نهاية حروب ومصالح دول وشعوب
لا شك ان اطول مدّة لقضيّة لم تنتهي حتى الآن هي قضيّة إحتلال اليهود لفلسطين وإنشاء دولة إسرائيل على أرضها كما أنّ إنشغال العالم بتداعيات ما يسمّى بالربيع العربي وتحديد حدود دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
والدول الرئيسة التي ستتقاسم الكعكة هي أمريكا وروسيا وتركيا وإيران وبدأ التلويح بتشكيل إدارة مدنيّة في منطقة منبج وإدارة أخرى في جنوب سوريا وكذلك يتم الحديث عن محادثات في القاهرة بين وفد من السلطة الفلسطينية مع ممثلين مصريين واردنيين حول الوضع في غزّة .
وهاهي تهديدات سورية لإخراج القوات الأمريكية واستسلام القوات السورية الديموقراطيّة التابعة والمموّلة من الأمريكان والتي يشارك فيها الأكراد وفي المقابل تهديدات امريكيّة للسوريّين في حال الإعتداء على أيِّ من حلفائها وفي نفس الوقت هناك محادثات جادّة بين الأمريكان والأتراك حول منطقة منبج والقوى المعارضة للنظام فيها ومنطقة كوباني القريبة من الحدود مع تركيا وفي نفس الوقت هناك إتفاقات في العلن وفي الخفاء يشارك فيها الروس والإيرانيّين وكلُّ يريد ان يقتنص حصّته من الكعكة السوريّة قبل ان تبدأ مرحلة الإعمار حسب التقسيم الجديد لتبدأ مرحلة التنفيع من مرحلة إعادة البناء ووضع الدساتير الجديدة وإجراء إنتخابات تشريعية ورئاسيّة في تلك الأقاليم .
يا حيف على تلك الشعوب واؤلئك الحكام العرب كيف يقبلون على انفسهم ان يحل بسوريا العربيّة ما يصيبها الآن ولكنهم قبلوا قبل ذلك ما حلّ ببلاد ما بين النهرين وتلك الدولتين هما بلاد الخيرات والمياه والثروات المكنونة في ارضها ولطالما العدو الصهيوني يعلن خوفه من المارد الجبار فيهما إضافة لمصر العروبة التي تزخر بالقوى البشريّة الكبيرة وها هي قوّة البلدين قد أنهكت وحدث فيها الدمار الكبير ونرجوا السلامة لمصر العروبة أم الدنيا بالرغم من ان اجتماع القاهرة أكّد على قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام1967 وعاصمتها القدس الشرقيّة.
إنّ ما يجري في بلادنا العربيّة أشبه ما يكون هو مخطّط صهيوني بعقول امريكيّة وأوروبيّة لتحقيق عدّة اهداف :
اولها التخلُّص من الكثير من الأنظمة العربية الحاكمة وإستبدالها .
وثانيها إفقار الكثير من الدول العربيّة وإذلال شعوبها .
وثالثها تدمير القوّة العسكريّة للدول العربية وبيعها اسلحة لا تستفيد منها بقصد قنص فلوس تلك الدول وإفقارها.
ورابعها طمس ما يمكن من الحضارة العربيّة وما قامت عليه من حضارات فرعونيّة وكنعانيّة وسومريّة وبابليّة وغيرها بتعديل النصوص التاريخيّة وتزوير وتبديل الحقائق الأرضيّة .
وخامسها التخفيف من ميل الشباب نحو القيم والتعاليم الإسلاميّة بتغيير وتعديل المناهج الدراسيّة ورفع اي كتابات ترفضها إسرائيل .
وسادسها التخلُّص من النزعة القوميّة العربيّة من خلال التخلُّص من رموزها وإخماد جذوة العاطفة نحو القضية الفلسطينيّة والمسجد الأقصى .
وسابعها تخريب التعليم والثقافة لدى الشعوب عن طريق إستقطاب النوابغ والمميّزين والمبدعين من الشباب العربي وتهيئة الإغراءات لإستقطابهم وفي المقابل العمل على تهيئة اسوأ الظروف لهم لتطفيشهم من اوطانهم .
وثامنها تشجيع العديد من المواطنين على الهجرة من اوطانهم بحثا عن عمل وظروف حياة افضل والشعور بالكرامة الإنسانيّة .
وتاسعها خلق الفوضى الخلاّقة بين الشعوب وقد إستغلّ الأمريكان ما سُمِّي بالربيع العربي لذلك الهدف .
وعاشرها وضع الأسس والمخططات الأوّلية لحال العالم العربي خلال مائة سنة قادمة ومنها علاقة المسلمون ومنهم العرب مع اليهود وحال الأماكن الدينيّة الإسلاميّة والمسيحيّة .
وإذا كتب للحروب في ليبيا واليمن والعراق وسوريا وغيرها ان تنتهي واتفق الكبار على مخطط التقسيم برعاية ترمب ونتنياهو حيث ينتهي سيطرة الأمريكان وتابعيهم من الأكراد في القوات السورية الديموقراطية على شرق الفرات بينما يتفق الروس والأتراك على منطقة شمال سوريا في نفس الوقت الذي يعقد فيه اتفاقا توافق عليه الأردن واسرائيل وإيران في منطقة جنوب سوريا والمنطقة المحاذية للجولان وبذلك يكون كل قد حقق القسم الأكبر من اهدافه ومصالحه الحيويّة فقد تنعم الشعوب العربيّة بقسط من الراحة وتترك المستقبل للخالق حيث يفعل الله ما يشاء بقدرته و يحكم ما يريد بعزته وهو إن اراد شيئا يقول له كن فيكون .
اللهم ارحمنا برحمتك واحفظ بلدنا ارضا وشعبا وقيادة والهمنا سبل الرشاد.