تصريحات الحكومة اللهم اني صائم

بعيداً عن نظرية المؤامرة، اكاد اجزم بأن الفترة التي تسلم بها دولة رئيس الوزراء والى الان هي من اسوأ الفترات التي مرت على المملكة؛ المستوى المعيشي انخفض، الركود في معظم القطاعات، الجريمة في ازدياد، الغلاء و المحن و الفتن بين الحكومة والشعب بازدياد ايضا، تضييق الخناق على الحريات، حتى العلاج الطبي بات صعب المنال للطبقة الفقيرة والمتوسطة... الخ وما يزيد الطين بله: التصريحات الحكومية الغريبة والمستفزة في بعض الاحيان.
في ال 24 ساعة الماضية فقط صَرحت الحكومة بالعديد من التصريحات المستهجنة، مثلاً: دولته صرَح على الملأ وللمرة الثالثة، متهماً الحكومات السابقة بالتقصير؛ وانه سيكون المنقذ للأردن، وسيكون الحال في عهده افضل مما كان عليه سابقاً. دولتك لماذا لا يتم محاسبة المقصرين من الحكومات السابقة وتحويلهم الى مكافحة الفساد؟ وبالنسبة للرؤساء و الوزراء السابقين: ما تعليقكم على هذه التهم؟ اعلم بأنني لن اجد جواباً من اي طرف، ولكن لماذا مثل هذه التصريحات في هذا الوقت تحديداً؟ "اللهم اني صائم".
نائب رئيس الوزراء صَرح كذلك بأن "الهدف الاساسي من قانون الضريبة في غياب قانون اصلاحي ان تتمكن الدولة من تقديم الخدمات و توسعة الاطار الإقتصادي بشكل شمولي، لا يكون الا بتوسيع مظلة التحصيل". انتهى تصريح معالي جعفر حسان... بدايةً "اللهم اني صائم"، كيف لحكومة تدعي انها تقوم بالاصلاح منذ سنوات والان تصرِح " غياب قانون اصلاحي" ؛ هذا اتهام صريح لجميع من عملوا سابقاً؛ بأنهم كانوا في وزاراتهم "بقضوا شهر عسل"، وفي هذا تضارب مع تصريحات سابقة لوزراء سابقين وحتى رئيس الوزراء نفسه. وما هي معاليك الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين التي تبرر لكم اقتطاع ضريبة من مواطن دخله دون خط الفقر؟.
في اللقاء ذاته اطربنا وزير المياه و الري بقوله " وزارة العمل بدأت بتنظيم سوق العمل وسياسة الحكومة التوجه نحو التشغيل و ليس التوظيف" يا زلمة "اللهم اني صائم". بدأت!! الان بدأت!! ورغم اني اشك ايضاً بأنها "بدأت" ولكن هذا ايضا تصريح يثير التساؤل عن ماذا كان يفعل من قبلكم يا قوم؟ وعن اي تشغيل تتحدث وجُل القوانين الجديدة تضع العراقيل في طريق الاستثمار الصغير و المتوسط؟
اما لقاء دولة الملقي مع رؤساء النقابات كان غريباً شكلاً ومضموناً، فما كان للملقي ان يجتمع بالنقابات لولا انه احسَ "بالحامي" وان هذه المرة لن تكون كسابقتها، كما ان اصرار النقابات على سحب المشروع فوراً و قبل كل شيء يدل على عدم ثقتهم بدولته لما له من تاريخ سابق مثلما حصل مع مضربي القطاع الزراعي، والمستهجن ايضاً بأن مشروع القانون تم وضعه بين يدي النواب فلا يمكن للرئيس الا سحبه ولا يستطيع التعديل عليه، وعليه فان هذا النقاش حول هذا القانون كان شكلي فقط ولمحاولة ثني النقابات عن الاستمرار قدماً نحو التصعيد، او للجهل بخطوات التشريع، او ان "الصيام مأثر على الشباب" او ... "اللهم اني صائم".
الايام القادمة وغداً تحديداً سنشهد تصريحات حكومية جديدة قد تنقض الوضوء، و تفسد الصيام حتى، لذى سأضرب عن قراءة التصريحات الحكومية ايضاً "فاني صائم".