التقلبات الجوية تحدث إرباكاً .. الاردنيون يتساءلون : ماذا نلبس هذه الأيام !
حالة الطقس هذه الايام لا تسرّ صديقاً ، فأنت في الصباح تشعر بالبرد وترى الاشجار تتمايل وكأن الرياح تدغدغها. وبعد ساعات تسطع الشمس وتجد نفسك مضطراً لان تخفف من ملابسك الثقيلة التي ارتديتها في الصباح «البارد».
الحالة الجوية، بما فيها من تقلبات، هي حديث الساعة في مجالس المواطنين، ففي الوقت الذي استعد فيه الناس لاستقبال أجمل الفصول وأعذبها، الربيع، وكانت الأسر الأردنية مستعدة لوداع الشتاء، بثقله، وملابسه ومعداته الكثيرة من سجاد واغطية صوفية ومدافىء، استعدادا للربيع والصيف والاحتفاء بخفته وملابسه القطنية وادواته البسيطة، عاد الناس ادراجهم ووقف المواطن مترقبا حائرا بين الصيفي والشتوي، واكثر من ذلك الاسم الذي قد يطلق على حالة جوية جمعت الفصول قاطبة في يوم.
المرحلة الانتقالية التي تمس وتغير من حياة الناس في هذه الفترة سيما ما يتعلق باللباس والاصابة بالامراض وحتى المأكولات التي يتناولها المواطنون في هذه الايام، اثارت حالة من السخرية والتهكم برزت على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة جلية، في السطور التالية.
ملابس وحيرة
لعل الشق الاكبر الذي يعني الناس في هذه المرحلة الانتقالية هو موضوع «ماذا نلبس»؟
فالحالة الجوية لا تستدعي ملابس ثقيلة عادة في مثل هذا الوقت من العام، الا ان مستجدات التغيير الجوي، فرضت على الناس نمطا جديدا، اذ لا زال اللباس الشتوي سيد المشهد.
تقول العشرينية نانسي فريحات، بالعادة استبدل الملابس الشتوية بأخرى قطنية مطلع آذار، الا انني الى اليوم مازلت احمل جاكيتا شتويا ارتديه صباحا وفي ساعات المساء، كما ان المظلة في السيارة تحسبا لتساقط مطري مفاجىء لم نعتد عليه سابقا .
بينما يؤجل الثلاثيني شادي عواد، حسب قوله، عملية تخفيف ملابسه والانتقال من الملابس الثقيلة الى الصيفية، الى شهر آيار موضحا ان، هذه التقلبات الجوية ليست جديدة وانما اعتاد عليها اهلنا منذ زمن والدليل ان رجال الجيش العربي الاردني، يغيرون ملابسهم الشتوية الثقيلة ويستبدلونها بأخرى صيفية خلال شهر آيار من العام، وهو امر ربطته امهاتنا بالخروج واستقبال فصل الصيف.
نفسية متقلبة ايضا
الاجواء غير المستقرة في هذه الفترة، تثير عصبية وسخط البعض ومنهم ماجد الناطور، الذي قال تراوح الحالة الجوية وتقلب الطقس بين يوم حار وآخر بارد ويوم معتدل، هي ظاهرة مناخية معروفة وليست طارئة، ولكنها مزعجة .
ويضيف ناهيك عن الارباك الذي يصيب الناس في موضوع اللباس وتخطيط الرحلات التي تنشط في هذا الوقت من العام ، اضافة الى امور الخروج من المنزل والاعداد للمناسبات .
بينما تثير الاجواء المغبرة التي تسود في هذا الوقت من العام اجواء المملكة عصبية العديد من المواطنين، ناهيك عن حالات التحسس التي باتت في ازدياد.
الخمسيني نضال عزت وصف هذه الفترة بالمزعجة، وزاد من ابرز ملامح هذه الفترة الانتقالية بين فصلي الصيف والشتاء، تقلب الأجواء، بل قد تحدث الفصول الأربعة خلال يوم واحد او بين ليلة وضحاها .
ووصف غالب عبدالحميد مشاعره في المرحلة الانتقالية بين الصيف والشتاء بالضبابية المزعجة، موضحا ان حالة الجو تلعب دورا بارزا في حالته النفسية .
واضاف ان الخمول والكسل إلى جانب الانطواء وعدم الرغبة في المجاملات الاجتماعية، هي ابرز عناوين هذه المرحلة الفاصلة بين الشتاء والصيف، بحسب كلماته.
الدنيا ربيع والجو غير بديع
على ما يبدو فان الدنيا ليست «ربيعاً» وان الجو لم يعد «بديعاً»، ذلك ما كتبه الاردنيون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وزخرت هذه الصفحات بسخرية انتقلت من الواقع الحقيقي واحاديث الناس إلى الواقع الافتراضي بحجم واتساع يؤشر إلى ان الامر اخذ من تفكير ووقت البعض، الكثير، إذ قدمت الفكرة، وهي عدم الاستقرار الجوي، وتقلب الحالة الجوية بين مطر، وصيف، وغبار، بالكلمة والرسم الكاريكاتوري والنكتة والصورة حتى.
استعدوا لمزيد من التقلبات !
الراصد الجوي المهندس ناصر عزام، وصف هذا التبدل في الاحوال الجوية بالوضع الطبيعي لفصل الربيع، فالمعروف كما يقول عزام، عن فصلي الربيع والخريف أنهما فصلا التقلبات الجوية، ففي فصل الربيع تكون التقلبات الجوية ناتجة عن الخروج من فصل الشتاء البارد والإقبال على فصل الصيف الحار والخريف عكس ذلك.
وزاد ان امكانية حدوث العواصف والأحداث المناخية الكبرى في هذين الفصلين واردة تماما وليست ظاهرة غريبة او طارئة، فالمجال مفتوح لسقوط أمطار وحدوث عواصف رملية ورعدية وغيرها من الحوادث المناخية.وطبيا أكد أخصائي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبد الحميد عليان، ان التقلبات الجوية السريعة والحادة كالتي التي نشهدها هذه الايام، تلعب دورا هاما بالاصابة بالتهابات الرئة والتحسس وامراض اخرى.
وبين ان قدوم فصل الربيع وانتهاء الشتاء غالبا ما يرتبط بانتشار امراض معينة مثل حساسية العين والفم والأنف والحلق والصدر، وبعض الأمراض الفيروسية الأخرى كالغدة النكافية والحصبة والجدري.
نصائح
ونصح د. عليان المواطنين بالانتقال التدريجي من فصل الشتاء الى الربيع والصيف بما يخص الطعام والشراب والتدفئة بحيث يتم تجنب تقلبات الطقس، محذرا من ان الفترة بين الفصول الباردة والحارة تنشط فيها المسببات العضوية للأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا.
وحذر د. عليان الناس من التسرع في تخفيف الملابس اعتمادا على الارتفاع في درجات الحرارة، مشيرا إلى أن تقلب الطقس ينبغي أن يجعلنا أكثر حرصا على ارتداء الملابس، وأن نرتدي دائما ما يتلاءم مع الأحوال الجوية.
فيما لفت استشاري الاطفال والخدج الدكتور ابراهيم الحموز الى ضرورة مراعاة الاطفال في هذه الفترة تحديدا وعدم التسرع في تخفيف ملابسهم، بل ان يكون الامر تدريجيا ليعتاد الطفل على درجة الحرارة.
وبين اهمية الحرص على وجود تهوية مناسبة فى المنزل قبل الخروج من المنزل مع تجنب الاجواء الخماسينية المحملة بالغبار والاتربة حفاظا على صحة الطفل، مع تخفيف غطاء الطفل أثناء النوم قليلاً .
واضاف د. الحموز ان الفترة الانتقالية بين الفصول تتسم غالبا بالتقلبات المستمرة، وتكثر خلالها امراض الطفولة مثل الحصبة والغدة النكافية والجدري، بالاضافة إلى نزلات البرد والامراض الصدرية والحساسية، مؤكدا ضرورة الوقاية وتحصين الطفل بالغذاء السليم الى جانب المتابعة الطبية في حال الاصابة بالتحسس او النزلات الصدرية.