المحترفون الأردنيون يدقون أبواب الأندية الأوروبية

تكاد الساحة الكروية الأردنية تخلو من تلك المواهب التي برزت في سنوات خلت، وأصبح اللاعبون الموهوبون ندرة، نتيجة اعتزال جيل ذهبي في الوقت الذي لم يستطع الجيل الجديد بعد إثبات ذاته.
واللاعب المهاري أصبح "عملة نادرة"، فقلما تجد لاعبا يمتلك مهارات المراوغة التي امتلكها لاعبا مثل رأفت علي، ومع ذلك فهناك بعض اللاعبين الذين أثبتوا حضورا لافتا مثل موسى التعمري ومنذر أبو عمارة ويزن ثلجي ويوسف الرواشدة ومصعب اللحام وآخرين.
ولا شك أن الاحتراف الخارجي يعد بمثابة حلم جميل لكل لاعب أردني، ذلك أنه يعود بالفائدة المادية والفنية على اللاعب، لكن كثيرا من اللاعبين بحث عن الفائدة المالية أكثر من الفنية، وبالتالي تضرر مستواه من اللعب مع أندية مغمورة وفي درجات دنيا، مع أنه حصل في الوقت ذاته على عائد مالي أفضل مما كان سيحصل عليه من الأندية المحلية.
وعلى مدار السنوات الماضية، ارتحل كثير من النجوم صوب الملاعب العربية بحثا عن فرصة احتراف مثالية، وشكلت الأندية الخليجية مصدر اهتمام للاعبين، مع أن بعضهم احترف في أندية سورية ولبنانية ومصرية وفلسطينية وحتى تونسية، وبعض هذه التجارب كتب له النجاح وأثبت اللاعب حضورا لافتا، ولكن تذبذب مستواه من موسم لآخر، في حين تبدو فرص الاحتراف في الأندية الأوروبية نادرة، ربما لأن اللاعبين لا يستطيعون تسويق أنفسهم بشكل مثالي عبر وكلاء لاعبين، إضافة الى أن المستوى الفني ربما لم يقنع سوى بعض الأندية الأوروبية المغمورة.
أمس، كشف النقاب عن صفقة احتراف نجم الكرة الأردنية موسى التعمري مع فريق أبويل القبرصي، ولم يعلن رسميا عن قيمة الصفقة التي تمتد لمدة 3 سنوات، لكن نادي شباب الأردن أكد، على لسان رئيسه سليم خير، أنها صفقة ناجحة ومميزة، وبالتالي وضع هذا اللاعب الشاب والموهوب حدا للإشاعات، بعد أن أصبح مطلبا لأندية محلية عدة مثل الجزيرة الذي لعب له الموسم الماضي معارا من شباب الأردن وناديي الفيصلي والوحدات.
وفرصة الاحتراف هذه ستفسح المجال أمام اللاعب موسى التعمري للمشاركة مع فريقه في الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا، علما أن هذا الفريق شارك في دور المجموعات خلال النسخة الماضية، الى جانب فرق ريال مدريد وتوتنهام ودورتموند، وبالتالي فإن مثل هذا الظهور حتى وإن كان مع ناد من المستوى الرابع أو الخامس في أوروبا، الا أنه يفتح المجال أمام التعمري لإثبات جدارته والحصول على فرصة احتراف جديدة ربما تكون أفضل من النادي القبرصي الذي تأسس في العام 1926 وتوج بطلا للدوري القبرصي 25 مرة وبطلا للكأس 21 مرة.
لكن التعمري لم يكن أول لاعب أردني يحترف في أوروبا، ففي حقبة التسعينيات احترف النجم بدران الشقران مع فريق كماز الروسي، فيما احترف النجم أنزور نفش مع فريق سبارتاك نالتشيك الروسي.
وانضم النجم ثائر البواب للمنتخب الوطني بعد أن كان أحد نجوم الفريق الثاني في نادي ريال مدريد في العام 2006 ثم انتقل الى برشلونة في العام التالي، وخاض بعد ذلك تجربتين احترافيتين في اسبانيا مع فريقي لاهو سبيتاليت والفارو، ثم توجه الى رومانيا ولعب لناديي غلوريا بستريتا وغاز ميثان.
وبعد ظهور لافت في كأس العالم للشباب في كندا العام 2007، وبعد تجربة احتراف في البحرين، حصل اللاعب عبدالله ذيب على فرصة احتراف مع نادي ميتشلن البلجيكي، فيما خاض النجم عدي الصيفي تجارب احتراف عربية ومن ثم لعب مع نادي سكودا زاثيني اليوناني ومن بعده الكي لارنكا القبرصي.
ومن المؤكد أن الاحتراف في أوروبا يختلف كليا عن الاحتراف في الملاعب العربية، وإذا ما أبدع اللاعب وأثبت نفسه كما فعل النجم المصري محمد صلاح، فإن عروض الاحتراف الحقيقية ستتوالى عليه ليفاضل فيما بينها من الناحيتين المادية والفنية.