ماذا فعل الملقي بشوارع المملكة؟ ما الذي يمنع من استدعاء تجربة 2011؟
لليلة الثانية على التوالي لم يخرج أحد من المسؤولين الأردنيين ليعلقوا على ما يجري في شوارع المملكة. هذا يدعو للتفاؤل. لقد اسكتهم الشارع أخيرا. هل يجرؤ عمر ملحس اليوم على الخروج إلى الاعلام ليتحدث بكلمة واحدة؟ لن يفعلها.
لكن الحكومة وهي خارج التغطية، لم تكن في زاوية الخائفة. لقد انشغل اعلامها بالترويج لفوائد مشروع قانون الضريبة على الصحة العامة.
في آليات يعرفها الصحافي المختص جيدا - راح إعلام الحكومة 'يقطع' أخبار فوائد مشروع قانون الضريبة على دفعات ويرسلها الى وسائل الاعلام.
هي آليات تكشف عن غياب رسمي كامل عن الاحداث الدائرة. وكأن الحكومة تريد علاج مريض بكسور عظم عنيف بحبة اسبرين.
في الغالب ستسقط حكومة الملقي على وقع الاحتجاجات. لقد بدأت في الحقيقة اشاعات بهذا الخصوص الليلة، وهذا ليس جديدا على ايقاع الشارع الاردني. فقد اختبرت حكومة سمير الرفاعي عام 2011- التي كانت قد حصلت للتو على ثقة 111 نائبا - التجربة نفسها.
حينها استجابت الدولة للايقاع الشعبي، وانتهى الامر بنجاح سياستنا في تشكيل تجربتنا الخاصة بعيدا عن تجارب الربيع العربي.
لا شيء يمنع الان من تكرار التجربة. الاردنيون يهتفون اليوم ليس ضد سياسات الملقي فقط، بل بالقول ان الوطن اهم من حكومة هاني الملقي وفريقه غير الاقتصادي.