أحداث على شمال الحدود وجنوبها !
قد يكون اسقاط الطائرة التركية F104 بصواريخ سورية مضادة، مثار صدام حقيقي.. يرغب نظام دمشق فيه على اعتبار ان توسيع دائرة الدم تخفف لونه، وتقلل من عذاباته. فدمشق هي التي اعلنت اسقاط الطائرة، في حين ان الجانب التركي لم يكن متأكداً فيما اذا سقطت او أُسقطت. ثم جاء الخبراء ليؤكدوا انها أُسقطت وهي في البحر، وانها لم تكن جزءاً من قوة قتالية، فلم يحدث ان قامت طائرة واحدة بعمليات جوية قتالية!!.
هل يعتقد اذكياء النظام السوري ان الرد التركي سيورط روسيا وايران في حرب الى جانبهم؟ والا فلماذا دفع الجانب التركي الى اتخاذ قرارات تعيد للجيش دوره الداخلي، كما اعاده الهجوم التركي على قبرص؟ وهل ان في اهداف اذكياء النظام هز مكانة اردوغان واظهاره بمظهر الرجل الذي يتكلم كثيراً ولا يفعل شيئاً؟
هنا نقف للتذكير بعملية القتل الدموي على السفينة التركية المتجهة الى غزة لاغاثتها على يد الجيش الاسرائيلي فما كانت اسرائيل تريده هو التقليل من شأن اردوغان وحزبه داخل تركيا والعالم العربي وجعل حضوره القوي بمثابة شكل كرتوني لا تحتاج اسرائيل الا الى الهجوم بطائرات الهليوكبتر على قافلة اغاثة غزة، ليذوب في المتوسط، واغلب الظن ان اسرائيل نجحت في توجيه ضربة قاسية لدور تركيا «الاسلامي» في محيطها العربي!!.
طائرة الـ F104 التركية هي طائرة مستهكلة، فقد اسماها الالمان «النعوش الطائرة» بعد سقوط اكثر من مئة منها، وقد تخلصنا نحن من العدد الباقي بعد سقوط بعضها، نقول هذا لننبه الى ان هذه الطائرة من جيل 1950 ليست طائرة قتال يمكن الركون اليها.
الصحف والاذاعات الاجنبية تربط بين لجوء طيار سوري للأردن بطائرته الميغ 21، وبين سقوط او اسقاط الطائرة التركية كظاهرتين لرغبة النظام السوري في توسيع مأزقه. ونظن ان التوقيت وحده هو الرابط بين الحادثين، فالنظام السوري على وضعه اليائس يعرف ان التحرش بالاردن لأي سبب لن يكون في صالحه، فالاردن هو الوحيد الذي يمنع التسرب الخارجي اليه والاردن هو الوحيد الحريص على الدم السوري، لوجه القضية ووحدة المصير!!.