سُجن 5 سنوات وسِجله حافل بالسرقة والاغتصاب وشبهات الإرهاب .. كيف أصبح الشاب محمود موظفاً في أكثر المطارات أمناً؟


نشرت صحيفة Daily Mail البريطانية تقريراً عن مشتبه به في جرائم إرهابية ومُدان بجرائم جنسية، ويحمل 17 اسماً مستعاراً، كان يعمل في أكثر المطارات البريطانية ازدحاماً، في خرق أمني خطير.

وقيل إن محمد عبد الله محمود، صاحب السجل الإجرامي الحافل، مُدرَج اسمه في القائمة الرسمية لمراقبة الإرهاب، إلا أنه استطاع الوصول إلى مدرج طائرات مطار هيثرو.

يبلغ محمود 31 عاماً، ويمتد سجله الجنائي إلى 11 عاماً مضت، والذي يحفل بجرائم السرقة، والاعتداء، وغسل الأموال، والتهديد بالقتل.

ورغم كل ذلك، فشل رؤساء المطار في إجراء كشف كامل عن خلفيته، وسُلّم تصريح مرور أمني، وبدأ العمل حمّالاً بالمطبخ في صالة الدرجة الأولى، وذلك حسب ما صرحت به صحيفة Sunday People.


تُهَم تلاحقه

مصدر أمني قال للصحيفة متسائلاً: 'كيف لشخص بهذا الماضي الإجرامي أن يتخطى الشبكة؟!'.

وأضاف المصدر: 'حتى وإن لم يكن حوله شبهات إرهابية، فإن سوابقه تشير إلى أنه ما كان يجب السماح له بالوجود في أي مكان قريب من طائرة، فضلاً عن أكثر مطاراتنا ازدحاماً'.

يُقال إن محمود معروفٌ لدى الأجهزة الأمنية، وأجرى معه ضباط مكافحة الإرهاب 5 مقابلات على مدار العامين السابقين.

وتواترت الأنباء عن توجيه تهمتين متعلقتين بالإرهاب له؛ تتعلق إحداهما بحيازة مواد ضارة، والأخرى تتعلق بقنبلة، إلا أن هذه الاتهامات أُسقطت؛ لعدم كفاية الأدلة.

وفق صحيفة Daily Mail، فقد أُدين محمود بارتكاب جريمة اعتداء جنسي عام 2015، وأُمر بالتوقيع على قرار مراقبة مرتكبي الجرائم الجنسية 10 سنوات، بينما قضى 5 سنوات في السجن.

أجرى محمود مقابلة مع برنامج 'بريفنت'، وهو برنامج حكومي لمكافحة التطرف، إلا أنه تواصل معهم هذا الأسبوع وأخبرهم بأنه قد تلقى عرضاً وظيفياً للعمل في مطار.


قال إنه أراد كشف ثغرة أمنية

لم يُفصِح عن أي تحقيقات أُجريت معه حول خلفيته، وقال إنه أراد كشف ثغرة أمنية.

بل أكثر من ذلك، فقد التقط المُدان بجرائم جنسية صورة لإحدى الطائرات على المدرج؛ كي يثبت مدى قدرته على الاقتراب من الطائرات.

وقد تبين أنه كذب على مسؤولي التوظيف بشأن سجله الجنائي الطويل، وحصل على الوظيفة من خلال وكالة 'إس إم العالمية للاستشارات' يوم الإثنين.

وصل محمود إلى مطار هيثرو يوم الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2018؛ ومن ثم بدأ العمل في صالة رجال الأعمال والدرجة الأولى لشركة كانتاس.

الأكثر خطورة، أنه قضى 5 أيام في المطار، وكان باستطاعته الوصول إلى الجانب المواجه لمدرج الطائرات من صالة الوصول رقم 3.

يعبر قرابة 17.7 مليون مسافر صالة الوصول تلك، تحملهم 89 ألف طائرة كل عام.

لم يُجرَ فحص كامل حول خلفيته قبل وصوله للعمل في المطار، وكان الفحص الوحيد الذي خضع له، هو فحص هيئة الطيران المدني، والذي يُقال إنه أصدر تصريح مرور أمني مؤقتاً لمحمود في الخامس من فبراير/شباط 2018.

إلا أنه كان من الممكن ألا يتم التعرف عليه لمدة قد تصل إلى شهر؛ لأن الفحص الكامل للسجل الجنائي الذي تجريه إدارة الفحص الجنائي قد يستغرق 4 أسابيع.

أُلغي تصريحه الأمني عندما علم رؤساء المطار بالخرق الأمني، وأُقيل محمد من عمله.

صرح المتحدث باسم وكالة 'إس إم العالمية للاستشارات' لصحيفة People، بأن جميع الإجراءات الأمنية قد أُعدت من قِبل مطار هيثرو؛ ومن ثم اتبعتها هيئة الطيران المدني.

وقال الناطق باسم مطار هيثرو: 'نود أن نطمئن هؤلاء الذين ربما أصابهم القلق بعد هذه الحادثة، بأنه لم يحدث أي خرق أمني، وأن مطار هيثرو لا يزال آمناً'.

وأضاف: 'تقتضي شروط هذا التصريح الأمني المؤقت، مرافقةً مستمرة من أحد أعضاء فريق الأمن. كما أنه يخضع لتفتيش صارم وشامل من أمن المطار، وذلك في كل مرة تمكن فيها من الوصول إلى مناطق معينة'.

يستطرد المتحدث الرسمي قائلاً: 'لدى المملكة المتحدة بعض أقوى إجراءات أمن الطيران في العالم، وهو ما يتبعها مطار هيثرو بما يتوافق مع القوانين الحكومية، وهو ما يضمن وجود ضوابط تمنع وصول هؤلاء الأشخاص إلى المطار'.