عندما يبكي الرجال

جراءة نيوز - تربينا جميعا على ان الرجل لا يببكي مهما ادلهمت به الخطوب ومهما حوصر فلا يمكن ان يبكي.
وتعلمنا ان  على الرجال أن يكبتوا مشاعرهم أمام محيطهم، ولطالما اعتبر كثر أن الرجل الذي يبكي ضعيف الشخصية. حتى إن بعض النساء يفقدن احترامهن للرجل عندما يطلق العنان لدموعه. لكنّ هذا المفهوم تغير اليوم.
يجد كثر صعوبة في تقبّل رؤية رجل وهو يبكي ويحلل أطباء النفس أسباب هذا النوع من الصراعات باعتبارها ناجمة عن طريقة التواصل الثقافي بين المرأة والرجل. يحصل ذلك التواصل في جو إيجابي عموماً، لكن سرعان ما يتغير الوضع عند مواجهة مواقف محرجة ومؤثرة. ما من مشكلة عند الشعور بالسعادة والحب والمرح. لكن في ما يخص المشاعر السلبية، مثل الغضب والحزن أو الشعور بالذنب، يعبّر كل شخص عن حالته وفق ثقافته أو لغته العاطفية الخاصة! ومن المعروف أن تلك الثقافة ليست متشابهة لدى المرأة والرجل. ما سبب هذا الاختلاف في اللغة العاطفية؟ لا تتعلق المشكلة فعلياً بطبيعة الرجل (أي هرمونات التستوستيرون التي تزداد عند كل صبي منذ مرحلة مبكرة وتعزز عدائيته ورجولته وتكبت دموعه ومشاعره) بل بالثقافة المكتسبة من الأهل.
منعنا منذ سن مبكرة أن نعبر عن مشاعر الخوف لأن الرجل الحقيقي يجب أن يكون شجاعاً ويجب على الرجل  الا يُظهر غضبه أيضاً وحزنه وقهره وأن يكبت انفعالاته وان يبدو الرجل مخدّراً ومجرّداً من المشاعر. 
ولكننا نرى ان الاب بات يبكي قهره وفقره وجوع اولاده وجوع اهل بيته وعجزه عن توفير اقل اللوازم لاطفاله .