفاهيم الحرية والعدالة والكرامة ولم يعد ممكنا ربطه بتاريخ أو حضارة أو دين.
واعتبر الرزاز أن انعكاسات الربيع العربي على الأردن كانت إيجابية، تمثلت بحراك شعبي ناضج، وإصلاحات وتعديلات دستورية، وقانون انتخابات جديد ومحاربة الفساد.
واعتبر الرزاز ان الاردن عاش تجربة الربيع العربي قبل عامين (أي 2011)، الا ان نقطة دم اردني واحدة لم تسقط.
وقال الرزاز أن النمو الاقتصادي في الدول الديمقراطية ليس أفضل من الدول غير الديمقراطية.
وأشار د. الرزاز الى أن الديمقراطية ليست وسيلة لتحقيق الإجماع بل لادارة الخلافات والوصول الى تفاهمات .
وقال إن مطالب الحرية والكرامة والعدالة اخترقت كل جدار وإن أصداءها تسمع في نيويورك وباريس ومدريد وأثينا وروما ولندن.
واعتبر الرزاز ان اهم الدروس المستفادة من الربيع العربي انه كلما كانت الأنظمة اكثر استبدادا وبطشا كانت شعوبها اكثر عنفا واستبدادية.
واعتبر ان الاوضاع الاقتصادية التي تشهدها المملكة هي التحدي الأكبر للأردن بسبب انهيار الإدارة ونقص الموارد.
وقال : كانت لدينا أجهزة ومؤسسات تتمتع بكفاءة عالية مثل الصحة والتعليم التي كانت مثلاً يضرب به بين الدول العربية.
ولفت ان انعكاسات الربيع لعربي على الاقتصاد الاردني متعددة، منها ما هو سلبي، ومنها ما هو ايجابي، المهم هو كيفية تعامل الحكومات مع احتجاجات الشارع، وكيفية ادارتها لازمة الحراك ايجابيا.
وقال انه كان للربيع العربي اثار مهمة على عمليات الحد من الاعتداء على المال العام ووقف الهدر في انشطة الدولة الانفاقية غير الرشيدة.
واعتبر ان بعض الدوائر الرسمية استسلمت لتداعيات الربيع العربي ولم تطور نفسها ولم تعمل على تحديث انشطتها التي تتطلب تحركا وتحديثا مستمرا لكي تنمو وتحقق اهدافها، فباتت بعض المؤسسات الرسمية تعيش على وهم الاستسلام.
وبين ان الربيع العربي خلق فئة من الموظفين المحتجين على الدوام، يعطلون الاعمال ويواصلون الاحتجاجات، ويؤخرون المعاملات، ويخلقون فوضى في مؤسساتهم مقابل مطالبات بعضها بدا غير منطقي على الاطلاق، مستغلين المرونة التي تبديها الدولة في التعاطي معهم ومع مطالبهم.
وأشار إلى أن حالة الاحتجاجات وتنامي الاعتصامات القت بظلال قاتمة على الحركة التجارية والاستثمارية الكلية في الاقتصاد، وادخلتهما في حالة حذر وركود، وهو ما اضعف من انشطة القطاع الخاص وولد ضغوطات جديدة على الموازنة التي بدأت تدعم مزيدا من السلع والخدمات، وبدأ القطاع العام يستقبل مزيدا من العاملين للوقوف في وجه شبح البطالة، هذه كلها تداعيات مالية جديدة ستنفجر في وجه اي حكومة يوما من الايام في حال عدم التصدي لها بشكل جذري.
وقال انه لا يمكن لأي اقتصاد تجنب تداعيات الربيع العربي، فهو كالطوفان، لكن بإمكان اي حكومة ان تعمل على تعظيم الاستفادة من بعض الايجابيات التي احدثها خاصة في مجال الرقابة ومكافحة الفساد والمساءلة، اما مواجهة باقي التداعيات فلا تكون الا بحوار وطني شامل بين كافة الاطياف، يفضي في النهاية الى عملية سياسية جديدة.
وختم د. الرزاز بالقول ان الربيع العربي هو استحقاق تاريخي عم العالم العربي بدرجات متفاوتة، وكان له تأثير على الأردن دون أدنى شك، ولكن لحسن الحظ ولطبيعة المواطن الأردني والقيادة الهاشمية، كان تأثيره على الشارع الأردني سلميا، وهذا أحد أهم ميزات الربيع الأردني.