تصفيق حآر
لا أرى للحزن والحسرة ثمة داعي, فمن كان شريكٌ في البيّعه ستكون دمعته كذبة, ستكون هتافاته خدعة, وسيكون ما سيشاهده يحدث مُتعة تسرُ ناظريه..أيُ نكبة أعظم من أن ترى إنتصار عدوّك عليك وأنت لست في داخل المعركة, وأنت لا تحملُ السلاح, وأنت لا تردي لباسُ الشرف..بل أنت تمكثُ خلف الشاشات تنتظر روعة المشهد الذي تعتبره مستفزاً لمشاعر المسلمين, أما مشاعرك فتكاد أن ترقص فرحاً على أنغام النصر, نصر العدو الذي يحتفلُ بعقر دار أوطاننا ولم نستح أو نخجل. ممن نستح؟ من فلسطين المجروحة, أم من القدس المبيوعة, أم من نظرة السبعيني الذي أمضى عمره يقرأ في وعودنا وكذب تصريحاتنا أن العودة لا محال منها وتقرير المصير سيكون آجلا أو عاجلاً وها هو على مشارف الموت ولم يحدث من هذا شيء, أم نخجل من نظرات الطفل الذي حال لسانه يسأل أين سيأخذ الزمان وطني!.
ما بال قلوب الأوطان قسّت على فلسطين, لماذا صرّنا مع العدو والزمان عليها , وما الذي إغترفته حتى نتخلى عنها علناً وبكل هذه البرودة.. واللهِ أنها شريفه ولم يمسسها أحداً وهي راضية مرضية, وإن إغتصبها نكِرةُ هذا الزمان, فلا ذنب على المغصوبة حتى يُحكم عليها بهذا الإعدام.
كلكم خائفين من رجل خلقه الله, لكنكم لا تخافون من الله وتدافعون عن المقدسات الإسلامية, لا تقفون في وجه الإسرائيليون وهم يستبيحون ساحاته ويرقصون فيها فرحاً بذكرة الإنتصار التي هي نكبتُنا, سبعون عاما لم نستطع فيها إسترداد حقنا, سبعون عاما ونحن نحلم.... وهل النائمين على وسادة العارِ يحققون أحلامهم!.
لكل عربي خائن, متهاون, مُتخاذل.... أنت على موعد مع حصاد ضعف السنين, أنت على موعد مع وسم العار الجديد, أنت وجميعنا على موعد مع نكبة هذا الزمان برعاية رجل بلا عقل لكنه يملك السلطة والمال إنحنت لقراراته كل الجباه العربية. فثمة مشهدين مؤلمين سيكونا حاضرانِ ويمكنك التصفيق بحرارة لمن تشاءُ منهما دون خجل أو حياء, سيما وأنك لا تستطيع التمثيل في مشهد الإفتتاح... وعلى فكرة
ليست وحدها السفارة الأمريكية ستُفتتح في القدس.... بل أشياء اخرى كثيرة ستُعاني.