بانكوك: بندقیة الشرق وقبلة السیاح الأولى في شرق آسیا

تحظى مملكة تایلاند -أرض الأحرار- وعاصمتها بانكوك باهتمام واسع لراغبي السیاحة والباحثین عن المتعة والدفء في ربوع الطبیعة، حیث اعتاد السیاح من شتى أنحاء
العالم التوجه إلیها باعتبارها واحدة من أبرز الوجهات السیاحیة الجاذبة في العالم، وأكثرها شعبیة بین دول جنوب شرق آسیا، لما تمتاز به من طبیعة ساحرة والمساحات الخضراء
الخلابة، وشواطئ ذهبیة بالاضافة إلى شعبها الودود المضیاف الذي یستقبلك بابتسامه لا تفارق محیاه، وطعامها الممیز لا سیما الحار منه والغني بالتوابل وكثرة الفواكه الاستوائیة
لدیها، إضافة إلى ذلك وجود أكبر مراكز التسوق مثل ''إن بي كي'' وسوق ''باتبونج'' اللیلي وتوفر مراكز المساج التایلندي التقلیدي الطبي، إلى جانب توفر مواصلات متنوعة لا تخلو
من المتعة مثل عربات ''التوك التوك'' وقطار "سكاي ترین - بي تي إس" وقطار المترو ''إم إي تي'' والدراجات الناریة التاكسي المعروفة باسم ''موتو ساي رابتشان''.
ویعتبر مناخ تایلاند الدافئ الاستوائي الماطر، مرتفع الرطوبة في أغلب شهور العام نقطة جذب سیاحي بالغة الأهمیة خصوصا للسیاح الباحثین عن الدفء والاسترخاء، حیث یعتبر
أفضل الاوقات لزیارة معظم المناطق في تایلاند بین شهري كانون الأول (ینایر) حتى شباط (فبرایر) حیث یكون الجو جافا ولطیفا وهو المناخ الأمثل للتوجه إلى الاستجمام على شواطئ أشهر جزر في العالم الممتدة على خلیج تایلاند مثل بوكیت وبتایا وفي في وساموي و تشانغ وكو تابو (جزیرة جیمس بوند) ومنطقة كرابي.

من جهة أخرى، تحتضن بانكوك العاصمة العدید من المتاحف والمعابد التاریخیة، مثل معبد الفجر (وات ارون) ومعبد بوذا الزمردي (وات فرا كایو) ومعبد بوذا الذهبي (وات ترایمت) والقصر الكبیر، ومعبد وات فو المشهور بتمثال بوذا الذهبي الكبیر المتكئ، كما تضم العدید من المباني الجذابة مثل الجبل الذهبي (وات ساكیت)، والمتاحف مثل متحف جیم تومسون هاوس، والمنتجعات الصحیة مثل مزرعة الأفعى، والحدائق والأحیاء المائیة، مثل منتزه لومبیني، وحدیقة حیوان "سفاري وورلد".

لكن إن أمعنا النظر أكثر فثمة وجهات سیاحیة أخرى في تایلاند تستحق وضعها تحت المجهر وتجربتها، بعیدا عن الجزر والتي تتركز معظمها على ضفاف نهر شاو فرایا وسط البلاد، في العاصمة بانكوك والتي یطلق علیها اسم "كرونغ ثب" في اللغة التایلاندیة بمعنى مدینة الملائكة أو مدینة السماء، كما تسمى بندقیة الشرق لكثرة لكثرة قنواتها المائیة وتیمنا بمدینة
فینیسیا الإیطالیة.

وتالیا نسلط الضوء على أبرز أماكن الجذب السیاحي التي تحتضنها عاصمة الابتسامة بانكوك:

رحلة نهریة في نهر "تشاو فرایا"

لا أجمل من أن تبدأ برنامجك السیاحي في بانكوك عند الوصول إلا في رحلة بحریة لیلیة عبر یخت ضخم یتألف من طابقین أو ثلاثة بمواصفات فندق 5 نجوم عائم، في نهر تشاو فرایا
وهو النظام النهري الرئیسي في تایلاند، وتشمل الرحلة تناول العشاء على أنغام عازفین محلیین محترفین وإضاءة خافته مرورا باجمل المواقع السیاحیة في بانكوك مثل جسر راما
مرورا بالمعابد القدیمة مثل معبد آرون ومعبد بوذا الزمردي داخل القصر الملكي وسوق آسیاتیك الضخم الذي یعتبر الوجه الامثل للتسوق والترفیه العائلي لما یحتویه من عدد كبیر
من المحال التجاریة والمطاعم والألعاب التي تناسب جمیع الأعمار ویمكن الوصول للسوق عبر مراكب لنقل المتسوقین من محطة (سافان تاكسین) للقطار المعلق الى السوق مجانا
وتستغرق الرحلة بالقارب تقریبا 15 دقیقة.

قاعة العرش "أنانتا ساماخوم ثرون"

هي عبارة عن بناء بقصر دوسیت في بانكوك، تایلاند مكون من طابقین مع قبة كبیرة ( 49.5 مترا) في الوسط، وتحیط بها ستة قباب أصغر، وتغطي القباب والجدران لوحات قام بها
الفنانین الملكیین جالیلیو تشیني وكارلو ریجولي التي تصور تاریخ سلالة شاكري، من الأول إلى السادس، إلى جانب تمثال الفروسیة رویال بلازا للملك شولالونغكورن (راما الخامس)
أمام القاعة.

تم تكلیفه من قبل الملك شولالونغكورن (راما الخامس) في عام 1908 وتم الانتهاء من المبنى في عام 1915 ، بعد 5 سنوات من وفاة راما الخامس في عام 1910 ، وهو یعمل الآن من وقت لآخر لمناسبات معینة في الدولة.

معبد "وات بنشاماموفیت"

هو معبد بوذي بمنطقة دوسیت في بانكوك تم تشییده عام 1899 ، ویُعرف أیضًا باسم معبد الرخام، وهو واحد من أشهر المعابد في بانكوك، ویجسد أسلوب بانكوك المعماري المزخرف
من الأسقف القرمیدیة العالیة والمبني من الرخام الإیطالي، وهو المكان المفضل لالتقاط الصور التذكاریة من قبل السیاح على اعتباره أحد معالم بانكوك البارزة.

معبد بوذا الزمردي

لن تكون زیارتك لبانكوك كاملة من دون زیاراة معبد بوذا الزمردي أهم معبد بوذي في تایلاند، حیث یقع في المركز التاریخي لبانكوك، داخل أراضي القصر الكبیر المذهل، وبلا
شك یعتبر أكثر المعالم شهرة في المدینة، بُني في عام 1782 - وعلى مدار 150 عامًا، أصبح موطن الملك التایلاندي والملكة والمقر الإداري للحكومة ویتمیز بهندسته المعماریة الجمیلة، ویعكس مدى الإبداع عند الشعب التایلندي.

قاعة المعارض "راتاناكوسین"

تتمیز مدینة بانكوك القدیمة بتاریخ ممتع وحضارة عریقة، وأكثر الطرق الترفیهیة وإثارة حیث یمكنك ،Rattanakosin للاهتمام للتعرف على تاریخها هي زیارة قاعة المعارض
القیام بجولة برفقة مرشدین محلیین مع جهاز للترجمة من اللغة التایلاندیة إلى الإنجلیزیة ومشاهدة سلسلة من الأفلام الوثائقیة القصیرة التي تلخص تاریخ تایلاند، إلى جانب موسیقى
ومؤثرات صوتیة وعروض الكمبیوتر ومؤثرات بصریة بتقنیة رباعي الأبعاد تضعك في تخیل أقرب إلى الواقع.

عالم السفاري

تعتبر حدیقة عالم السفاري من أجمل الحدائق والأماكن السیاحة في تایلاند وأكبرها، فهي تضم الكثیر من الحیوانات التي تعیش في بیئة مشابهة لسكنها الأصلي وتتجول بحریة بمساحة
كبیرة، إضافة إلى الكثیر من أكشاك الطعام و محلات بیع التذكارات.

وتضم الحدیقة منطقتین ممیزتین: المنطقة الأولى مساحة مفتوحة لمتنزه سفاري بارك حیث یمكنك القیادة في سیارتك أو في حافلة المنتزه التي تمثل حوالي ألفي دونم لحدیقة الحیوانات
المفتوحة و 756 دونم لمنتزه الطیور، أما الثانیة هي حدیقة حیوانات تقلیدیة وحدیقة بحریة.

المنطقة الأولى تضم الكثیر من الحیوانات العشبیة مثل: الحمر الوحشیة، الجمال، الظباء، الغزلان، وحید القرن وكمیة مذهلة من الطیور الكبیرة: النعام، البجع، ثم یتم الانتقال إلى
منطقة الحیوانات المفترسة مثل النمور والأسود وأسود الهیمالایا.

وأثناء القیادة، یمكنك إیقاف سیارتك هذه المجموعة الكبیرة من الحیوانات، ولكن علیك احترام بعض القواعد البسیطة مثل: القیادة ببطء، عدم إطعام الحیوانات، عدم التسبب في الضجیج أو إصدار أصوات عالیة، ویمكنك حتى فتح النوافذ طالما أنك لا تخرج من السیارة.

أما المنطقة الثانیة هي أكبر حدیقة حیوانات تقلیدیة تم دمجها في متنزه عملاق مع العدید من عروض الحیوانات التي لا تقل عن سبعة مثل عرض الفیل وعروض أخرى یتم عرضها في
مدرجات ضخمة مثل عروض أسد البحر والملاكمة التایلاندیة.

ویعتبر عرض الدلافین الأكثر شعبیة والذي یفضله الزائرین من البالغین والأطفال، إلى أن ینتهى بك المطاف بمنصة تغذیة الزرافات حیث یمكنك إطعامها الموز والتقاط الصور
التذكاریة معها عن قرب.

یذكر أن السیاحة في تایلاند تشكل دخلا رئیسیا في الدولة، إذ تحتل بانكوك مركزا متقدما في قائمة أعلى وجهات المدن في العالم، لما تتمیز به غزارة مواقعها السیاحیة التي لا تحظي
بالتقدیر المستحق إعلامیا ودعائیا كافیا والتي تحتاج شهرا على الأقل لزیارتها، ولما یتمیز به سكان دولة التاي المضیاف بالتعایش مع الزائرین والسیاح بكیمیاء لا مثیل لها.
من جهة اخرى، یعتبر الترویج للأماكن السیاحیة في تایلاند عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لا یصف من الواقع المبهر إلا الشیئ القلیل، لاقتصار التركیز على
بعض المعالم وإهمال الأخرى، إضافة إلى ضعف انتشار اللغة الإنجلیزیة في بعض المناطق مما ساعد على حرمانها من الاهتمام والانتشار العالمي.