ماذا يحدث إذا تحطمت إحدى نوافذ الطائرة في الجو؟
وأنت تجلس في الطائرة تستمتع بالنظر للأرض من السماء، قد يراودك شعور ليس وقته تماماً، ماذا يحدث لو انكسر زجاج الطائرة؟ هل سيتم سحبنا إلى الخارج؟!
دعنا نشرح الأمرَ ببساطة ومن البداية: نستطيع التنفس على الأرض لأن الجاذبية الأرضية توفر لنا هواء مليئاً بالأكسجين، وهو العكس تماماً في الجو بعيداً عن الأرض، حيث ينقص الأكسجين، وينخفض الضغط الجوي ومعه درجة الحرارة.
وبعدارتفاع3 كيلومترات يصعب على معظمنا التنفس بشكل طبيعي، ويبدأ يتولد لدينا شعور بالدوار والإعياء، لذلك تلاحظ أن متسلِّقي الجبال يستخدمون أنابيب أكسجين للتنفس على الارتفاعات الشاهقة، لأنه بعد ارتفاع 7.5 كيلومتر لا يستطيع أي إنسان أن يعيش أو يتنفس على الإطلاق.
أما الطائرات فترتفع نحو 11 كيلومتراً عن سطح الأرض، حتى تطير في مساحة آمنة بالنسبة لها، لكن بالنسبة لنا فإننا لا نستطيع التنفس مطلقاً في الجو العادي في هذا الارتفاع، حيث ينخفض الضغط الجوي إلى ربع المعدل الطبيعي، وينقص الأكسجين، كما تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من 50 درجة مئوية تحت الصفر!
لذلك، صُمِّمت الطائرات لتجعلنا نتنفس بشكلٍ طبيعي على هذا الارتفاع، وذلك بزيادة الضغط داخل المقصورة، بحيث توفر لنا الأكسجين ودرجة حرارة دافئة.
لكن، عندما يفتح باب الطائرة أو تنكسر النافذة، يكون هناك ضغط مرتفع داخل الطائرة، ومنخفض جداً خارجها، ماذا يحدث؟ بالتأكيد تعادل للضغط، لكن هذا التعادل يضر بالركاب داخل الطائرة، وفقاً لصحيفةThe Canberra Timesالأسترالية.
إذ يبدأ سحب الهواء الدافئ المضغوط إلى خارج الطائرة، ما يعني أن الأكسجين أيضاً يسحب ويقل، بينما ترتفع درجة الحرارة وتبرد. ولأن فرق الضغط كبير، يُمكن أن تَسحب شدة وقوة الهواء الأشخاص والأشياء إلى الخارج.
وإن لم يسحب الركاب للخارج، فإنهم حتماً سيصابون بالدوار وفقدان الوعي نتيجة نقص الأكسجين وانخفاض الضغط الجوي، كما سيكون الجو صاخباً لدرجة أن يشعروا أن آذانهم سُدَّت، وسيشعرون ببردٍ شديد وكأن أطرافهم تتجمد! أو قد تتجمد فعلاً، فنحن نتحدث عن 50 درجة تحت الصفر.
قد تسأل، كيف لبعض الطائرات العسكرية والرياضية أن تفتح الأبواب ليقفز الناس منها دون أي مشاكل؟ الفكرة الأساسية في ارتفاع الطائرة، وبالتالي مقدار الضغط عليها، وهذه النوعيات من الطائرات لا ترتفع بقدرٍ كبير، وتطير على ارتفاع آمن قد يصل إلى 1.5 كيلومتر، عكس طائرات الركاب التي تطير في ارتفاع 11 كيلومتراً.
وعامةً، ولا يكون هناك قلق كبير إلا إذا تحطَّمت النافذة الداخلية والخارجية.
إذ سحب كابتن الطائرة من النافذة! لكن قدمه علقت بالنافذة وبقي معلقاً بين الجو والطائرة، ليستطيع أحد الأشخاص بالطائرة الإمساك به بسرعة، وبالطبع لم يكن هناك أحد يعيد توازن الطائرة، فالكابتن المساعد لم يكن يسمع رسائل برج المراقبة مع الصوت الصاخب للغاية، وبعد محاولات استطاع الهبوط اضطرارياً بالطائرة.
ورغم صعوبة تخيُّل المشهد، فإن الكابتن الذي طار في الهواء لمدة 21 دقيقة حتى هبطت الطائرة بقي على قيد الحياة! لكنه عولج من البرد القارس الذي بقي فيه، أما الشخص الذي أمسك به فكُسرت يده من شدة الضغط.
تخيَّل أن كل هذا وقع بسبب المسؤول عن الصيانة، إذ استخدم مسامير أصغر من المفروض استخدامها لربط النافذة الأمامية للطائرة، لذلك انكسرت سريعاً مع ضغط الهواء، بحسب صحيفةThe Sydney Morning Heraldالأسترالية.
وفي حادثة أسوأ وقعت في العام 2005 في طائرة من طراز Boeing 737 لشركة Helios Airways القبرصية، مات جميع ركاب الطائرة الـ 121، لأن الطائرة التي كانت تحلق على ارتفاع 9 كيلومترات لم تتحمل قوة الضغط لتتحطم سريعاً.
وغالباً ما تقع هذه الحوادث نتيجة الإهمال في إصلاح خلل ما بالطائرة، أو قِدَم جسم الطائرة الذي قد لا يتحمل الضغط بمرور السنوات، أو الاضطرابات الجوية الشديدة، بحسب صحيفةThe Telegraphالبريطانية.