الأندلس والإسكندرون وفلسطين لا فرق

فُتحت الأندلس على يد المسلمين في سنة اثنتين وتسعين للهجرة، وانتشر الإسلام فيها بشكل كبير بعد فتحها، وأصبحت من أهمّ الدول الإسلامية في ذلك الوقت، وبقيت هذه الدولة الإسلاميّة لمدّة لا تقل عن ثمانية قرون وبعد ذلك سقطت، وتميّزت بوجود العلم والحضارة والجمال والرقي الذي ميّزها عن غيرها من الدول، ووُجِد فيها جميع مقوّمات الحياة المريحة، فهي كانت تحتوي على الأرض الخصبة والمياه العذبة الوفيرة، والخضرة الرائعة التي كانت تكسوها، ومناخها المعتدل والمناسب في جميع الفصول، وقد تغنّى بجمالها الشعراء، ونظّموا العديد من القصائد الخاصة بها.
وفي فترة من الفترات تعرّضت الأندلس لحالة من الضعف والعجز، والذي أدّى إلى جعلها دولة ضعيفة وغير قادرة على مواجهة أعدائها وخصومها، والنتيجة كانت سقوطها وانهيارها، ويعود ذلك للعديد من الأسباب وأهمها الابتعاد عن الله تعالى مثل البعد عن العبادات التي أمر بها الله تعالى، والسير على النهج الإسلامي المستقيم والسوي، والانحراف إلى القيام بالأعمال المحرمة وغير المقبولة، كشرب الخمر وانتشار الغناء والرقص والطرب والجواري، وغيرها من المفاسد التي انتشرت في ذلك الوقت، فكلّ هذه الأمور أصبحت مباحة في دولة الأندلس، والجميع له حرية القيام بها دون وجود حسيب أو رقيب على ذلك، فاختفت القيم الإسلاميّة في ذلك المجتمع، ولم يعد لمخافة الله والحساب والعقاب حسباناً لديهم، ممّا أدّى إلى شيوع الفساد وعدم الاستقرار، الذي أدّى إلى القتل والشتم وعدم الخوف على الأعراض التي تدنّس, وكذلك انشغال سكان الأندلس وحكامها وسلاطينها بالترف والإنفاق المفرط على الحياة الدنيا، كالملبس والمأكل والمشرب، وغيرها من الأمور، أدّت إلى تجاهل الدفاع عن بلدهم من أيّ خطر يهددهم من قبل الأعداء، لأنّهم انشغلوا في حب الدنيا وملاهيها، ونسوا الدفاع والجهاد في سبيل الله تعالى، وسبيل الدفاع عن الأرض، وهذا سبب قوي في سقوط الأندلس وانهيارها,وكما أنّ موالاة أعداء الأمّة من الصليبين كان سببا هاما فمن الأخطاء التي قام بها حكام الأندلس في ذلك الوقت، والتي أدّت إلى دفعهم ثمناً غالياً لذلك، وهي إقامة علاقات ودّ واحترام بينهم وبين ألد أعدائهم وهم الصليبين، وأصبحوا من الأشخاص المقرّبين لهم، وسعوا لمجاملتهم ومجاراتهم، وطلبوا المساعدة منهم في الكثير من الأمور الخاصة بهم، مما أدّى إلى معرفة الصليبين بكل ما يتعلق بهم، كما ان التنازع بين المسلمين على الدنيا كان سببا لسقوط الأندلس, حيث تعرّضت الأندلس لحدوث الكثير من النزاعات والخلافات بين أفرادها، وذلك للحصول على المناصب التي يريدونها، مما أدّى إلى إضعاف القوة التي كانوا يتمتعون بها، عندما كانت صفوفهم موحّدة, وقد تقاعس كثير من العلماء عن دورهم, مما كان له دور كبير في سقوط الأندلس، وذلك لأنّهم تركوا الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله، ولم يهتموا بالدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل أصبحوا مواليين لحكامهم على الحق والباطل وتأثروا بهم كثيراً، مما أدّى إلى ضياع الأندلس وانهيارها.
أما فيما يتعلق بلواء الإسكندرون الذي تبلغ مساحته 4800 كيلومتر مربع، ويطل على خليجي اسكندرون والسويدية في الزاوية الشمالية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، ويتوسط شريطه الساحلي رأس الخنزير الذي يفصل بين الخليجين المذكورين وأهم مدنه أنطاكية واسكندرونة وأوردو والريحانية والسويدية أرسوز واللواء ذو طبيعة جبلية، وأكبر جباله أربعة هي جبال الأمانوس وجبل الأقرع وجبل موسى وجبل النفاخ، وبين هذه الجبال يقع سهل العمق, وأما أهم أنهاره فهي نهر العاصي الذي يصب في خليج السويدية، ونهر عفرين ونهر الأسود (الذين يصبان في بحيرات سهل العمق.
وصل المسلمون الى جنوب جبال طوروس ولواء الإسكندرون عام 16 هجري , ويُعتبر لواء إسكندرون في سوريا المحافظة الخامسة عشر، رغم كونه منذ 1939، تابعًا لتركيا، ويسميه بعض المؤرخين "الألزاس واللورين السورية" , وقد كانت منطقة إسكندرون تابعة لولاية حلب ضمن سوريا العثمانية، مشكِّلة مرفأها على البحر؛ ومُثلت في المؤتمر السوري العام، ورغم اعتبارها دولة مستقلة في أعقاب صدور مراسيم التقسيم، غير أنه أعيد ربطها بالدولة السورية عام 1926 بجهود الرئيس أحمد نامي، وعاصرت إطلاق الجمهورية السورية الأولى عام 1938 قامت فرنسا "بخطوة غير مسبوقة واستفزازية" إذ أعادت منح اللواء حكمًا ذاتيًا مع بقاءه مرتبط من ناحية شكلية بالجمهورية السورية، ثم أعادت إلغاء هذا الرباط الشكلي؛ وفي العام التالي، 1939، انسحبت فرنسا بشكل نهائي، في حين دخلت اللواء قوات تركية، وقامت بضمه وإعلانه جزءًا من الجمهورية التركية تحت اسم "هتاي"؛ وهو ما يعتبر مخالفة لصك الانتداب الذي يلزم الدولة المنتدبة بالحفاظ على أراضي الدولة المنتدب عليها .
والحالة الثالثة وهي فلسطين ما زالت في مرحلة الطبيخ وما زال الطباخون يضعون البهارات الجاذبة لتصبح شهيّة للعرق اليهودي لإنشاء دولتهم الآمنة عليها واشهر الطباخين وامهرهم هم الصهاينة واشهر الإرهابيين واجرأهم هم الإدارة الأمريكية واشهر المنظِّرون هم الأوروبيّين واشهر الصامتون والمنتظرون هم العرب بينما من يدفع الثمن هم الفلسطينيون ومن يتفرج هم العالم اجمع .
بينما الأمم المتحدة ومجلس الأمن كالرجل المريض واحيانا الشريك وكذلك الجامعة العربية كجثّة هامدة بلا حراك .
ونحن شعوب اولوياتنا مختلفة واهمها الأرب ايدل ومونديال كرة القدم واستعمال وسائل الإتصال الحديثة لمجاملات فارغة او افلام ساقطة ومسلسلات شهر رمضان المبارك وغير ذلك من إهتمامات لا يخضِّبها دم الشهيد ولا يلهيها صريخ طفل رضيع ولا آهات والدة شهيد ولا منظر جريح يتألم وكأننا في غياهب توهان ليس له نهاية وتناسينا بدايته وكأننا كما تقبلنا إحتلال إسبانيا للأندلس وإحتلال تركيا للأسكندرون اوشكنا ان نتقبل إحتلال إسرائيل لفلسطين بمقدساتها المسيحيّة والإسلاميّة في عصر من الظلم والظلمات ففي يوم واحد إستشهد اكثر من ستّون بطل ولم نستمع إستنكار من أحد من مسؤولي العرب بل اقيمت إحتفالات إسرائيلية في عواصم عديدة إحنفالا بالعيد السبعين لإنشاء الكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية الى القدس العاصمة الأبدية للكيان العنصري حسب الوصف الأمريكي الصهيوني على الأرض الفلسطينية المُغتصبة وبحضور عربي احيانا ولم تسحب أيُّ دولة عربيّة سفيرها في واشنطن ردّا على خطوة ترمب التي اعلنت دولا عربية كثيرة انها غير قانونيّة بل وتهدد عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقد تكون القدس ليست آخر الاراضي العربية التي تُغتصب ولكنها الأغلى والأقدس بعد مكّة المكرّمة وما دام الحال على نفس الحال والسلوك على نفس المنوال فسوف تكون كل ارض عربيّة قابلة للإستباحة وكل المقدّسات قابلة للإنتهاك , فهل يمكن ان تلحق فلسطين بالأندلس والإسكندرون لا سمح الله ام هي في نهاية االطريق المظلم لها ؟؟؟؟ لأنه لا فرق !!!!
اللهم لا تخزنا ولا تجعلنا ان نضيع فلسطين ومقدساتها بايدينا وبعدنا عن دينك الحنيف وارزقنا وسائل القوّة حتّى نُغيِّر ما بانفسنا .
واحفظ يا الله بلدنا الأردن ارضا وشعبا وقيادة من أيِّ مكروه وصن مسجدك الأقصى الأسير وباقي بيوت الله من إسلامية ومسيحيّة من عبث الصهاينة واليهود المتطرفين .