قلة الميكروبات من أبرز أسباب السمنة
حذر المستشار الإعلامي لمجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية في السعودية خالد الخان في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" من إن واحدة من أهم أسباب السمنة في المجتمع السعودي، هي عدم الإلتزام بالوجبات الثلاث، وتلبية كل دعوة للأكل.
جاء ذلك في وقت أظهرت فيه دراسة أجريت في المملكة واستهدفت 650 شخصاً، معاناة 43 في المئة منهم من السعوديين من السمنة، كما وجدت أن 90 في المئة لا يمارسون الرياضة مطلقاً، فيما يتناول 44 في المئة الوجبات السريعة يومياً، وأن نصفهم فقط يتناولون وجبة الفطور، و 20 في المئة فقط يتناولون الفواكه والخضار بشكل يومي، وفقاً لما أكده الدكتور عزام القاضي، عضو لجنة شؤون الأطباء في الكلية الملكية الكندية، واستشاري جراحة السمنة بمستشفيات الحبيب. فهل لعاداتنا الغذائية والحياتية اليومية علاقة بالسمنة؟
وعرضت قناة "بي بي سي 1" فيلماً وثائقياً بعنوان "حقيقة السمنة"، رصدت فيه أبرز خمسة أسباب للسمنة، وأولها "قلة الميكروبات"، إذ يقول البروفيسور تيم سبيكتور، بعد متابعة لتوأم بريطاني على مدار عام، إنه "في كل وقت تأكل شيئاً فأنت تغذي نحو مئة تريليون ميكروب. أنت لا تتغذى وحدك أبدا"، مبيناً أن "هذه الميكروبات ليست سلبية دائماً، فكلما زاد عددها وتنوعها زادت نحافة الشخص، وكلما قلت زادت السمنة". في حين أكدت دراسة أخرى شملت نحو 5 آلاف شخص نفس النتيجة التي توصل لها سبيكتور.
ثاني هذه الأسباب "الجينات الوراثية".. فعادة ما نسمع أن "فلان مثل أبيه"، و "فلانه طالعة لأمها". ويؤكد الباحثون في جامعة كامبريدج أن 40 إلى 70 في المئة من المؤثرات على الوزن تعود إلى نوعية الجينات التي ورثناها عن آبائنا، حيث يشير البروفيسور سداف فاروقي إلى وجود 100 جين تنخرط في تنظيم أوزاننا، وفي حال وجد خلل في بعضها، فإن ذلك يسبب السمنة. فهنالك جينات قد تؤثر على الشهية ونوعية الطعام وكميته، وكذلك على آلية حرق الجسم للسعرات الحرارية ومعالجة الدهون.
سبب ثالث من أسباب السمنة يعود إلى عدم تناول الوجبات الثلاث في أوقاتها المحددة: "الفطور، الغداء، العشاء". فالخبير في علاج السمنة الدكتور جيمس بروان، يؤكد أن تأخير أوقات تناول الطعام تزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة، بسبب الساعة الداخلية "البيولوجية"، مؤكدا أن الجسم يحرق السعرات الحرارية أثناء النهار بشكل أكثر كفاءة من الليل، مبيناً أن الجسم يعاني أثناء الليل من هضم السكريات والدهون، وأن "تناول السعرات الحرارية قبل السابعة مساء يساعد على فقدان الوزن".
ويعاني كثيرون منّا من حساب كميات الطعام التي يتناولونها يوميا وكمية السعرات الحرارية على نحو دقيق. لذا ينصح بتغيير طريقة السلوك الغذائي، من خلال إزالة الإغراءات البصرية، التي تعد رابع أسباب السمنة، من خلال عدم وضع وجبات غير صحية على طاولة المطبخ أو المكتب، وإبدالها بالفاكهة والوجبات الخفيفة الصحية، وهذا ما ذهب إليه العالم السلوكي هوغو هاربر بالقول: "الناس غالبا لا يلاحظون اختلافا، حينما يتم تقليل حصتهم من الطعام، بنسبة 5 إلى 10 في المئة"، لذلك يدعو أيضاً إلى استخدام أطباق أصغر حجما لتوزيع حصص الطعام في المنزل.
وتأتي الهرمونات خامس الأسباب المؤدية إلى السمنة، إذ تفرز المعدة عددا من الهرمونات التي تتحكم بالشهية، ما يسبب في زيادة السمنة.
لكن الباحثين في كلية لندن الإمبراطورية في طريقهم إلى إختبار علاج جديد قادر على إعادة تخليق هرمونات الأمعاء، بما يساعد على التحكم في الشهية، حيث يقومون بمزج ثلاثة هرمونات للمرضى عبر الحقن، يومياً لمدة أربعة أسابيع. وتقول الدكتورة تريشيا تان أن "الأشخاص يشعرون بالجوع بقدر أقل، ويأكلون كميات أقل، ويفقدون نحو 2 إلى 8 كيلوغرامات خلال 28 يوما فقط".