العجلوني : سنصبح خلال سنوات مقبلة عاجزين عن تحمل تكاليف وأعباء امراض السكري
جراءة نيوز - عمان : حذر رئيس لجنة الاستراتيجية الوطنية للحد من السكري والتوتر الشرياني واختلاط الدهون والسمنة الدكتور كامل العجلوني من كارثة اقتصادية ستنجم عن تفاقم تكاليف واعباء علاج هذه الامراض في المملكة التي قدرتها وزارة الصحة بـ 950 مليون دينار.
وقال الدكتور العجلوني "سنصبح في الاردن خلال سنوات مقبلة، عاجزين عن تحمل تكاليف واعباء امراض السكري والتوتر الشرياني واختلاط الدهون والسمنة لاعتمادنا على سياسة الفزعات في التعامل مع الوقائع".
جاء ذلك في لقاء جمع اعضاء اللجنة واعلاميين وفنانين اليوم الثلاثاء في المركز الوطني للسكري والغدد الصماء، خصص لعرض ملامح الاستراتيجية وابرز الانجازات والتفاصيل المطلوبة من الجهات المختلفة للحد من انتشار تلك الامراض.
ودعا الاعلام الذي يمثل السلطة الرابعة متابعة ومراقبة التزام جميع الجهات الحكومية والمدنية والنقابية والجمعيات الطبية بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية وتقييم عملها باستمرار وتحفيز الانجاز والتقليل من العقبات للوصول الى الهدف الأخير وهو خدمة صحة المواطن والمحافظة عليها ووضع اولويات الانفاق ضمن قدراتنا الاقتصادية.
وقال "المطلوب من التلفزيون العام والخاص تخصيص برامج ثابتة أسبوعية لبث ثقافة صحية ترتكز على أسس علمية وأرقام مثبتة تعكس الوضع الصحي والوقاية من المخاطر مع اهتمام خاص بأكثر الأمراض شيوعا منها السكري، والتوتر الشرياني، واختلاط الدهون، والسمنة، والتدخين والسرطان وكذلك بث ومضات إعلامية عدة مرات يومياً تخدم التوعية الصحية والفحص المبكر".
واشار الدكتور العجلوني الى ان المطلوب من الصحف اليومية والأسبوعية والالكترونية افراد صفحات متخصصة في الصحة يقوم عليها خبراء في هذا الموضوع وإعداد مادة (وليس نقل مادة) ترتكز بشكل أساس على المشاكل الصحية في الأردن والمساعدة في نقل سياسة الفزعة الى سياسة دائمة تنفذ إستراتيجية مدروسة.
واكد العجلوني الذي يتولى رئاسة المركز الوطني للغدد الصم والوراثة اهمية اعتماد الصحافيين على قاعدة بيانات ومعلومات دقيقة ومن مصادر موثوقة مشيرا الى انه سيتم توفير قاعدة معلوماتية الكترونية واتاحتها للجميع تتعلق بالإستراتيجية خلال ثلاثة اشهر.
وشدد على ضرورة تأكد الصحافيين والاعلاميين من صحة ودقة وأهمية المعلومات الطبية والتحقق من ما يسمى اكتشافات جديدة في علاج الأمراض مع اعتماد التعريف الصحيح للانجاز العلمي الطبي.
وقال ان المطلوب من الإذاعات الرسمية والخاصة هو إعطاء التوعية الصحية اهتماماً خاصاً ضمن البث الإذاعي وإدخال مساهمات في التوعية الصحية في البرامج العامة والترفيهية والإخبارية وعمل برنامج خاص للاهتمام بموضوع السكري، والتوتر الشرياني، واختلاط الدهون، والسمنة.
وعن شيوع وخطورة مرض السكري اشار الدكتور العجلوني الى نتائج دراسة طبية جديدة صدرت عن الجمعية الأميركية لأمراض السكري اظهرت زيادة مستمرة في حالات الإصابة بهذا المرض اذ أن هناك إصابة جديدة تشخص في الولايات المتحدة كل عشرين ثانية كما أن عدد الوفيات جراء مرض السكري يفوق ضعف وفيات مرضى سرطان الثدي والايدز مجتمعين.
واوضح ان الدراسات الوطنية المختلفة والتي نشرت في مجلات علمية معتمدة ومحكمة منذ عام 1990 إلى اليوم، اظهرت نتائج متشابهه اذ ان الاردن يعتبر من ضمن 10 دول على مستوى العالم زيادة في الوزن والسمنة للاعمار فوق 25 عاما.
وتشير الدراسات الوطنية الى ان 80-86 بالمئة من النساء في الاردن يعانين من السمنة وزيادة الوزن فيما تتراوح النسبة بين الرجال 80-84 بالمئة.
ولفت الى نتائج دراسة وطنية نفذت عام 2004 اظهرت ان نسبة ارتفاع التوتر الشرياني وصلت الى 37 بالمئة، والسكري الكامن 5ر30 بالمئة، وزيادة الوزن 42 بالمئة، فيما تصل نسبة السمنة 8ر39 بالمئة.
واظهرت الدراسة ان نسبة انتشار الكولسترول الكلي وصلت الى 2ر50 بالمئة، اما الكولسترول المرتفع الكثافة فان نسبته بلغت 9ر27 بالمئة، والمنخفض الكثافة 50 بالمئة، والشحوم الثلاثية 6ر43 بالمئة.
وقال العجلوني ان دراسة المسح الصحي الوطنية لفيتامين (د)، فيتامين (ب 12) والسكري والتوتر الشرياني واختلاط الدهنيات والسمنة التي نفذها المركز الوطني للغد الصم والوراثة للرجال والنساء فوق عمر 25 عاما كشفت عن ارتفاع مستوى السكر بالدم 9ر35 بالمئة اناث و2ر36 بالمئة رجال.
وبينت الدراسة ان نقص فيتامين (د) بلغ 7ر73 بالمئة اناث و4ر22 بالمئة ذكور اما النقص الشديد لهذا الفيتامين فتصل نسبته الى 8ر36 بالمئة اناث و2ر5 بالمئة ذكور.
اما نقص فيتامين (B12) فان الدراسة اظهرت ان النسبة وصلت الى 2ر63 بالمئة اناث و5ر65 بالمئة ذكور فيما بلغت نسبة انتشار المتلازمة الاستقلابية (اجتماع السكري والضغط واختلاط الدهون) الى 5ر46بالمئة اناث و6ر43 بالمئة ذكور.
ووصلت الكلفة التقديرية المباشرة وغير المباشرة لعلاج أمراض السكري والتوتر الشرياني وارتفاع الكولسترول حسب دراسة نفذت عام 2004 الى 308ر1 مليار دينار فيما تصل كلفة الأمراض المزمنة في الأردن لعام 2010 ما يقارب 950 مليون دينار حسب تقديرات وزارة الصحة.