بيئة ريادة الأعمال تترقب انطلاقة 3 صناديق استثمارية داعمة للقطاع

تستعد بيئة ريادة الاعمال الاردنية العام الحالي لاستقبال وبدء عمل ثلاثة صناديق استثمارية متخصصة في موضوعة الاستثمار في الشركات الريادية وفقا لما رصدته  حيث من المتوقع ان تسهم هذه الصناديق في تحريك قطاع ريادة الاعمال وايجاد شركات ناشئة قادرة على النمو والتوسع.
ففي الوقت الذي يتزايد فيه اقبال الشباب الاردني على تأسيس الشركات الريادية وابتكار الافكار لتحويلها الى منتجات وحلول تعالج مشاكل اقتصادية واجتماعية، يبحث العديد من هؤلاء الشباب عن مصادر تمويل واستثمار تساعدهم في بداية طريقهم للانطلاقة او لدى سعيهم للنمو والتوسع في شركاتهم.
ويعد التمويل والاستثمار واحدا من القضايا الهامة والاساسية في بيئة ريادة الاعمال وخصوصا في مراحل تاسيس الشركات وفي مراحل النمو والتوسع، حيث يتواجد في الاردن عدد كبير من الجهات الداعمة والصناديق الاستثمارية العاملة التي اسهمت خلال السنوات الماضية في تمويل ودعم واستمرار عدد كبير من الشركات الريادية.
ولكن العام 2018 سيكون مميزا لبيئة ريادة الاعمال الاردنية حيث من المخطط ان تنطلق عمليات ثلاثة صناديق استثمارية ستضخ عشرات الملايين في قطاع الشركات الناشئة، على رأسها صندوق الريادة الاردني الذي جرى الاعلان عنه لاول مرة العام الماضي.
وتقدم الأردن على 88 دولة في العالم، ليحل بالمرتبة 49 عالميا على مؤشر ريادة الأعمال وفق المعهد العالمي لتنمية ريادة الأعمال العام الماضي، حيث تقدم 7 مراتب جديدة في مقارنة مع التصنيف السابق الذي سجلت فيه المملكة ترتيب 56 عالميا، فيما تشير تقديرات بانه يوجد اليوم في الأردن أكثر من 150 برنامجا وجهة ومؤسسة داعمة لريادة الأعمال.
وفي هذا التقرير ترصد   الصناديق الاستثمارية الجديدة والية عملها وتواريخ بدء عملها الفعلي.
أول هذه الصناديق واهمها هو الصندوق الأردني للريادة الذي من المخطط ان يباشر أعماله شباط المقبل وفقا لما تم الاعلان عنه قبل اسابيع.
وفي طريق انطلاقة الصندوق انتهت الشركة الأردنية لضمان القروض من تسجيل شركة الصندوق الأردني للريادة "ISSF) Innovative startups & SMEs fund)” لدى مراقبة الشركات، كشركة مساهمة خاصة مملوكة من البنك المركزي الأردني والشركة.
وتم تأسيس الشركة بمبادرة من قبل البنك المركزي الأردني وتنفيذا لخطة تحفيز النمو الاقتصادي للأعوام 2018- 2022 التي تضمنت محورا لدعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر. ويتوقع أن تباشر الشركة نشاطها مع إطلاق اعمالها في شهر شباط المقبل، بعد ان تم تعيين مدير عام للشركة سيتولى وضع الهيكل التنظيمي والمؤسسي والسياسات الاستثمارية للصندوق والتعليمات وآليات عمل الصندوق. وتتوقع مصادر الشركة أن يتم دعم حوالي 200 فكرة ابداعية وريادية وتمكينها من تحويل الافكار الريادية إلى مشروعات على أرض الواقع.
ويبلغ رأسمال الصندوق 98 مليون دولار منها تمويل ميسر من البنك الدولي بقيمة 50 مليون دولار والمبلغ المتبقي مساهمة من البنك المركزي الأردني.
واما الصندوق الثاني الذي من المتوقع ان يبدأ بالاستثمار في الشركات الريادية قبل نهاية النصف الاول من العام الحالي فهو صندوق الواحة الثاني"OV2" التابع لشركة "اويسس 500".
وكان رئيس مجلس ادارة " اويسس 500" مروان جمعة قد صرح مؤخرا  ان "اويسس 500" يعمل حاليا مع مستثمرين وصناديق استثمار لتأسيس ومن ثم اطلاق صندوق الواحة الثاني للبدء بالاستثمار في الشركات الريادية وقبل نهاية النصف الاول من العام الحالي.
وقال جمعة بان التقديرات تشير الى ان هذا الصندوق سيكون بحجم لا يقل عن 12 مليون دولار.
واوضح جمعة بان اطلاق هذا الصندوق سيعزز عمل "اويسس 500" في دعم والاستثمار في الشركات الريادية، لافتا الى انه سيجري رفع سقوف الاستثمارات في الشركات الريادية المبتدئة او تلك في مرحلة التوسع والنمو.
ولفت الى انه سيتم التركيز العام الحالي في اختيار الشركات الريادية التي يجري الاستثمار فيها على النوعية والشركات التي تتميز بافكار وفرص كبيرة للنمو.
و"اويسس 500" هو صندوق معني بتسريع الأعمال للشركات الريادية الناشئة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمحتوى الرقمي، من خلال ايجاد منصة جديدة للريادة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتم من خلالها مساعدة الرياديين الطموحين على إطلاق شركاتهم من خلال المعسكر التدريبي الذي يوفر التوجيه الضروري لكيفية إنشاء شركة بما يشمل الأمور المالية والتسويق وإنشاء خطة عمل مناسبة وغيرها من مقومات النجاح المهمة.
كما يعمل الصندوق على توفير الاستثمار في المراحل المبكرة من عمر المشروع بما يشمل التمويل النقدي من "اويسس 500"، إضافة إلى فترة حضانة وتسريع للشركات التي يتم الاستثمار فيها بما يشمل التدريب والتوجيه والمتابعة والارشاد وتقديم الخدمات الاستشارية والنصح اضافة الى المكاتب، الإنترنت، الخدمات المكتبية، وغيرها.
وسيشهد العام الحالي ايضا نشاطا لشركة " بيوند كابيتال " التي اطلقت العام الماضي لتحقيق هدف عام وهو دعم البيئة الريادية والاستثمارية في قطاع الشركات الناشئة في الأردن.
وشركة "بيوند كابيتال" هي شركة محدودة ممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبمبلغ 10 ملايين دولار، كجزء من مبادرة الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA II) الإقليمية التي تهدف للتعاون مع مستثمرين مؤهلين وشركات ناشئة في مراحلها الأولى، حيث تم تطبيق هذه المبادرة في لبنان والعراق والمغرب والأردن.
و تمّ تأسيس "بيوند كابيتال" كشراكة بين "إنديفر الأردن" (Endeavor Jordan)، النسخة المحلية لمنظمة عالمية غير ربحية تدعم رواد الأعمال ذوي التأثير العالي حول العالم، و"سيليكون بادية" (Silicon Badia)، شركة استثمار عالمية لرأس المال المُغامر تركّز جهودها وأعمالها على الاستثمار في قطاع التكنولوجيا.
ووفقا لما جرى الاعلان عنه ستدعم " بيوند كابيتال" مدراء الصناديق الاستثمارية الحاليين والطامحين من خلال توفير برامج متخصصة لبناء القدرات، والدعم اللازم لإنشاء تلك الصناديق، وتعريفهم بشبكة من المستثمرين المحتملين (الشركاء المحدودين)، والاستثمار المباشر في صناديق مختارة.