20 مليون زهرة تباع في بورصة ألسمير الهولندية يوميا
في بورصة الزهور الهولندية كل شيء جميل؛ الورود والرائحة العبقة والمساحات الخضراء، وما يزيدها جمالا اعتناء أهلها بالمكان الذي يمتاز عن أي سوق آخر في العالم.
وفي كل يوم، يشتري من هذه البورصة 2000 إلى 2500 زبون يوميا يأتي معظمهم من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا.
ورغم ارتباط الزهور بمعانٍ رمزية دائما لأنها تبعث على الراحة النفسية والتعبير عن مشاعر الحب، إلا أن تداول هذه "الصناعة" يناهز 5 مليارات يورو سنويا في البورصة الهولندية.
وهذه البورصة التي تقع في مدينة (ألسمير) الهولندية من أكبر أسواق بيع الورود في العالم ومن أقدمها أيضا؛ إذ يبلغ عمرها 100 عام.
وللتداول الالكتروني عبر هذه البورصة نصيب كبير؛ إذ يتم بيع 80 % من حجم الزهور يوميا عن طريق التداول الإلكتروني، في وقت تشكل فيه تجارة الزهور نحو 20 % من حجم التبادل التجاري في هولندا.
بورصة "ألسمير" التي تبلغ مساحتها 2.6 مليون متر مربع، تضم قاعة مزاد تحتوي عددا من شاشات العرض التي تظهر عمليات التداول وأسعار البيع والإغلاق وأسماء التجار، والمشترين الذين حصلوا على العطاءات، فيما تمتلئ ممرات وشوارع هذه البورصة بالعربات التي تتحرك بنظام واتساق لتسليم الزهور إلى منصات التحميل التابعة بكل مشتر.
مدير دائرة التطوير الدولي في بورصة الزهور الملكية في هولندا، فريد فان تول، استعرض تاريخ تجارة الزهور في بلاده مبينا أن تاريخ المناقصات على الزهور بدأ في العام 1911 ضمن تعاونية تضم 5 آلاف عضو لتتحول الآن لأكبر نظام تعاوني على مستوى هولندا، ومن أكبرها على مستوى العالم، وفي العام 1972 بدأت هولندا بعرض زهور من دول أخرى.
وقدر عدد الزهور التي يتم تداولها بحوالي 20 مليون زهرة يوميا من داخل هولندا ومن خارجها في هذه البورصة، من بينها كينيا في أفريقيا والإكوادور في أميركا الجنوبية.
وقال فان تول "في هذه البورصة يتم مراقبة جودة العمل ودقة تحضير وتسليم الطلبات والتدقيق فيها بأكثر من مرحلة، فيما كما تضم مركزا للمساعدة والتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات".
وأكد أن شروط استيراد الزهور من مختلف دول العالم هي ضمان استدامة توريد نوع معين من الزهور في مختلف المواسم، مشيرا إلى أن هولندا تعد أهم لاعب في بيع الزهور في العالم.
وحول آليات العمل، قال فان تول "يتم تحضير الزهور التي تأتي من مختلف أنحاء العالم إلى هولندا قبل ليلة من عرضها في قاعات التداول، وفي الصباح الباكر تبدأ عملية العرض والمزاودة".
وفي حديثه عن العلاقة مع الأردن في مجال الزهور، قال فان تول "إن الأردن من أفضل مناطق إنتاج الزهور على مستوى العام بسبب نوعية التربة ودرجة سطوع الشمس"، مبينا أن المملكة تأتي في المرتبة 26 من بين الدول التي تشتري منها هولندا.
وفيما اتفقت هولندا مع الأردن على إنشاء بورصة للزهور في المملكة، قال "إن بلاده مهتمة بمساعدة المملكة ونقل الخبرة إليها في مجال صناعة الزهور، والدعم في مجال المبيعات والتسويق"، مؤكدا أن المشروع الجديد سيساعد على إيجاد العديد من فرص العمل والاستثمار للعاملين في القطاع الزراعي.
وقال "هناك نمو في الطلب على الزهور من الأردن وهناك تزايد في الإنتاج؛ حيث استوردنا في العام 2017 ما قيمته 4 ملايين يورو من الزهور الأردنية". وأكد أنهم، كهولنديين، يتشاركون خبراتهم مع الأردن لزيادة الإنتاج من الأصناف الحالية وإنتاج نوعيات جديدة من الزهور التي يمكن بيعها بسهولة وتحديد الأسواق المستهدفة لذلك.
وقال فان تول "هناك تعاون مع الأردن بتقديم النصح والمشورة في مجال الزهور"، مؤكدا أن سوق الزهور الأردنية تنمو ببطء لكن يمكن زيادة المبيعات المباشرة من الزهور.
وأشار إلى أن البيع من الأردن وباقي الدول يتم عبر الانترنت، وذلك بالمشاركة الكترونيا بالمزاد؛ حيث يتم إنهاء العقد من خلال البورصة في هولندا ويصدر الأمر لصاحب الزهور بالشحن إلى المشتري الذي قد يكون في الطرف الآخر من العالم.
وأكد أن هذا الأسلوب فيه اختصار لوقت التسليم وللمصاريف وأيضا المحافظة على جودة ونضارة الزهور.
يذكر أن مجلس الوزراء، وافق العام الماضي على اتفاقية بين أمانة عمان الكبرى والحكومة الهولندية لتمويل تكاليف دراسة الجدوى الاقتصادية لبورصة الزهور المنوي إنشاؤها قرب متنزه غمدان على أرض مملوكة لأمانة عمان بمحاذاة شارع المطار.
ويأتي إنشاء بورصة زهور جديدة على طريق المطار بديلا لبورصة زهور عمان في موقعها القديم بالقرب من حدائق الملك عبدالله؛ حيث ستتمتع قاعة المزاد الجديدة بتقنيات عالية الجودة وعلى مقربة من المطار لغايات تسهيل النقل والتبادل التجاري في الزهور، ما يتيح للأردن أن يصبح مركزا لتجارة الزهور في المنطقة.