ودية الدنمارك تجدد المخاوف من الانطباعات الخادعة

يتوجب على الجهاز الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم، أن لا ينخدع بمواجهته مع المنتخب الدنماركي يوم غد الإثنين في أبوظبي، لأن الفريق الخصم لن يخوض بالتأكيد مباراته بكافة عناصره الأساسية.
ومن المعروف ان المنتخب الدنماركي الأول، تأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 الصيف المقبل في روسيا، بعد اجتيازه إيرلندي في الملحق الحاسم للتصفيات الأوروبية.
المنتخب الأوروبية، وغيرها من المنتخبات المعروفة في القارات الأخرى، تستبعد إجراء مباريات ودية بمشاركة لاعبيها الأساسيين في فترات غير مدرجة بروزنامة مباريات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، خصوصا في الفترة ما بين تشرين الثاني (نوفمبر) وآذار (مارس)، نظرا لاستحالة استدعاء لاعبيها المحترفين المنخرطين مع أنديتها سواء المحلية منها أو الخارجية.
لكن الأمر يختلف قليلا في الدول الإسكندنافية، نظرا لانتهاء الموسم الكروي فيها خلال فصل الشتاء، عكس الدول الأخرى التي تنتهي مواسمها صيفا، ولهذه السبب، يعمد مدربو المنتخبات الوطنية فيها، إلى إجراء معسكرات إعدادية، بهدف الوقوف على تطور اللاعبين المحليين ومعرفة ما إذا كانوا يستحقون فرصة في المشاركة مع المنتخب الأول في المستقبل. وستخوض الدنمارك منافسات كأس العالم المقبلة، متسلحة بعدد كبير من النجوم الذين يبرزون في أندية أوروبية معروفة، أبرزهم صانع لعب توتنهام كريستيان إريكسن، وحارس مرمى ليستر سيتي كاسبر شمايكل، ومدافع اشبيلية سيمون كاير، ونجم تشيلسي الصاعد أندرياس كريستيانسن، إضافة إلى مهاجم لايبزغ يوسف بولسن.
بيد أن الفريق الذي سيواجه المنتخب الوطني يوم الإثنين، لا علاقة له بهذه الأسماء، حيث قرر مدرب المنتخب الدنماركي أجي هاريدي، إجراء معسكر في أبوظبي، لتجمع من اللاعبين المحليين في الدوري الدنماركي، إضافة إلى عدد من لاعبي منتخب تحت 21 سنة، تحت مسمى (فريق نجوم الدوري المحلي/وتحت 21 سنة).
وحسب قائمة اللاعبين المنشورة على موقع الاتحاد المحلي للعبة، فإن المنتخب الدنماركي الذي سيلعب يوم غد، لا يضم سوى 3 لاعبين محترفين خارج البلاد، وهم أندريس كريستيانسن ولاس نيلسن (مالمو السويدي) ومايك ينسن (روزنبورغ النرويجي)، وذلك لأن الدوري متوقف أيضا في هذين البلدين.
وكان لافتا في المباراة الأخيرة للدنمارك بمعسكر أبوظبي أمام السويد والتي خسرتها بهدف نظيف، عدم وجود المدرب هاريدي في المنطقة الفنية لتوجيه اللاعبين، وقام بالمهمة بدلا منه مساعده، النجم الدولي السابق يون دال توماسون، ومدرب منتخب تحت 21 سنة نيلز فريدريسكن.واصطدم المنتخب الوطني بالأمر ذاته في المباراة الأخيرة أمام فنلندا، حيث افتقد الخصم لمجموعة مؤثرة من اللاعبين الذي ينتشرون في البطولات المحلية لألمانيا وهولندا اليونان وإيطاليا وبلجيكا، ولم يشارك في المباراة سوى مجموعة صغيرة من المحترفين في أندية السويد والدنمارك والنوريج والولايات المتحدة، إضافة إلى لاعبين محليين في الدوري الفنلندي.
المباريات الإعدادية الودية أمام منتخبات أوروبية في فترات معارضة لروزنامة "الفيفا"، ربما تحقق للمنتخب الوطني فوائد فنية على صعيد تجربة لاعبين جدد وزيادة عناصر الانسجام واللجوء إلى أساليب خططية جديدة أمام لاعبين يتمتعون بالقوة البدنية العالية، إلا أنها تبعث في المقابل برسائل خاطئة للجاهز الفني، والمقييمين لأداء الفريق بانتظام، ففي وقت ننظر فيه نحن إلى هذه المباريات كفرصة للاحتكاك مع القوى المعروفة في كرة القدم، فإن الخصم يستغل مشاركتنا بكامل قوانا، لتحقيق فوائد فنية اللاعبين الأقل حظا في المشاركات الدولية.