هذه قصّة حياة "صاحبة العربة" .. كانت مديرة مصنع
بكت منذ بداية الحديث معها ، بكت ولم تعلم ما تتحدث به ، وأول ما قالته " ياريتني متت ولا ياخذوا العرباية".
هذا ماقالته "أم رامز" بعد اتصال بها ، فتحدثت باكية ، وبعين الحسرة ، أنه لم يبق لها شيء ، بعد ان صادرت "الأمانة" عربتها التي تعتاش منها ، حيث تعيل ابنها وابنتها ، وتسدد إلتزاماتها، إلا انها اليوم أضحت في معاناة يصعب حصر تبعاتها.
ولفتت ، أنها كانت تعمل كمديرة مصنع ، قبل سنوات ، ولكنها ونتيجة لظروف أدت إلى إغلاقه، لافتة أن وضعها المادي "ممتاز" ، كما عملت على "باص" ، لسدّ رمق عيشها إلا ان ذلك لم يؤت أكله ، وبعدها ، قامت بفتح "كافتيريا" في منطقة العبدلي ، إلا أن "الأمانة" قامت بإغلاقها بعد أن تم إلغاء أسواق العبدلي.
"أم رامز" أوضحت أنها ومنذ (3) سنوات تعتمد على بيع "القهوة" والشاي ، والمشروبات الساخنة ، حيث أنها تحصل على (10) دنانير يوميا ، لافتة ، أنها "تبرّع" ، بعد ان كانت تعتمد على "عربة" أخرى غير صالحة للاستخدام.
"أرملة" و"لقمتها حلال"
وأشارت أن لديها ابن قام بتأجيل فصل دراسي حيث أنه في المرحلة الثانوية ، وابنتها في الصف التاسع ، وتسعى جاهدة ، لكي لا تجعل فلذتي كبدها يعيشان بحرمان، وزادت "أعيش في منزل للإيجار في شارع الأردن والله أعلم بحالي".
وتوقفت عن الحديث لبرهة ، مستذكرة فرحتها عندما حصلت على "العربة" ، واليوم فهي الهائمة على وجهها، بعد ان تم مصادرة "عربتها" ، موضحة ، أنه تم مراجعة "الأمانة" للحصول على تصريح للبيع من خلال "العربة" ، إلا أن موظفين في الأمانة أكدوا لها أنه لا يوجد تصريح لذلك .
"وبات حال "أم رامز" أشبه بكابوس - على حدّ وصفها - ، حيث أضافت " نعيش بحرمان ، ولا أستطيع مد يدي لأحد ، كما ان ابني حاول مرارا ترك مدرسته في سبيل مساعدتي ولكنني منعته".
إقرأ المزيد : "الأمانة" تصفع "أم رامز" والأردنيون يفزعون
تعيش منذ ما يقارب (14) سنة ،"أرملة" ، ومنذ ذلك الوقت عزمت على ان تكمل حياتها بعزيمة إمرأة صابرة ، فبعد أن كانت مديرة مصنع ، أصبحت اليوم تبحث عن بصيص أمل لحياة تصارعها بكفاح أردنية قوية.
وبعد أن كانت تبيع "الكعك" والشاي لمواطنين ، باتت اليوم على شفا حفرة من الانهيار ، نتيجة للحالة المأساوية التي عاشتها بعد مصادرة "عربتها" ، وأصبحت تبكي حالها ، وشعرت بدنو اليأس ، إلا أن تفاؤلها أصبح نتيجة للوقفة الأردنية التي كانت بمثابة بصيص أمل قد يعيد لها الحياة من جديد – على حدّ تعبيرها – .
واختتمت قائلة " ماذا فعلت بي الأمانة، لقد هلكت بعدها".