همسات لسراة المخابرات

سلام من الله عليكم ورحمات وبركات، تغشاكم بواسلنا في حلكم وترحالكم، تلقاكم في غدواتكم وروحاتكم، دمتم في حفظه وفي قوله تعالى "الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، تترجمونها في مراحكم ومكاتبكم واروقتكم ومغداكم، من مواطن معتزٍ بالله ثم بكم, لقد قَدَّمتُم خير تقديم، وعلوتم العلياء فكنتم في الوطن أولاً، لانكم حملتم الوطن اولاً، والأولون من الرجال قلة لا يلحقون، وزهت وتباهت بانجازاتكم السرات وغردت وترنمت عمان وغنى السفح والتل والهل والطل والجبل، حبي لكم يا إخوتي لم يعد سراً، وهذه همسات الأخوة والاعتزاز والمحبة، يخفق قلبي لكم، وتصافح يدي اياديكم فردا فردا، تحية بتحية، وساعد بساعد، وعضد بعضد، وفكر بفكر، وركب بركب، وقبلة على جباهكم ووجناتكم البيضاء .
عزيزنا رجل المخابرات العامة، منتسب شرف ركب هذا الجهاز الحكيم، مرحباً بكم وازكى التراحيب إخوة وبنين وأخوات ذكورا واناثا نشامى ونشميات، احييكم ضباطاً وضباط صف وجنود كواسر جوارح بواسل، مرحباً بكم في طلة كل يوم وانتم تجيبوا نداء الوطن سراعاً، ونضَّر الله وجوه مشرقة باهية زاهية نيرة، احي نفوس هدية تقية نقية عفيفة خيرة، نحي من لو كان مرساة الخبر والامن وراء البحر لخاضت هذه النفوس ذاك البحر في سبيله، ولو كان امننا في أعماقه لغاصت هذه الرجال في لججه فما كَنت ولا مَنت ولا خافت، فلا ظلام يؤرق الابطال، ولا ليل يعيق تحليق النسور، ولا شئ يُفَتر الهمم والعزوم !
لا ادري لماذا؟ تنتابني رعشة، مصحوبة بسعادة تكسو محياي وانا اكتب عن رجالات هذا الجهاز الفخم الاشم، (المخابرات العامة)، صفوة قمم القيم التي تحنو على هذا الوطن الشامخ .
انتم رجال المخابرات العامة ولكم انحاز، انتم رماح الوطن عند المراس، رماح الوطن إذا تعكر صفو الوطن وتكدر الناس، انتم رماح الوطن لصار الريق يباس، انتم رجال المخابرات الوسيلة لكل فضيلة وجليلة واصيلة، انتم دواء الوطن من العياياء والدهماء والرعناء اذا استفحل الداء، انتم كحبة البركة شفاء من كل داء، انتم من جنبتم وحملتم الوطن عن درب الوعر وسفك الدماء والشحناء، وفصمتم ابطلتم عُرى البلاء، لله دركم يا من كنتم انتم ( مخابراتنا ) السبيل الأرشدا، والمنهج الأقصدا، والمورد العذبا، بلسم حياة وحياض نجاة، أبطال في مصارع الأهوال، جاء فيكم قول الله عز وجل "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" ، رجال نذروا انفسهم لدعوة الحق فما ترددوا، وما كَبَوا، وما تلكئوا !
فلا ادري لماذا؟ تتراجف يداي وتندى راحة يمناي عندما ابدأ اخط واجر حروف الوصوف عن شيم وقيم الرجال الامينة علينا، الامينة على خزين الوطن، المؤتمنة على حرماتنا واعراضنا ودمائنا، مخابراتنا ذات الثوابت والاخلاقيات والاخلاق والعزم والهمم الباسقة الممتدة ممشوقة نحو السماء، مكللين مزينيين بتاج العدل والتحري والانصاف، مجللين بعباءة الشهامة وعزة النفس والطهر والسمت وحسن الفال، وراضين كأقل مواطن بكسرة الخبز وحبة الزيتونة والكفاف، مستكثرين قليل النعم، انتم فخرنا يا أحكم واغلى الناس، صمتكم شكراً، وكلامكم نوراً وعطراً وذكراً، ونظرتكم لمن حولنا دروساً وعبراً، لأنتم اعز جارا، وأكرم جوارا، وأمنع للاردن داراً . يا من عملتم بقوله تعالى "وقولوا للناس حسنى" .
لا ادري لماذا؟ ترتعد فرائصي ادباً وهيبة ووقاراً لهذا الجهاز - الجندي المجهول- مقرونة بطمأنينة تملأ نفسي، عندما اكتب عن جهاز عزيز النفس رفيع الاركان والعماد، رابط الجأش هصور غضنفر عظيم باسل مذواد، يرعى الأدب والارب والشذب والعلم، لأنتم أحب الرجال الى قلبي كما أنتم الأحب لقلب سيد البلاد، وأكرمهم عليه من العباد، فعدنانكم صموت سكوت مُحَسب مُنَسب كريم النفس جواد ومجواد، اديب اريب حاذقاً فطناً، فأدناكم احلاكم وكلكم من خيرة ابناء الاردن العظيم كرام احفاد لعظام اجداد .
نعم، يتعرق جبيني ويتصبب عرقاً ليس خوفاً ولا وجلاً، بل خجلاً بين صفرة وحمرة، متلوناً مجدولاً برضا يغمر قلبي وانا اكتب متحدثا في وعن جهاز يضطلع بمهمات عظام، جهاز ليله يشفي السقيم كلامه، ونهاره يبري العليل فكره وإلمامه، جهاز ان أحسنت إليه شكر، وإن أسأت إليه عذر وامهل وصبر، ما سهى له طرف، ولا تلوث له كف، يمشي الهوينه وبمشيه يليق الوصف، جهاز كالسيف المهند لم يكبو لحامله زنداً، ولن ينبو لنصله حداً، حكمه وقوله فصل قاطع، ذو رونق وصيته لامع على الحرمات محافظاً !

دعوني اترنح واقفاً طَرِباً، وكأنني في رقصة (حجلة) النجاح، مترنماً وانا اكتب الى منتسبوا هذا الجهاز المعظم المكرم، هؤلاء السُراة الجُراة العدول الثقاة، الذين يتابعون ما اخط من ايجاز كلمات وعبارات ونصوص ومفردات، آمل ان تكون جديرة لشخوص "قليلاً من الليل ما يهجعون" وكل ما أخطه ذو مصادر موثقة سواء كانت شفهية او مكتوبة، وحرفتي ومبدأيتي كباحث وكاتب تعتمد على أمن النقل وأمنية العقل .
كلنا يعلم ونعلم وبإمتياز ان الادائية والمسؤولية الاستخبارية ذات عملية معقدة وحساسة كالمشي بين الاشواك او كمسير ليلي بين الغام تعيق كل المهارات والفصاحات والتعبيرات وتذوب بين التبجيل والتقدير والاعتراف بالجميل، هم ومطلوب اولئك النشامى الوصول لايضاح الحقيقة ولو على حساب بيوتاتهم وراحة عوائلهم، اعان الله واعز وابقى ووفق وسدد خطى رجالات مخابراتنا على حملهم، انها حمول ثقال، انها امانة واثقل من جبال تهامة !
اعزائنا فخرنا رجالات المخابرات انها همسات في افئدة واسماع السراة، ان ألذ العيش، عيش في كرامة ونعيم وسلامة، والله صنع سهركم ومتابعاتكم وتضحياتكم، عيش في أمن ونعيم وعز ظل سالم مدامه، على كسرة خبز وشربة ماء مصانه، في ظل حكم لملك من ولد ابراهيم، ومن زرع اسماعيل، ومن ضأضأ هاشم أحلم الناس، معروف بهاشمية الندى، ومضرية الباس، وعدنانية حسن الخلق، في سجية قريش، وعدل شيبة الحمد، وبابه كأجداده غير محجوب في العسر واليسر .
ابنائي حماة الديار، ابنائي سياج الاردن، ابنائي قلاع الوطن وحصونه الحصينه المحصنة، قالت العرب ان لكل وطن سراة يعلون من شأنه، يسيرون نحو الهدف المنشود، والأمل المحمود. يطئون النار، يدوسون على الجمر خاصة في ظل أحداث متسارعة وضغوطات جسام نازلة، اعلموا حفظكم الله جميعاً ان لكل وطن أنف وخشم وفي الانف أنفة وعزة وشهامة، انتم أنوف الوطن وخشومها وكراماتها وسراتها !
منحازاً منزاحاً لكم، أحيي هذه الجباه وهذه القامات وهذه الهامات، التي تعطي اكثر ما ينتظره المدلج في الظلام من تباشير الصباح، تضحيات تكشف المعالم وتطمس الاشاعة والسراب والوهم، انتم وتضحياتكم وقرباتكم اشهر من نار على علم، استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته !