شفاه هذه النساء سامّة .. فاحذروها

نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن المخاطر التي قد تنجر عن تناول بلسم الشفاه، والتي تعد مضرة بالصحة نظرا للمواد التي تحتوي عليها.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن موجة البرد القاسية غالبا ما تؤثر على القشرة الحساسة للشفاه، مما يجعلها في حاجة إلى الترطيب. وفي هذا السياق، يلتجئ العديد من الأشخاص إلى تطبيق مرهم للحصول على شفاه جميلة وبشرة أكثر نعومة.

وبينت الصحيفة أن مرطب الشفاه عادة ما يكون في شكل بلسم كاكاو أو كريم كاكاو، لكن بنسبة قليلة جدا من هذه المادة التي تنعدم تماما في بعض الحالات. لهذا السبب، لا يمكن تصنيف هذه المنتجات ضمن مستحضرات التجميل الطبيعية، لأنها تحتوي على جزيئات نفطية ضارة.

وأوردت الصحيفة أن بلسم الشفاه الذي نستعمله يحتوي على عدة مواد بما في ذلك مادة بارافينوم ليكويدوم الفازلين، والبرافين، فضلا عن العديد من الزيوت المعدنية. وعند تطبيق هذه المنتجات على الشفاه، تعمل مكوناتها على تغطية الجلد بعازل بلاستيكي، يسبب انسداد المسام ويمنع الجلد من التنفس. ونتيجة لذلك، يزداد جفاف الفم، ويصبح المستهلك مدمنا على استعمال هذا النوع من المنتوجات.

وأضافت الصحيفة أن منظمة المستهلكين والمستخدمين الإسبانية حذرت من مخاطر استخدام بلسم الشفاه الذي يحتوي على نسبة من الهيدروكربونات المشبعة بالزيوت المعدنية، إلى جانب الهيدروكربونات العطرية. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه المنتجات على شوائب ناتجة عن تكرير الزيوت المعدنية، والتي يمكن أن تكون سامة إذا تم تناولها.

وذكرت الصحيفة أن مكونات مراهم الشفاه، قادرة على التسبب في تسمم موضعي، الذي يعد من الحالات الخطيرة للغاية. وتجدر الإشارة إلى أن استهلاك نسبة 80 بالمائة من مراهم الشفاه (عبر ابتلاعها)، يؤدي إلى تراكم ما يعادل كمية ثلاثة كيلوغرامات من المواد التي صنعت منها، في الجسم، في غضون سنة واحدة.

وفي ظل هذا الوضع، حذرت منظمة المستهلكين والمستخدمين الإسبانية، جنبا إلى جنب مع المنظمات الأوروبية الأخرى، من المخاطر التي قد تنجر عن استخدام هذه المنتوجات. وفي الآن ذاته، تم إجراء دراسة للتعرف على كميات هذه المواد الضارة في حوالي 58 بلسم شفاه من علامات تجارية مختلفة.

ونقلت الصحيفة أنه من بين 20 منتجا تم تسويقه في إسبانيا، احتوى حوالي 13 من هذه المراهم على مواد ضارة. في المقابل، استعملت العلامات التجارية السبع الأخرى الشمع الطبيعي في تصنيعها لهذه المنتجات.

وفي هذا الصدد، أكدت منظمة المستهلكين والمستخدمين أن "التحاليل قد كشفت أن كميات المواد الضارة في منتجات الشفاه المصنوعة من الزيوت المعدنية تجاوزت الحد الأقصى المتفق عليه. لذلك، تنصح المنظمة بتجنب استخدامها بالكامل".

وأبرزت الصحيفة أن هذه المنظمة حذرت من مادة الهيدروكربونات العطرية، التي يمكن أن تحدث العديد من التغييرات على مستوى الحمض النووي؛ ما من شأنه أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان. من ناحية أخرى، تتراكم مادة الهيدروكربونات المشبعة بالزيوت المعدنية على مستوى الأنسجة، والغدد اللمفاوية، والطحال، والكبد، وقد ينجر عنها الإصابة بمرض الورم الحبيبي.

وأشارت الصحيفة إلى ضرورة اختيار المنتجات الطبيعية وغير الضارة، لمعالجة مشاكل الشفاه. وليكون مرهم الشفاه فعالا وصحيا في نفس الوقت، يجب أن يحتوي أساسا على مادة الزبدة؛ على غرار الزبدة الموجودة في شجرة الشيا، التي توفر مواد مثالية لحماية الشفاه الجافة. من جهة أخرى، تعتبر زبدة الكاكاو، واحدة من المكونات الغنية والفعالة التي تتمتع بخصائص مرطبة لا مثيل لها. كما تساعد أيضا على مكافحة تهيج الشفاه.


وأوضحت الصحيفة أن شمع العسل يعد بمثابة مرطب طبيعي مفيد للغاية. كما تعتبر هذه المادة مضادة للجراثيم والحساسية والأكسدة، الأمر الذي يجعلها مكونا مثاليا لمعالجة الشفاه. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الزيوت النباتية أحد المكونات التي لا يجب أن تغيب أبدا عن بلسم الشفاه، حيث يساعد زيت الزيتون، واللوز، أو جوز الهند على ترطيب وتليين الشفاه بطريقة لا مثيل لها.

وفي الختام، قالت الصحيفة إن منظمة المستهلكين والمستخدمين الإسبانية أكدت أن منتجات ترطيب الشفاه يجب أن ترتكز أساسا على مادة الشمع، المسؤولة على ترطيب ومنع جفاف الشفاه. بالإضافة إلى ذلك، يحبذ أن تكون هذه المادة من أصل طبيعي.