لماذا يخجلون من مناداة زوجاتهم بأسمائهن؟


«يا مرة.. يا حرمة.. يا بنت..» ألفاظ يستخدمها العديد من الرجال عند مناداة زوجاتهم، إلى درجة جعلت كثيرا منهن يسأمن هذه الألفاظ، ويتحسّسن منها.

ولا يحلو لبعض هؤلاء الرجال ترديد هذه الكلمات إلا أمام الناس أو أهلهم أو في أماكن عامة، وحتى عند الطبيب، حتى صارت هذه التسميات تلازمهن في البيت.

نسيت اسمي

مها، معلمة رياضيات في مدرسة خاصة، تقول: عشرون سنة مع زوجي ولم ينادني باسمي.. دائما يناديني بكلمة «يا بنت». وتستذكر أن أول وآخر مرة سمعت اسمها كان عند عقد القران، «لما قال لي زوجي مُبارك يا مها، حتى نسيت اسمي مع الأيام».

لا أسمع

أما أم أحمد (ربة منزل) فتقول أن زوجها منذ 25 سنة لا يناديها إلا بـ»يا حُرمه» أو «يا حجة» أو «يا هيه»، وهي تتعمد في معظم الأوقات عندما يناديها تتظاهر بأنها لم تسمعه، بحجة «إني لم أسمعك تناديني باسمي».

أرقى الأسماء

وتشاركها آيات برأيها قائلة: انا متزوجه منذ عشر سنين لم أسمع اسمي إلا ثلاث مرات في بداية زواجنا، وبعدها صاريناديني يا حرمه أو هيه يا مره أو يا بنت، لكنه عندما بدأ أولادهما يكبرون «أصبح يناديني بأم افلان وهذا أفضل الألفاظ وأرقاها».

استفزاز

وتؤكد سهير أن زوجها دائما يستفزها عند مناداته لها بـ «يا حرمه» أو «يا مره»، وعندما تطلب منه أن يناديها باسمها الذي تحمله منذ ولدت، يرد بالقول: «هل تريدين أن يعرف الناس اسمك»، وعندما تطلب أن يناديها باسمها في البيت على أقل تقدير، يجيب «أصبحت هذه أخف على لساني من اسمك». أما ديما فوضعها يختلف قليلا وإن كان يبقى في دائرة الاستفزاز، فهي تكره أن يناديها زوجها باسمها، وتعلل ذلك بأنه «عادة ما يناديني يا حرمه، لكن في حالة الغضب أو إذا كانت هنالك مصيبة يناديني باسمي».

التربية والدلال

في المقابل، يعتقد مؤيد أن السبب هو التربية، «فمنذ الصغر تربّينا بأن ذكر اسم المرأة عيب ولا يجب أن يعرفه أحد، وهكذا كان آباؤنا وأجدادنا» ويستغرب قائلاً: «ما العيب في ذلك؟ فكلمة مره أو حرمه أو العيلة أو بنت او هييه لم أغلط بها».

أما أبو أحمد فيعتبر هذا نوعا من «التدليل» للزوجة؛ «فأنا أناديها بألفاظ كلها لها قيمة مثل يا مره»، ويتابع: أو ليست هي مره أو حرمه او العيلة؟ فهي العيلة وكل العيلة لماذا يضِقن بهذه الأسماء؟.

أحب الأسماء

وتتفق معظم هؤلاء السيدات على أن المراة تحب أن تنادى بأحب الأسماء إليها أو باسمها على أقل تقدير، فهي نوع من الدلال. و هنّ يأنفن من أن ينادَين بما يجرح مشاعرهن أو يقلل من معنوياتهن أو من قيمتهن أمام الأبناء أو الأقارب، فلماذا لا يناديها باسمها الذي تحمله منذ ولدت، وتعرف إليها وتزوجها به؟

ويتساءلن باستغراب: لماذا يخفى اسمها وتنادى بالفاظ غير اسمها بقولهم يا مره ويا حرمه ويا هيه ويا بنت ويا إنتي وغيره وبعد الانجاب تنادى بأم فلان وعندما تكبر تصبح الحجة؟.

وهنّ يدللن لذلك بالمأثور عن الرسول عليه الصلاة والسلام بحضه على مناداة الناس بأحب الأسماء إليهم، وأنه كان ينادي أم المؤمنين عائشة باسمها ويدللها بمناداتها «يا حميراء» لأنها كانت صهباء الشعر.

فأبسط حقوق المرأة أن تنادى باسمها وليس بألفاظ تُنعت بها نتيجة العادات والتقاليد والتربية وثقافة العيب والاستحياء من اسمها.