رسالة من الملك .. اقرأوها وتمعنوا بها
ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الخميس كلمة متميزة مؤتمر التراث الإسلامي: تعزيز الوئام والعيش المشترك، الذي عقد في العاصمة الهندية نيودلهي اليوم بحضور مسؤولين هنود.
وتحدث جلالته في كلمته التي وجهها للعالم كرسالة تدعو للتحاب والتقارب والتعاون وعدم الانصياع وراء بعض الأخبار التي تحرف التفكير.
وتاليا نص ما قاله جلالته:
'بسم الله الرحمن الرحيم،
صديقي العزيز رئيس الوزراء مودي،
أصحاب المعالي والسعادة،
بروفسور وايزي،
الضيوف الكرام،
السيدات والسادة،
أصدقائي الأعزاء،
شكراً جزيلاً لكم على هذه الفرصة للتواصل معكم، ويسعدني جداً أن أكون معكم جميعاً في هذا اليوم للحديث عن أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي، وهو دور الدين والإيمان في مستقبل عالمنا.
إن جزءا كبيرا مما نتابعه في الأخبار أو على شبكة الإنترنت فيما يخص الدين هذه الأيام يركز على ما يفرق الناس. وحول العالم، تزداد الريبة والشكوك المتبادلة بسبب عدم معرفة الآخر. إذ تحرّف الأفكار المبنية على الكراهية ما أنزله الله لافتعال الصراعات ولتبرير الجرائم والإرهاب.
وعلينا أن نتعامل مع هذه المخاطر بمنتهى الجدية. ولكن، دون أن ندعها تشغلنا عن حقيقة في غاية الأهمية، وهي أن الأديان تسعى لتقريب المجتمع الإنساني من بعضه البعض.
فالأديان تحث على وصايا جوهرية ومشتركة بين العديد من المجتمعات في العالم، وتدعو إلى حب الله، وحب الخير، وحب الجار.
إن الدين والإيمان هو ما يلهم الناس لعمل الخير في حياتهم اليومية في دول مثل الهند والأردن، حيث عمل وعاش أتباع الأديان والأعراق المختلفة في وئام على مدى التاريخ.
إن الدين والإيمان يقوداننا نحو الازدهار والنماء، عن طريق جمع الحضارات والثقافات المختلفة حول المبادئ المشتركة للإنسانية.
أصدقائي،
دعونا نتمعن في بدء التنوع الإنساني طلباً للعبر، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
'يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.' صدق الله العظيم
أن نفهم بعضنا البعض، وأن نعترف بإنسانيتنا المشتركة، وأن نعمل باستقامة مرضاة لله؛ هذه من بين المبادئ الرئيسة لديني الإسلام. إنها المبادئ الدينية التي أعلمها لأبنائي وأغرسها فيهم، وإنها نفس المبادئ التي يؤمن بها 1.8 مليار مسلم في سائر أنحاء العالم، والذين يشكلون ربع الإنسانية. هذا هو الإسلام الحنيف، بمذاهبه المختلفة، القائم على التسامح والتعددية، والذي يدعو إلى حب الله واتباع سنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – والسعي للعيش باستقامة ومعاملة الآخرين بعدالة ورحمة.