صاحبات مشاريع: المرأة الأردنية قادرة على تجاوز العقبات
في الطابق الأسفل لقصر الملك حسين للمؤتمرات في البحر الميت عرضت سيدات صاحبات مشاريع صغيرة منتجاتهنّ من مطرزات وأعمال يدوية وفسيفسائية، ومأكولات ومواد تجميلية.
لاقت هذه المنتجات استحسان الكثير من المشاركين في اجتماعات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية؛ حيث اجتمع الكثير حول السيدات اللاتي بدين فخورات بمنتجاتهن، ومصرات على تسويق ما صنعت أياديهن، وقد كانت جمعية بناء القدرات في مجال الأعمال (واعدات) نظمت لهنّ معرضا على هامش انعقاد الاجتماعات السنوية لبنك الإعمار والتي جاءت تحت عنوان" تنشيط الاقتصادات"، وركزت على قضايا النمو والاستثمار ومناخ الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
حنان الدغيمات سيدة من العقبة بابتسامة تعرض عليك ما أنتجته من زجاجات معبأة بالرمل الملون، والتي عرفت كحرفة لسكان منطقة العقبة. وتبدأ باقناع زبائنها بشراء "هداياهم التذكارية" التي تعبر عن ثقافة الأردن وحضارته.
فيما عرضت هيفاء ابراهيم من إربد "حلاوة طحينية" و"زعتر بلدي"، كما عرضت عبير السمرة من إربد حلويات غربية وشرقية صنعتها ببيتها، وأضفت أروى الوقفي رائحة العطر على المكان بمنتجاتها من الصابون والزيوت العطرية.
السيدات تحدثن، وأكدن على ضرورة أن تخرج المرأة من إطار التفكير التقليدي النمطي عن نفسها، وأن تثق بنفسها وقدرتها على عمل المستحيل ثمّ تبدأ باستغلال موهبتها بشكل مفيد لها ولمن حولها.
وقد أكدن على أنّ المرأة الأردنية قادرة على تجاوز العقبات الاجتماعية والاقتصادية مادام لديها القرار والإصرار والطموح.
تقول الدغيمات "الأردنيات قادرات على تجاوز المصاعب من خلال الخروج من نمط التفكير التقليدي والتفكير خارج الصندوق"، وتضيف "لا بد أن تكون المرأة قيادية ويكون عندها أفق وطموح وإرادة وقوة شخصية".
وخلال السنوات القليلة الماضية استطاعت الدغيمات أن تطور من نفسها من خلال الدورات التدريبية التي حصلت عليها ومكنتها من معرفة طرق التسويق والتغليف وحتى إدارة مشروعها الصغير، ولا تنسى الدغيمات أن تذكر بأن مشاركتها في مثل هذه المعارض ساعدتها كثيرا في تطوير قدراتها.
هيفاء ابراهيم، التي تصنع "حلاوة طحينية" و"الزعتر البلدي"، أكدت أنّ المرأة يجب أن لا تقف عند حد معين طالما أنها تستطيع أن تنتج وتبدع". وهي ترى بأنّ السيدة تستطيع أن تنتج سلعا منافسة للسوق لأنها تتقنها خصوصا ما يتعلق بالمأكولات. وتنصح هيفاء كل ربة بيت أن تستفيد من هواياتها وتبدع فيما تحبه.
وحصلت هيفاء أيضا على مجموعة من الدورات من خلال جمعية واعدات في التصنيع وإدارة العمل والتغذية حتى المحاسبة والتخطيط للمشروع، مشيرة إلى أنّ مثل هذه الدورات تساعد السيدات على التخطيط الصحيح لضمان نجاحها واستمرار مشروعها.
عبير السمرة أشارت إلى أنّ شعور السيدة أنها منتجة وعنصر مهم في أسرتها ومجتمعها شعور "لا يعوّض" كما تصفه، وهي ترى بأنّ الموهبة موجودة لدى الجميع ولابدّ أن تستخدمها وتسخرها لتحسين وضعها ومكانتها.
وكانت عبير ترى أنّ "التسويق" عائق في تطوير مشروعها، إلا أنّها وبعد أن أخذت الدورات اللازمة بدأت بمعرفة طرق التسويق والتغليف، ثمّ قامت بأخذ اعتماد مؤسسة الغذاء والدواء لمنتجها ما ساعدها في تطوير مشروعها.
أروى الوقفي التي بدأت مشروع صناعة الصابون والكريمات واستخراج الزيوت الطبيعية مشروعها قبل 3 أعوام، متحدية "ثقافة العيب" كما وصفتها ومصرة على أن تنجح بمشروعها، مشيرة إلى أنّ مجتمعها كان أول من عارض فكرتها، لكنه نفسه اليوم هو من يشجعها ويساعدها على التطور.
يشار إلى أنّ المشاركة الاقتصادية للمرأة الأردنية "ماتزال دون المستوى المرغوب"، بحسب تصريحات الحكومة حيث بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للنساء الأردنيات 13.2 % في العام 2016 مقابل 58.7 % للذكور، مما يشير إلى أن امرأة واحدة من بين كل 7.58 امرأة كانت نشيطة اقتصاديا في العام 2016، مقابل رجل واحد نشيط اقتصاديا من بين كل 1.7 من الرجال في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر بحسب الاحصائيات الرسمية.
كما وتشير البيانات الى ان الغالبية الساحقة للإناث كن من المستخدمات بأجر وبنسبة بلغت 96.5 % في حين بلغت نسب المشتغلات صاحبات الأعمال واللاتي يعملن لحسابهن الخاص 3.1 % من اجمالي المشتغلات لذات الفترة.