الأردن الأقل إنفاقا على الترويج السياحي بالمنطقة

 تذيَّل الإنفاق على الترويج السياحي في الأردن، قائمة المنافسين في المنطقة، بحسب أرقام توصلت إليها "الغد" من خلال دراسة محدودة أجرتها مؤخرا.
وتعد تركيا ومصر و"إسرائيل" الأكثر منافسة للأردن في القطاع السياحي، بحسب تصريح لمدير هيئة تنشيط السياحة، عبد الرزاق عربيات.
ووفقا لأرقام تجميعية  عبر الشبكة العنكبوتية والتي تشير الى أرقام رسمية صادرة عن تركيا ومصر والاحتلال الإسرائيلي، فإن الأردن يعد الأقل إنفاقا، بالأرقام المطلقة، على المنتج السياحي في الخارج مقارنة مع تلك الدول.
وتصدرت تركيا الدول الأكثر إنفاقا بين الدول الأربع لجذب السياح إليها؛ إذ أنفقت على الترويج والتسويق السياحي وفقا لأرقام رسمية حوالي 5.137 مليار دولار خلال العام الماضي، فيما جاء الاحتلال الإسرائيلي ثانيا، وأنفق العام الماضي ما يقارب 293 مليون دولار.
وبعدها، وبفارق كبير، جاءت مصر وأنفقت 22 مليون دولار على منتجها السياحي لترويجه بالخارج، وأخيرا الأردن بحجم إنفاق 21 مليون دولار.
ويشار إلى أن إنفاق الأردن على الترويج السياحي يشمل الرواتب وغيرها من الكلف التشغيلية لهيئة تنشيط السياحة.
مدير عام هيئة تنشيط السياحة، عبدالرزاق عربيات، قال "إن الأردن يواجه تنافسا كبيرا بين دول المنطقة لجذب السياح".
وبين عربيات، أن مصر وتركيا و"إسرائيل"، أكثر البلدان التي تنافس الأردن لجذب السياح؛ إذ إن الهيئة خلال العام الماضي، وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار والقطاع الخاص، استطاعت أن تخرج القطاع السياحي بمؤشرات إيجابية بعد الدعم الحكومي لموازنة تسويق وترويج المنتج السياحي.
وأوضح عربيات، أن موازنة هيئة تنشيط السياحة هبطت إلى النصف، وفقا لقانون الموازنة 2018 بلغت لهذا العام حوالي 8 ملايين دينار أردني؛ أي ما يقارب 11 مليون دولار.
وقال عربيات "رغم أن الموازنة متواضعة للهيئة، إلا أن لديها خططا استراتيجية خلال العام الحالي ستستهدف أسواقا جديدة لترويج الأردن سياحيا وضمن إطار الموازنة الموضوعة للهيئة وستنافس كل دول المنطقة على جذب السياح".
وأضاف عربيات "أن الهيئة ستعمل على وضع الأردن على خريطة السياحة العالمية؛ حيث إن الأردن يمتلك مقومات سياحية تضاهي أفضل دول العالم".
وبين عربيات، أن الهيئة وضعت خطة استراتيجية للترويج والتسويق السياحي للمملكة للسنوات الثلاث المقبلة.
وأوضح عربيات، أن الاستراتيجية ركزت على محاور رئيسية تتمثل في السياحة العلاجية والاستشفائية والسياحة الدينية المسيحية والإسلامية، إضافة الى السياحة الثقافية التاريخية وسياحة المغامرات التي ستشهد إضافة نوعية للتسويق السياحي للمملكة.
وأشار عربيات إلى أن الهيئة تعمل أيضا على تطوير سياحة المؤتمرات، إضافة إلى تأكيد أهمية الطيران منخفض التكاليف والعارض واستراتيجية branding من خلال إخراج منتجات أردنية فريدة للأسواق السياحية، واستراتيجية digital لمواكبة التوسع التكنولوجي بالشكل السليم والداعم لخطط التسويق السياحي.
وأكد عربيات، أن الاستراتيجية تضمنت أيضا التركيز على الأسواق والفئات التي تتجاوب بشكل أسرع مع الترويج والتي هي أقل تأثرا مما يجري حولنا؛ إذ إن بعض الأسواق ستشهد تركيزا واضحا كسوق الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وماليزيا، إضافة الى الدول العربية ودول وأسواق أخرى.
وكان عربيات صرح سابقا لـ"الغد"، أن موازنة هيئة تنشيط السياحة المخصصة ضمن الموازنة العامة انخفضت العام الحالي بنسبة 46 % (حوالي النصف) عما كانت عليه في العام 2017".
وبين أن موازنة الهيئة بلغت خلال العام الحالي حوالي 8 ملايين دينار بعد أن وصلت خلال العام الماضي إلى حوالي 15 مليون دينار.
وأوضح عربيات، أن الحكومة، قدمت العام الماضي، دعما كبيرا لمواجهة التراجع الذي طرأ على الوضع السياحي في المملكة، نتيجة عزوف السياح عن القدوم الى المنطقة للاضطرابات السياسية التي تمر بها المنطقة. وأشار الى أن الحكومة رفعت العام الماضي من موازنة الترويج والتسويق السياحي للأردن في الأسواق الخارجية؛ حيث إنه وبعد أن شهد القطاع السياحي عودة في المؤشرات الإيجابية التي حققها خلال العام 2017، عادت وخفضت الحكومة الموازنة الى النصف تقريبا.
وأضاف عربيات "أن الموازنة التي خصصتها الحكومة لهيئة تنشيط السياحة للعام الحالي لا تكفي ولا تفي بما هو مطلوب من الهيئة لوضع الأردن على خريطة السياحة العالمية؛ حيث إن هنالك تنافسا كبيرا في المنطقة لجذب السياح الى بلدانهم، وهذا يتطلب تكثيف الترويج والتسويق للأردن في الخارج".