قتلت طفولتي يا أبي !!

تداولت في الآونة الأخيرة ظاهرة زواج القاصرات والتي تعد من الظواهر الاجتماعية الخطيرة والتي ما زالت منتشرة حتى هذا الوقت في معظم دول العالم والتي أدت إلى حدوث العديد من الكوارث والمشكلات الإجتماعية والنفسية و خصوصاً على القاصرات اللواتي يتزوجن في سنٍ مبكر .
زوجهنَ أباؤهنَ والكثير من الأحلام تراود أذهانهنَ ، يُقال في العادات القديمة التي ما زالت موجودة إلى الآن و نشهدها عند معظم عائلاتنا بأن زواج الفتاة وهي قاصر أفضل بكثير ، لما يعانيه أهلها من عبىء المصاريف أو عدم الرغبة في تعليمهنَ تحت مسمى "العيب"، و أنَ زواجها يعد أفضل الحلول لهم .
إلى متى هذا الجهل و التخلف الذي يسود معظم بل أكثر مجتمعنا ، أيعود السبب إلى النواحي المادية ! أم يعود نحو ما يُقال بأن "سِتر البنت زواجها" .
تستيقظ الطفلة إلى ذاك العالم الآخر الذي أجبرها على قتل طفولتها و الخوض في معركة الحياة الجديدة ، و تحمُل المسؤؤليات و هي ما زالت في مرحلة الطفولة ، لتنظر إلى نفسها و في يديها مولودٌ صغير .
طفلة تلدُ طفلة .. جملة تختصر واقع أليم .
أهكذا نريد مجتمعنا !
أهكذا نبني مجتمع تسوده الثقافة و ننشأ جيل واعي مثقف !
ما ذنب تلك الطفولة البريئة !
و ما طبيعتك يا أبي !
ألم تشعر بفرحة القلب حيت أتيت إلى هذه الدنيا !
ألم تنظر إليَ و أنا ألعب !
أم جعلتك ظروف الحياة تبيعني كسلعة رخيصة الثمن ! قد جعلتني أكبُر يا أبي أكثر مما أنا عليه الآن .
لذلك يعد زواج القاصرات جريمة في حق الطفولة ، و تسعى كافة منظمات حقوق الإنسان إلى التصدي لظاهرة زواج القاصرات و تدعو إلى فرض العقوبات على كل شخص يزوَج ابنته و هي قاصر و يحرمها من أبسط حقوقها الإنسانية ، كالحق في الحياة ، الحق في التعليم ، و الكثير من حقوقها البسيطة .
أبي قتلتني من أجل المال ، و أنا لم أقتل طفلي من أجل اللعب .