اختلاف مواقع

تقول إحدى السيدات: بأنها قامت بمناقشة زوجها بموضوع سياسي على الفيس بوك من غير أن يعرفها ( أي من صفحة أخرى) ... حيث كان رد زوجها كالأتي : سيدتي وأستاذتي الفاضلة أنا أحترم رأيك لأنه أقرب للصواب والحقيقة ، ويبدو لي بأنك إنسانة راقية ومثقفة وأتمنى أن تجمعني الأيام بك،، وسيكون للحوار بقية... وتُكمل الزوجة حديثها بأن مدة النقاش التي جرت بينهم أخذت أكثر من ساعتين ...وفي المساء عندما جلست مع زوجي بالبيت ناقشته بنفس الموضوع ونفس الكلام ، فقال لي : سمعينا سكوتك أنتي شو بفهمك بالسياسة ...
نقول للزوجة لا تستغربي من صنيع زوجك فالكل يمشي على هذا الموال ، وكلهم يختلفون ما بين الشخصية الالكترونية والشخصية الواقعية ، فمنهم من يلعب (على الفيس بوك) دور الولد البار والابن المطيع والأخ الحميم والرجل المثالي والإنسان الأمين الصادق ، لكنه بالواقع عاق لوالديه ويؤذي جيرانه وعليه عشر قضايا شيكات بلا رصيد ...وترى بعض الجمعيات تنشر على صفحتها الخاصة مجموعة كبيرة من الانجازات والأعمال الخيرية والمساعدات التي تقدمها لبلدتها ، لكنها تختلف تماماً في الواقع فمعظم المساعدات تذهب للأصحاب والأصدقاء وأعضاء الجمعية ...وتجد شخص آخر (من المستشيخيين ،عامل حاله شيخ أو وجه أو مسؤول) ينشر على صفحته بعض انجازاته وخدماته، وعلى قول: ( أنا اللي جبّت الشغله الفلانية للبلد ، وأني اللي حصّلت الشيء الفلاني للمنطقة ، والمسؤول الفلاني لما أجا على البلد أني اللي عزمته) لكنه بالواقع غير ذلك فقط سمع بالخبر وسبق الجميع بنشره ونسب الفضل له ...
ولنا بالمرشحين اكبر دليل كيف يكونون وهم مرشحين؟ وكيف يصبحون بعد النجاح والجلوس على الكراسي!! وللتقريب أكثر أنظروا إلى فترة الخطوبة كيف يكون سلوك الطرفين (الخطيبين) وكيف يكون كلامهم ( يعملوا من البحور مقاثي) وكيف يصبحوا بعد الزواج ... فالمسألة باختصار عبارة عن اختلاف مواقع فقط...