التفاؤل تجاه النفط يتراجع مع إشارة عمالقة الإنتاج إلى المزيد من الإمدادات

من الصعب الإبقاء على الإيجابية مع احتمال أن تزيد ثلاثة من قوى النفط العالمية الإنتاج.

وتعد صناديق التحوط الأقل تفاؤلاً بشأن ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط في قرابة 7 أشهر مع تسجيل الإنتاج الأميركي أرقاماً قياسية باستمرار، في حين تشير كل من العربية السعودية وروسيا إلى أنهما مستعدتان لفتح الصنابير بعد عام من التقييد، وتنتج هذه الدول الثلاث مجتمعة قرابة ثلث الإمدادات العالمية من النفط بواقع الحال.

وفي هذا الخصوص، قال مدير المحفظة في شركة إدارة الأصول "مانولايف" الواقعة في بوسطن، جوزيف بوزويان: "إنه من الصعب التحمس حقاً لأسعار النفط على المدى القصير، بالنظر إلى أن الإنتاج الأميركي يزداد وصولاً إلى ارتفاعات قياسية كل أسبوع". وأضاف: "لقد أصبحت صناديق التحوط متفائلة في بداية العام، وكان من المثير للدهشة نوعاً ما أن المملكة العربية السعودية وروسيا ناقشتا زيادة الإنتاج في وقت أقرب من المتوقع".

وسوف تجتمع منظمة الدول المصدرة للنفط "الأوبك"، وحلفاؤها في وقت لاحق من هذا الشهر، بعد أن أغضبت العربية السعودية وروسيا الأسواق بمحادثات حول زيادات في الإنتاج في الوقت الذي تظهر فيه اتفاقيتهما للعام 2016 لاستنزاف الطفرة العالمية وأنها حققت نجاحات.

وفي الواقع، تختبر أكبر شركة نفط روسية الآن القدرة على إعادة الإنتاج إلى ما كان عليه في السابق وقبل هذا الاجتماع الأكبر، يخطط الوزراء من العربية السعودية والإمارات المتحدة والكويت للاجتماع ببعضهم بعضا.

وفي هذا السياق، أوضح مارك واتكنز، الذي يساعد على الإشراف على 151 مليار دولار في بنك إدارة الثروة الأميركي "إذا ما كان هناك سلوك أكثر عدوانية للمحادثات بقدر ما يخططون للخروج من الاتفاق الحالي"، فربما ترى المستثمرين "يصبحون أكثر تقلباً لأنك تملك المزيد من النفط يدخل السوق في الوقت نفسه الذي تزيد فيه الولايات المتحدة إنتاجها". 

وتثقل الاحتجاجات العالمية ضد أسعار الوقود الحادة على خلفية عقود النفط الآجلة قرار "الأوبك".

وفي حين أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قال "إن أسعار النفط مرتفعة كثيراً بشكل مصطنع"، وإن إضراب سائقي الشاحنات في البرازيل على ارتفاع تكاليف الوقود توجت باستقالة الرئيس التنفيذي لشركة النفط المملوكة للحكومة يوم الجمعة.

وخفضت صناديق التحوط موقف الصافي الطويل لخام غرب تكساس الوسيط -الفرق بين الرهانات على ارتفاع الأسعار والرهانات على الانخفاض- بنحو 14 % إلى 324.235 عقدا آجلا خلال الأسبوع المنتهي بالتاسع والعشرين من أيار (مايو)، وفقاً "للجنة تداول السلع الآجلة الأميركية". 

وانخفضت المواقف الطويلة بنسبة 10 %، في حين قفزت القصيرة بنسبة 29 % إلى أعلى مستوى لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر).

وقد أصبح مجموع المواقف حول خام غرب تكساس الوسيط في أقل مستوياته منذ تموز (يوليو) الماضي.

وفي الوقت نفسه، بقيت الاختناقات في مواطن اللعب الرئيسي لنفط الصخر الزيتي مثل حوض بيرميان تسجل مستويات قياسية من الإنتاج المحاصر. وتقترح "كونوكوفيليبس"؛ أكبر مستشكف مستقل للنفط في العالم، حتى أنها تفكر في أنها قد تحول بعض الإنفاق بعيداً عن المنطقة إلى أن يتم حل مشاكل النقل التي تعانيها. وفوق ذلك كله، لم تظهر بيانات الحكومة الأميركية امتداد انخفاضات المخزون العام النموذجي لموسم صنع البنزين الرئيسي.

وعلى هذا الصعيد، يقول استراتيجي السوق البارز في "كونفلوينس إنفيستمنت مانيجمينت" في سانت لويس، بيل أوغرادي: "إذا ما كنت ستتخذ موقفاً طويلاً هنا، فعليك أن تراهن على سحب المخزون وعدم تصميم أي حل سياسي لتخفيض أسعار الخام".

وفي الولايات المتحدة، "بينما تتحسن التكنولوجيا، فأنت تدير خطر تخفيض سعر التعادل هذا والآن، تواجه الأوبك هذه المشكلة، فإذا كنا نريد أن نخنق الإنتاج الأميركي، إلى أي حد يجب أن تنخفض الأسعار".