لماذا لا يُستثمر نجوم الرياضة والفن الأردنيين لغايات إنسانية؟
يلحظ المشاهدون للقنوات الفضائية المصرية خلال شهر رمضان المباريات، كما كبيرا من الإعلانات الهادفة والموجهة للمجتمع المحلي خصوصا والعربي عموما، وفيها يتم استثمار نجومية عدد كبير من نجوم الرياضة والفن في مصر، بهدف توجيه المواطن المصري والعربي لتقديم يد العون والمساعدة في عدد من أوجه الخير، كـ"المستشفيات" التي تعالج مرضى السرطان والقلب والحروق والصم، بالإضافة إلى مساعدة الفقراء في توفير الطعام والملابس التي يحتاجونها.
ولأن لاعبا كبيرا مثل محمد صلاح بات يملك تأثيرا كبيرا على الرأي العام في مصر والوطن العربي وحتى في العالم، نتيجة لنجوميته وبروزه كأحد أبرز نجوم الكرة في العالم بفعل تألقه مع ليفربول الانجليزي، ونظرا لسمو اخلاقه وتصرفاته الايجابية داخل وخارج الملعب، فقد تم استثمار هذا النجم في مصر كـ "قدوة" من أجل مكافحة المخدرات، عبر إعلان دعائي شيق يقول صلاح في آخره جملة مفيدة "أنت أقوى من المخدرات"، ولأن الاشقاء المصريين "أصحاب نكتة" ويبدعون في المواقف الساخرة، فقد رد تجار المخدرات على صلاح بصناعة نوع جديد من المخدرات حمل شعار "أنت أقوى من محمد صلاح"!.
هي معركة بين الخير والشر، بين من يريد تثقيف الشباب وغيرهم من أخطار تعاطي هذه السموم القاتلة، وبين من يريد تدمير الجيل الجديد وعماد المجتمع تحت تأثير وهمّ خادع يجلب المصائب.
كما ينشط نجوم الرياضة والفن المصريون في حملات جمع التبرعات لمشاريع خيرية ومستشفيات تعالج أمراضا خطيرة وقاتلة تصيب الأطفال، ولا شك أن تلك الحملات تصيب هدفها بدقة لما لهؤلاء النجوم من تأثير ايجابي على متلقي الرسالة الانسانية.
لكن هذا المشهد الإنساني النبيل يغيب عن أهل الفن والرياضة في الأردن، إلا في حدود ضيقة للغاية، بل أن بعض البرامج التلفزيونية التي عُرضت خلال شهر رمضان سارت بعكس التيار، وروجت من دون قصد للمخدرات، وأظهرتها بصورة تميل إلى الايجابية أكثر منها سلبية ومدمرة للأفراد والمجتمعات.
ويرى البعض أن الساحتين الرياضية والفنية في مصر كبيرتان للغاية، ولا يمكن مقارنة قدرات الفنانين في البلدين، لكن الأردن أنجب ممثلين أصبحوا نجوما على الساحة المصرية ومنهم على سبيل المثال النجوم إياد نصار ومنذر رياحنة وصبا مبارك وديانا كرزون، بالاضافة الى نجوم ما يزالون يبدعون في الساحة المحلية مثل ياسر المصري وزهير النوباني وأمل دباس وعبير عيسى وغيرهم، كما أن هناك نجوما كثيرة في العاب كرة القدم وكرة السلة والتايكواندو لها تأثير ايجابي على المجتمع، وربما يحفظ الشبان أسماء نجوم الرياضة ولا يعرفون إلا عددا قليلا من أسماء بعض الوزراء والنواب والسياسيين، فلماذا لا يتم استثمار طاقاتهم الايجابية لتحقيق أهداف تخدم المجتمع الأردني؟.
وقد شهدت المراحل الماضية زيارات لم تحظ بحملات إعلامية وإعلانية كافية لعدد من نجوم الرياضة وهم يزورون مستشفى الحسين والأمل لمعالجة السرطان، لكن تلك الزيارات لم تحقق هدفها في زيادة تفاعل المجتمع وتحديدا الاغنياء مع أهمية التبرع ودعم مثل هذه القطاعات لمعالجة الفقراء والمصابين، كما أن على اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية واجبا ومسؤوليات تجاه المجتمع، لتسخير الجهود واستثمار النجوم في حملات توعوية واخرى لجلب التبرعات، وربما يكون اتحاد كرة القدم الأكثر قدرة على بث رسائل الدعم، نظرا لشعبية كرة القدم والامكانيات الطيبة وتعدد البطولات، وربما توجيه مباراة كأس الكؤوس مطلع كل موسم ورصد ريعها لصالح احد وجوه الخير كالمستشفيات والجمعيات يساعد في توسيع نطاق الفكرة وتوظيف الرياضة لخدمة الاهداف الإنسانية في المجتمع المحلي.