مسيرات العودة تتواصل من غزة إلى حيفا

استشهدت مسعفة فلسطينية واصيب نحو مائة شخص برصاص وقنابل الغاز التي اطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الجمعة العاشرة من مسيرات العودة، التي دعت إليها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار. والتي حملت اسم "من غزة إلى حيفا.. وحدة دم ومصير مشترك"، والتي تزامنت مع مسيرة في مدينة حيفا، للأسبوع الثالث على التوالي تضامنا مع غزة.
فيما قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة إن ربع مليون شخص أدوا صلاة الجمعة أمس في المسجد الأقصى.
وأعلنت الهئية العليا للمسيرات اختتام فعاليات أمس، بالإعلان عن جمعة جديدة اطلقت عليها اسم مليونية القدس احياء ليوم القدس العالمي.
وأكدت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قرر التحرك على نحو سلمي عبر المسيرات للمطالبة بحقوقه الثابتة في العودة وكسر الحصار، منددة ببعض الأصوات المشككة في سلمية المسيرات والمبررة قتل المشاركين العزل.
كما وطالبت المجتمع الدولي بكبح جماح الاحتلال الإسرائيلي ووضع حد لغطرسة القوة ولعدوانه على الشعب الفلسطيني ومحاسبته على جرائمه بحقه، مشيرة إلى أنه يجب إنهاء الاحتلال ورفع الحصار فورا ومن دون شروط.
وفي القدس المحتلة أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى ، وذلك برغم إجراءات قوات الاحتلال التي دفعت بتعزيزات كبيرة إلى المدينة.
وقال الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، في تصريحات إعلامية، إن المصلين توافدوا إلى الأقصى منذ ساعات الصباح الباكر وانتشروا في ساحاته ومساجده، يصلون ويتلون القرآن، وسادت الأجواء الروحانية والإيمانية في المسجد، فيما أدى صلاة الجمعة قرابة 270 ألف مصل. وأَضاف أن دائرة الأوقاف الإسلامية كرست طواقمها من الإداريين والحراس والسدنة والحارسات بالتعاون مع لجان الكشافة الفلسطينية ولجان التطوعية والفرق الطبية لتوفير كل ما يلزم الصائمين الوافدين الى الأقصى.
وقال الشيخ عكرمة صبري في خطبته، ما يتعرض إليه المسجد من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، مشيرا إلى وضع صورة مجسم لما يُدعي بهيكل سليمان المزعوم، مكان صورة مسجد الصخرة المشرفة، وتوزيع هذه الصورة على وسائل الإعلام لجذب اليهود في العالم ليأتوا إلي فلسطين من خلال الخداع، مؤكداً أن هذه الأساليب لن تغير من الواقع شيئا، فمسجد الصخرة المشرفة هو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، وهو قائم إلى يوم الدين، واقتحامات المستوطنين لن تعطيهم أي حق فيه.
وفي الضفة المحتلة، قمعت قوات الاحتلال أمس، مسيرة قرية نعلين الأسبوعية الشعبية المناهضة للاحتلال وللاستيطان. وهاجم جنود الاحتلال المشاركين بالمسيرة، بقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لدى وصولهم إلى منطقة "بوابة العصفور"، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق.
كما أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في البطن، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال أعقبت انطلاق مسيرة قرية كفر قدوم الشعبية الأسبوعية. وقال منسق المقاومة الشعبية في القرية مراد شتيوي إن قوات الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة بعد انطلاقها مباشرة باستخدام الرصاص المعدني بكثافة، ما أدى لإصابة شاب في البطن، لكنه عولج ميدانيا.
واقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس مدينة الخليل، وعددا من القرى والبلدات المحيطة بها، وشنت حملة مداهمات وتفتيش واسعة، طالت عددا من منازل المواطنين. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن جيش الاحتلال داهم عددا من منازل المواطنين في الخليل من بينها منزل الأسير المحرر حازم صادق القواسمي. واندلعت مواجهات عنيفة بين شبان وجنود الاحتلال التي اقتحمت بلدة يطا جنوب الخليل، حيث أطلق خلالها الاحتلال الرصاص المطاطي بكثافة مما أدى إلى إصابة شاب برصاصة معدنية في قدمه.
كما داهمت قوات الاحتلال عدد من منازل المواطنين في منطقة المزرعة في يطا، وأجرت عمليات تفتيش في عدد من منازل المواطنين. وطالت حملة المداهمة والتفتيش بلدات الظاهرية، والسموع، ونوبا، وخاراس، كذلك بلدة دورا دون التبليغ عن وجود اعتقالات.
من ناحية أخرى، فقد أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية أمسن احصائيات لضحايا جرائم الاحتلال في شهر أيار (مايو) الماضي، واجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي على مسيرات العودة. وحسب التقرير، فقد استشهد في الشهر الماضي 83 شهيدا، من بينهم 79 شهيدا في قطاع غزة، و4 شهداء في الضفة والقدس المحتلة. ومع شهداء أيار، يكون عدد شهداء مسيرات العودة في قطاع غزة، التي انطلقت في يوم الأرض الأخير، الـ 30 من آذار (مارس) الماضي إلى 129 شهيدا.
وبلغ عدد المصابين بالرصاص على أنواعه، وبالغازات السامة على أنواعها، في الشهر الماضي، ما يزيد عن 6800 مصابا، من بينهم 6300 مصاب في قطاع غزة، ما رفع المصابين في مسيرات العودة في قطاع غزة إلى ما يزيد عن 13300 مصاب، من بينهم 330 إصابة خطيرة.