تسريبات مخابراتية: مصير الأسد يتحدد بداية الأسبوع المقبل تفاصيل

كشفت تسريبات مخابراتية النقاب عن تحديد مصير الرئيس السوري بشار الأسد بداية الأسبوع المقبل، وهو التوقيت الذي تنتهي فيه المداولات الجارية في البيت الأبيض بمشاركة قادة أذرع الإدارة الأمريكية المعنية بالملف السوري، بالإضافة إلى ممثلين عن دول أوروبية محورية، يأتي في طليعتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، فضلًا عن ممثلين لدول آسيا الوسطى، في مقدمتها الصين والهند. وتهدف المداولات الجارية -بحسب التسريبات التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست” الأمريكية- إلى خلق موقف دولي حاشد، يمكن من خلاله مجابهة موقف المحور الروسي، الرامي إلى تمديد فترة بقاء الأسد في المنصب لأكبر مدة ممكنة، وهو الموقف الذي تعارضه الإدارة الأمريكية، التي تسعى من خلال الموقف الدولي الجديد إلى تقليص فترة بقاء الأسد، وتدرس مرحلة ما بعد رحيله عن الحكم.

ويحاول البيت الأبيض، بحسب التسريبات، وضع سياسة أمريكية-أوروبية-آسيوية موحدة حيال المستقبل السياسي للرئيس بشار الأسد، والإجابة على سؤال: من يحكم سوريا بعد أن تضع الحرب أوزارها في هذا البلد؟ ونقلت الصحيفة الأمريكية تعليق دوائر ضالعة بالملف السوري على تلك التسريبات، مشيرةً إلى أن الرئيس الأمريكي بدأ بالفعل في تعطيل سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، عبر وضع سياسة غربية-آسيوية متفق عليها. وتدور التقديرات الأمريكية حول ضرورة خلق ائتلاف سياسي قوي برئاسة الولايات المتحدة في مجابهة المحور الذي دشنه الرئيس بوتين للتعامل مع الإشكالية السورية بالتعاون مع إيران وتركيا.

وتجري المداولات تحت عنوان عريض هو "الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية، مع التعهد بمنح الأقليات في هذا البلد -لا سيما الأكراد- حكمًا ذاتيًّا”. ومن المتوقع -بحسب مصادر أمريكية- موافقة الأطراف المشاركة في الاجتماع على بقاء الرئيس السوري في الحكم فترة انتقالية يجري الاتفاق على تحديد مدتها خلال مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا، وبعد نهاية تلك الفترة، تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية، يرحل بعدها بشار الأسد من المشهد السياسي السوري. ويسود الاعتقاد في واشنطن بأن حالة الجدل التي ستخيم على التفاوض بين الولايات المتحدة وروسيا، ستنحصر في مدة المرحلة الانتقالية التي سيبقى خلالها الأسد محتفظًا بمنصبه؛ إذ سيحاول الروس تمديد تلك الفترة لأطول مدة، فيما سيصر الأمريكيون على تقليصها قدر المستطاع، إلا أن مصادرَ في البيت الأبيض، أعربت للصحيفة الأمريكية قبل أيام عن تفاؤلها حيال إمكانية التوصل إلى تفاهمات بين الولايات المتحدة وروسيا حول تلك القضايا.