تحديد الصيام للمصابين بالامراض المزمنة يتطلب مراجعة الاطباء
يحتاج المرضى المصابون بأمراض القلب والسكري والضغط، لمراجعة طبيبهم خلال شهر رمضان لتتبع حالتهم الصحية، وتجنب السلوكيات الغذائية الخاطئة التي تتغير خلال فترة الصوم.
وبحسب استشاري أمراض القلب والشرايين في مستشفى البشير الدكتور فخري عكور فإن عدم اتباع منظومات صحية سليمة يضاعف الخطورة على الصحة، مشيرا الى أن شهر رمضان الفضيل فرصة ذهبية لمن يعانون من أمراض القلب والضغط والسكري لتنقية الجسم من الشوائب، ناصحا بعدم الافراط في تناول الحلويات الشرقية التي ينتشر استخدامها في هذا الشهر لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر والاجبان الدسمة.
وبين أن الصيام بالإضافة الى فوائده الروحية والتعبدية فإنه من افضل الاوقات في السنة لتنقية الجسم من الشوائب الضارة مثل الكولسترول الضار والدهون الثلاثية وحامض البوريك وغيرها من مخلفات التمثيل الغذائي الضارة بجسم الانسان، والتي تصيب الانسان بأمراض متعددة مثل تصلب الشرايين وما ينتج عنه من جلطات قلبية وجلطات دماغية قد تكون قاتلة احيانا، بالإضافة الى تكلسات العمود الفقري والتهاب المفاصل التي تؤدي الى تحديد حركة الجسم محدثة الآما شديدة لا تطاق.
وبين الدكتور العكور ان الصيام الصحيح المصحوب بتناول الاطعمة الصحية وعدم الافراط في تناول الاطعمة الدسمة، سيؤدي الى انخفاض ملموس في وزن الصائم في نهاية الشهر الفضيل، بسبب ذوبان الشحوم المتراكمة في منطقة البطن والارداف لذلك فإنه من افضل واحسن الطرق الصحية لمحاربة السمنة التي كما هو معروف تعد من عوامل الخطورة للإصابة بالجلطات القلبية والسكري.
وينصح الدكتور العكور باستغلال هذا الشهر الفضيل للإقلاع عن التدخين سواء السجائر او الاراجيل لأنه العامل الاول في التسبب بتصلب الشرايين التاجية، كما ينصح بتجنب الذهاب الى الاماكن المغلقة كالخيم الرمضانية.
وقال ان على مرضى القلب والسكري المقبلين على الصيام مراجعة اطبائهم لتحديد امكانية الصيام من عدمه، وذلك لان بعض المرضى مثل المصابين باعتلال شديد في عضلة القلب أو من اجريت لهم عمليات قلب مفتوح قد لا يستطيعون الصيام ، كما ان مرضى السكري الذين يعتمدون على الانسولين قد يكونون من الفئات التي لا تحتمل الصيام، لكن يجب عليهم أولا مراجعة أطبائهم لتحديد ذلك.
واضاف ان هناك امراضا كثيرة قد تكون عائقا امامه الصيام، وقد اباح الشرع الحنيف لهم الافطار بعد ان يراجعوا الاطباء المختصين، لافتا الى عدم الاستسلام للنوم في النهار، لكن القيلولة والاستراحة، قد تكون مفيدة وذلك لتجنب الترهل والسمنة.
وأشار الى ان ممارسة الرياضة محببة في الشهر الفضيل كالمشي والهرولة في الصباح وقبل الافطار بساعة.
وفيما يتعلق بالسلوك الغذائي اكد الدكتور فخري ضرورة الابتعاد عن الاطباق الدسمة والمالحة لمرضى القلب والضغط لتجنب مخاطر الكولسترول والدهون الثلاثية والصوديوم الموجود في ملح الطعام والذي يرفع الضغط، كما ان شرب الماء مطلوب بطريقة صحيحة لتحمل عناء العطش أثناء النهار وخاصة في فصل الصيف، وتجنب العصائر الصناعية بشكل مستمر بعد وجبة الافطار وفي السهرة وأثناء وجبة السحور التي يجب ان تحتوي على خضار وتحوي مخزونا كثيرا من الماء مثل الخيار والخس وغيرها وتأخير وجبة السحور وتقديم وجبة الافطار.
وبين ان المريض يستطيع توزيع جرعات الدواء على الافطار والسحور واستبدالها بأدوية أحادية تخدم لمدة 24 ساعة، لكن ذلك يكون بعد استشارة الطبيب المعالج، ناصحا مرضى القلب والضغط بالاستمرار في قياس ضغطهم واثناء فترة الصيام لاكتشاف اية مخاطر قد تسمح لهم بالإفطار، وينطبق على مرضى السكري الصائمين الذين ينصحون بمراقبة أحوالهم وفحص الدم لمعرفة نسبة السكر ومراجعة اطبائهم عند شعورهم بأية أمراض غريبة مثل الدوار والدوخة أو الام في الصدر.
تؤكد الخمسينية ام هشام المصابة بضغط الدم أنها تحاول الالتزام بمنظومة صحية خلال صيامها، ومراجعة الطبيب المختص بانتظام، وفي حالة التعب لا تتردد بزيارته، مبينة انها تحرص على قراءة الارشادات الصحية والغذائية خلال شهر رمضان، باعتبار الصيام فرصة لا تعوض لتقوية الجسم وتنقيته من الشوائب والدهون.
ويتبع الستيني محمد الحموري المصاب بمرض الضغط نظاما غذائيا صحيا مع انه يحافظ على الصوم في الشهر الفضيل، ويؤكد انه يراجع الطبيب باستمرار للاطمئنان على حالته، وفي حال وجد نفسه متعبا لا يتردد في الافطار لأن الدين يسر وليس عسرا.
تظهر المؤشرات لدى منطمة الصحة العالمية ان معدلات انتشار عوامل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية مرتفعة في معظم بلدان إقليم المتوسط، إذ أن اثنين من بين كل خمسة بالغين في هذا الإقليم مصابون بارتفاع ضغط الدم، كما ان مستويات زيادة الوزن والبدانة مرتفعة للغاية في البحرين ومصر والأردن والكويت والسعودية والإمارات، وتتراوح معدلات انتشارهما بين 74 بالمئة و86 بالمئة لدى النساء وبين 69 بالمئة و77 بالمئة لدى الرجال.
وتؤكد منظمة الصحة أن النظام الغذائي الصحي يسهم في خفض ضغط الدم المرتفع من خلال إنقاص الكمية المتناولة من الصوديوم، والتحكم بالوزن، وزيادة استهلاك الخضار والفواكه والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدهن.