فاضل الحمود قائد امن بحجم الوطن

استبشر الأردنيون جميعا واستبشر معهم كل المراقبون والمتابعون تولي قيادة جهاز الأمن العام في الوطن رجل بحجم الوطن، فخلفية الرجل الأمنية والفكرية وبُعد النظر ونجاحه في المواقع التي تولى مهامها شهدت للرجل خيراً وحُسناً، فالأردنيون يحفظون ويسجلون وهم من أذكى الشعوب في التقييم والتقويم، وبدا مدى الارتياح لارادة قائد الوطن بتولي عطوفة اللواء فاضل الحمود هرم الجهاز الامني الأهم والمهم من خلال ماكُتب ودار بين الناس في أحاديثهم ومجالسهم وندواتهم.
لايحتاج بعض رجال الوطن للحديث أو المديح أو تسليط الضوء بقدر مايحتاج الوطن لهم مكاناً وزماناً وواقعاً، فبعض جوانب القصور والخلل في أداء بعض الأجهزة الأمنية وعلى لسان حكومة سيد البلاد وصل الى مرحلة تستدعي تدخلاً محكماً واختياراً حصيفاً ودقيقاً لمعالجة الخلل وتقًويم الاعوجاج، ويعيد دفة المنظومة الأمنية الى مسارها الصحيح، ويضع عنواناً جديداً للمرحلة التي لم يقصر أسلافه فيها من محاولات السير والتقدم والتطوير، الا أن الظروف واختلافها واختلال بعضها تضع من كل قيادة جاءت لجهاز الأمن العام أمام تحديات جديدة، نجح البعض في تجاوزها وأخفق البعض الآخر كما هي سنة الحياة في تعدي آثارها، فكان الاختيار والخيار لمن هو من رحم جهاز الأمن العام وابنه ومن تربى على مباديء جنديته وأصول عمله المحترف والمواكب لكل ماهو جديد، ووفَّق جلالة قائد الوطن في حُسن الاختيار لهذا الرجل.
فاضل الحمود والذي ربما له من اسمه نصيب أعرفه وخبرته عن قرب رجلاً امنياً من طراز رفيع المستوى شُرطياً وامنياً، وقائداً يعمل بصمت السريرة وينتمي لوطنه بدرجة لايزاوده عليها أحد، دمث الخلق، متفائل، يهب لمساعدة الضعيف والمحتاج، صُلب الارادة كصلابة جبال السلط وروابيها، وعزًة رجالاتها، فهو من مدينة الشموخ والانتماء ومصنع الرجال الأوفياء، والرحم الذي لم ولن يعق لولادة القادة والمنتمين، ويؤمن بالعمل بروح الفريق الذي ربما كان أحد جوانب الخلل والقصور في العمل الشرطي والأمني المنشود.
وخبرت الرجل ذا عقل وقلب مفتوحين على كل الأفكار والرؤى للتطور والابداع ومواكبة عصرية العمل الأمني حيثما كان وأينما وجد، ولعل هذا ما افتقدته قيادات أجهزتنا الأمنية على سنوات خلت، فبديهي أن العمل الشرطي وحماية الوطن ومواطنيه امناً شاملاً يستدعي تطور أساليبه مواكبة لتطور المجتمعات وأساليب الاختراقات الجُرمية، وكم كانت الرسائل الملكية شفافة وواضحة لكل من يكلف بقيادة الجهاز أن يضع نصب عينه التحديات التي تواجه الوطن خارجياَ وداخلياً، فالتصدي لكل ماهو خارج عن حدود الوطن يستدعي ضمان الجبهة الداخلية متماسكة ومترابطة وآمنة قبل هذا وذاك، لتفويت الفرصة على أيً كان لاختراق وحدتنا وترابطنا الداخلي، وهذا ماكان أكبر التحديات أمام جهاز الأمن العام وقائياَ وتنفيذياَ لضمان شيوع الأمن والوصول لمكامن الجرم والجريمة قبل وقوعها لما ستتركه من آثار اجتماعية وعبء على الوطن ومواطنيه، تكون معها سبباَ في تفكك ترابط مجتمعنا ووحدة نسيجه الداخلي.
وقد التقط الرجل الاشارة الملكية والوطنية مبكراَ، وتناغمت مع مايؤمن به وماجاء لأجله، فهاهو يوم أمس الاول يضع عنواناَ وطنياَ ومفهوماَ امنياً شاملاَ بأن المرحلة القادمة هي مرحلة فرض هيبة الدولة وسيادة القانون، ولعل الرجل أدرك أن قوة المنطق تحتاج احياناَ لمنطق القوة التي تذود عن الوطن وتحفظ هيبة دولته وتلزم أياَ كان بسيادة قانون الوطن لاقانون الأفراد والجماعات، ولم اتفاجأ كما لم تتفاجأ الأغلبية من المواطنين الشرفاء بمثل هذا العنوان والرؤية الملًحة والضرورية، ففرض هيبة الدولة والتزام سيادة القانون هي الضمانة الأولى والأهم لفسج المجال للوطن وحكومته ومواطنيه بالانتباه للعمل والتطوير والتنمية لا أن يشغلهم خروج البعض على القانون وتعطيل العمل والشعور بالخوف على النفوس والمصالح.
منذ اليوم الأول لتولي الحمود مهامه والرجل يرسل اشارة تلو الأخرىأان البهرجة الاعلامية ونظام ال show ليس ما يهمه ولا من أوليات اهتمامه، فقد رفض تغيير هاتفه النقال أو اغلاقه بل الرد على المفتوح على كل متصل، ودفع فاتورة تهنئته بحمله الكبير لأمن الوطن من ماله الخاص، وخصً زملاءه المتقاعدين بالرعاية والاهتمام والتقدير، فهم من افنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن والرديف القوي للجهاز وغب الطلب لنداء الواجب، وينتظرون ايضاَ انصافهم معيشياَ ومالياَ واجتماعياَ، ولن يعجز مثل قائد الجهاز عن ايجاد مايلبي مطالبهم وينصف انتظارهم وهذه وغيرها ليست الًا مما عرفناه عن الرجل الذي يتوسم الأردنيون معه كل خير ويتطلعون بوجوده لمظلة أمنية شاملة، وولادة مرحلة جديدة لا مكان فيها للخروج على القانون أو الاستقواء عليه، لكننا افراداَ وجماعات ومنظمات أهلية ومدنية مطالبون ايضاَ بوضع يدنا بيد الرجل، وأن نضع عنواناَ لنا هو التعاون البناء والمستمر والمثمر مع أجهزة الأمن، لاننا المستفيون من ذلك بعد الوطن ولمصلحتنا جميعا، فالنجاح حليف الرجل مادمنا ذراعه الأخرى وعينه الثالثة، حمى الله وطننا وقيادتنا الملهمة، وأخذ بيد مدير الأمن العام وفريقه من ضباط وأفراد وأمدهم بعونه وتوفيقه.