مباراة للوحدات والفيصلي من دون جمهور.. شر لا بد منه

لم تستقبل جماهير الوحدات والفيصلي الرسائل الإيجابية التي أطلقها لاعبو الفريقين كما يجب، فاللاعبون كانوا على مدار دقائق "الديربي" بين الفريقين الجمعة الماضي مثاليين للغاية، إلا من بعض المشاهد القليلة التي ربما فُسرت بغير معناها الحقيقي أو شابها التوتر وحساسية اللقاء.
قبل وخلال وبعد المباراة، تقاذفت فئتان من جمهوري الفريقين الشتائم، و"تفننت" الفئتان في إطلاق الشتائم التي تخدش الحياء العام، وصاحب "المعزوفات" المنفرة، رمي عبوات المياه صوب لاعبي الفريقين عند تنفيذ رميات التماس والركلات الركنية في مكان قريب من تلك الجماهير المشاغبة، ما أدى الى توقف المباراة لتنظيف أرضيتها من تلك العبوات وتهدئة الجماهير الغاضبة من دون سبب منطقي.
ولأن الشغب في مباريات الفريقين أصبح بحكم "العادة" منذ أربعة عقود، فإن القاعدة باتت "سوء السلوك"، والاستثناء هو خروج المباراة بأقل الأضرار من الهتافات غير اللائقة وعبوات المياه، بل إن الفريقين يشتمان بعضهما حتى وإن كان أحدهما ليس طرفا في مباراة أحد الفريقين، وهي مفارقة عجيبة تبعث على الحزن والتساؤل، فيما اذا كان شتم المنافس "الحاضر" أو "الغائب الحاضر"، جزءا من "استراتيجية" بعض المشجعين.
وأثار قرار اللجنة التأديبية في اتحاد كرة القدم الذي صدر عند ساعة متأخرة من يوم أول من أمس، ردود فعل متباينة، ذلك أن البعض يرى في قرار اللجنة التأديبية بإقامة أول مباراة بيتية مقبلة لكل من الفريقين، بمثابة خطأ فادح على اعتبار أن الجمهور "فاكهة الملاعب"، وأن المباراة من دون جمهور تصبح من دون طعم أو لون، فيما يرى الطرف المؤيد للعقوبة، أن الأمور زادت على حدها الطبيعي، وأنه لا بد من اتخاذ عقوبات ربما تكون "شرا لا بد منه"، لمعالجة آثار المشكلة وليس جذورها، رغم أنه قيل عن قانون شغب الملاعب، وأنه سيطبق بحق كل من يطلق هتافا أو يعتدي على المنشآت العامة، لكن تفاصيل قرارات اللجنة التأديبية تؤكد أن الأندية كانت وما تزال من يدفع وحدها ثمنا لشغب الملاعب، رغم صدور القانون الذي يعالج تلك الحالات وبدء تطبيقه في شهر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي؛ حيث تم أول من أمس تغريم الوحدات مبلغ 500 دينار، بالإضافة الى قيمة الأضرار وقيمتها 1368 دينارا، وتغريم الفيصلي مبلغ 500 دينار، بالإضافة الى قيمة الأضرار وقيمتها 454 دينارا، لقيام جمهوريهما بالإضرار بالمنشآت.
ووفق مصدر أمني، فإن مديرية الدرك تعاملت في لقاء الجمعة مع نحو 20 متفرجا تم إرسال نحو 15 منهم من قبل المركز الأمني لمحافظة العاصمة؛ حيث تم الإفراج عنهم هناك لعدم وجود طرف مشتكٍ، والمفروض أن تكون في هذه الحالة "أمانة عمان" كون منشأة ستاد الملك عبدالله الثاني، ملكا للأمانة، فيما بقية الملاعب ملك لوزارة الشباب، ولذلك يبدو "عدم وجود مشتكٍ" بمثابة "الفرج" لمن يتم إلقاء القبض عليهم سواء عند ارتكاب الشغب أو بيع البطاقات في "السوق السوداء".
وفي حال رفض الاستئناف المقدم من ناديي الوحدات والفيصلي بعد قرار إقامة أول مباراة بيتية مقبلة من دون جمهور وتغريم كل منهما مبلغ 990 دينارا، فإن الفيصلي سيلعب مباراته أمام شباب الأردن ضمن الجولة الـ15 من دوري المحترفين يوم السبت 17 شباط (فبراير) الحالي على ستاد عمان، والوحدات مع الرمثا ضمن الجولة الـ16 يوم الجمعة 23 الحالي على ستاد الملك عبدالله الثاني من دون جمهور، بحكم أن مباراة الوحدات في الجولة الـ15 ستكون أمام الحسين إربد على ملعب الحسن "ملعب الحسين إربد".
ويؤكد أمين عام اتحاد كرة القدم، سيزار صوبر، أن اللجوء لمثل هذه القرارات يأتي أولا استنادا للائحة التأديبية التي تم تعديلها والمصادقة عليها، وثانيا لأن الوضع لم يعد يحتمل؛ حيث إن العالم يشاهد المباريات وشاهد تلك الأحداث المؤسفة، وهذا يضر بسمعة الكرة الأردنية، ولذلك لا بد من تعاون الجميع في محاربة شغب الملاعب.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، سبق وأن قرر إقامة مباراتين لكل من فريقي لاتسيو الإيطالي وفنربخشة التركي ومباراة لفريق ليجا وارسو في المسابقة الأوروبية نتيجة لشغب جماهير الفرق الثلاثة، كما أقيمت الكثير من المباريات في بلدان أخرى مثل قمة الأهلي والزمالك المصريين من دون جمهور.