تطبيقات ذكية أردنية: تقديم خدمة وخلق فرص عمل لسيدات

فتحت التكنولوجيا أبوابا واسعة أمام الشباب الباحث عن حلم إنشاء مشاريع ريادية، بعيدا عن الوظائف التقليدية، ليقبلوا على سوق تطبيقات الهواتف الذكية وصناعة الويب بابتكار أفكار تحاكي متطلباتنا اليومية وتقدم خدمات تهم الناس وتسهل حياتهم.
واسهمت هذه التطبيقات، في جزء كبير منها، في تسهيل حياة الناس بالحصول على خدمات طلب الأكل والتجميل والخدمات العامة وغيرها بكبسة زر وتوفير الوقت والجهد عليهم.
لكن في الجهة الاخرى والمميز أن هذه المشاريع والتطبيقات اسهمت في تشغيل وتوسيع أعمال مقدمي الخدمات، وخصوصا من السيدات عندما انضموا إلى هذه التطبيقات للحصول على طلبات الناس بالـ "اون لاين"، كما هي الحال في خدمات النقل الذكي مثل اوبر وكريم؛ حيث ساعدت هذه التطبيقات على إيجاد فرص عمل أو تسويق وتنويع وتوسيع أعمال ووظائف العديد من السيدات في المجالات والخبرات والمهن التي يقومون بها في الحياة اليومية: التعليم، الطهي، تقديم الخدمات العامة، مجال التجميل وغيرها من المجالات.
وبذلك تكون التطبيقات الذكية سهلت حياة الناس بالخدمات التي يحصلون عليها بسهولة ويسر، فيما خلقت فرص عمل لسيدات قد يواجهن صعوبة في تقديم الخدمة بالحياة الواقعية.
وبحسب بيانات رسمية بلغ معدل البطالة في المملكة في العام 2017 حوالي 18.3 %، وبلغت بطالة الإناث الأردنيات 31.2 % مقابل 14.7% للذكور الأردنيين.
ومن التطبيقات والمشاريع الريادية التي تقدم خدمة للناس والمستخدمين وتسهم في الوقت نفسه في توفير فرص عمل للسيدات هو التطبيق الأردني "بالفرن" (Bilforon)، وهو تطبيق للهواتف الذكية متوافر على متاجر الاندرويد، والاي اوه اس، ويقوم على فكرة توفير منصة تحل مشكلة التواصل بين المستخدمين وسيدات ماهرات يطبخن من منازلهم، ليتمكن المستخدمون من طلب أكلات بيتية بكبسة زر لتصلهم الى اماكن عملهم او بيوتهم، وخصوصا إذا ما كانوا يخططون لـمناسبة تجمع الأهل أو الأصدقاء دون اللجوء إلى المطاعم أو الوجيات السريعة.
ويقول المؤسس لتطبيق "بالفرن" محمد البطيخي ان المشروع يشمل جانبين الاول تقديم خدمة طلب الاكل المنزلي وتوصيله الى المستخدم، فيما يتيح الفرصة من جهة ثانية لتشغيل وتوفير فرص العمل والتسويق لمنتجات السيدات الاعضاء في التطبيق.
ويضيف البطيخي،  أن التطبيق، الذي سيتم في شهر تموز (يوليو) المقبل السنتين من عمره – يضم اليوم قائمة تحتوي على 150 سيدة – معظمهن من الأردنيات- حيث يساعد السيدات في تسويق وبيع اكلاتهن التي يعددنها في بيوتهن، وهو الأمر الذي يساعدهن في توفير مصدر دخل إضافي لعائلاتهن.
ويؤكد أهمية التكنولوجيا والنموذج الذي تعمل به تطبيقات مثل "بالفرن" في المساهمة بحل مشكلة البطالة أو مساعدة الناس على إيجاد مصادر دخل جديدة.
وتتفق الريادية الأردنية رموز صادق مع البطيخي في الرأي وخصوصا انها تقود اليوم مشرعا رياديا يحمل اسم " مرايتي" الذي يقوم على موقع إلكتروني يحمل عنوان "http://www.mrayti.me/" على الشبكة العنكبوتية، ويتم من خلاله تقديم خدمات الصالون في البيوت والمكاتب وحتى المستشفيات، في الوقت الذي يناسب الزبائن طالبين الخدمة، حيث يتم طلب وحجز المواعيد إلكترونياً.
وتقول صادق   هناك جانب مهم في المشروع يقوم على توفير فرص العمل وتشغيل السيدات الماهرات في موضوعة " التجميل" يعزز ذلك ما يبذله فريق " مرايتي" في مجال تدريب وتعليم اخصائيات التجميل اللواتي يعملن لصالح " مرايتي" لتقديم خدمة ذات جودة عالية للزبائن. وتشير صادق بان المشروع يقدم فرصا عادلة وأجورا عادلة للشيدات الأعضاء في فريق " مرايتي" والذي يبلغ عددهن اليوم حوالي الـ 20 سيدة حيث يتقاضين دخلا بنسب عادلة من كل طلب.
ومن جهته يؤكد المؤسس لتطبيق "عون" الذكي ساري حويطات أهمية التكنولوجيا والتطبيقات في تقديم الخدمات وتسهيل حياة المواطنين من جهة وتسهيل أعمال المهنيين ومزودي الخدمات العامة الكهربائيين، المواسرجية، نقل الاثاث والخدمات الفنية العامة وغيرهم عبر التكنولوجيا، وخصوصا من السيدات حيث يسهم التطبيق في تشجيعهن ومواجهة الحواجز الاجتماعية في عملهن في الخدمات العامة.
ويقول بأن تطبيق "عون" هو تطبيق للهواتف الذكية يتيح الوصول إلى منصة أو شبكة تحتوي على اسماء وجهات يمكن أن تقدم خدمات عامة للمواطنين مثل الفنيين ومقدمي الخدمات العامة مثل " الفنيين في الكهرباء والسباكة والتكييف ونقل الاثاث وغيرها من الخدمات العامة "، حيث يساعد المواطنين والناس في الوصول والتشبيك مع أصحاب مهن حرة ومقدمي هذه الخدمات العامة بكبسة زر وبدون جهد كبير.
ويشير الى ان عدد اعضاء التطبيق من موزدي الخدمات العامة في عمان يبلغ حوالي 120 مزودا وقد تقدم مؤخرا للتطبيق 20 سيدة يعملون في مجال التمديدات الصحية، مؤكدا بان التطبيق حريص على عقد الدورات والاجتماعات مع هؤلاء المهنيين لرفع مستوى الخدمة وتسويق أعمال هؤلاء الفنيين رجالا وسيدات بالشكل الأمثل الذي يوسع أعمالهم.