قصة قريتين .. كيف أدار الغيّاث و‘ النعيم شؤونهما المحلية؟
يدافع هذا التقرير عن فكرة تقول إن فقراء الأردن ليسوا كسالى أو منتظرين سلبيين في مواجهة فقرهم، كما توحي بذلك كثير من وثائق مكافحة الفقر الرسمية. ويقدم بالضد من ذلك نموذجا للإدارة الذاتية للشأن المحلي قائمة على مبادرات تلقائية مكتملة العناصر كتجربة تنموية.
منشية الغيّاث: قرية "الشركة" سابقاً
قبل الوصول الى بلدة الرويشد (مركز لواء الرويشد) بحوالي 6 كلم، تصادفك قرية "منشية الغيّاث"، وهي المركز الرئيسي لعشيرة الغيّاث، كُبرى العشائر البدوية في المنطقة، هي قرية جديدة نشأت منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وتنتشر بيوتها بشكل متباعد على جانبي الطريق وبعمق كبير لا يتناسب مع تدني كثافة السكان فيها.
لا يمكن فهم واقع بدو الغيّاث الحالي من دون التعرف على قصة نشوء قرية "منشية الغيّاث"، فهي قصة ذات دلالة تنموية وتحمل الكثير من الإشارات على خصائص إيجابية لهذه المجموعة السكانية، يمكن أن تشكل عناصر مفيدة في أي تفكير بخطة تنموية حقيقية تخص هذه المنطقة.
سوف نترك رواية قصة نشوء القرية لمؤسسها الشيخ عناد الغيّاثي ذاته:
يقول الشيخ: خدمت في الجيش بمهنة "وكيل فرقة أغنام" حتى العام 1976، وكان موقع عملي في هذه المنطقة نفسها (الرويشد وما حولها قبل تأسيس قرية المنشية). وفي عام 1981 بدأت شركة مقاولات اسمها "شركة شاهين" بمشروع شق الشارع العام الجديد (الطريق الدولي مع العراق) كبديل عن الشارع القديم الضيق (وهو ما يزال قائماً إلى الشمال من الشارع الجديد ويستخدم كشارع فرعي داخل منشية الغيّاث وصولا إلى داخل الرويشد).
يضيف الشيخ: من المعروف عشائرياً، ومنذ القِدم، أن المنطقة لنا (للغيّاث)، هي "مردّنا" أي المنطقة التي نرتادها وفق متطلبات مواسم العري، وإن لم يكن ذلك موثقاً مثلها مثل باقي "المردّات". وعندما اقترب موعد انتهاء عمل الشركة، فاتفقنا معها على أن تبيعنا منشآتها عندما تقرر المغادرة.
يواصل الشيخ عناد: "وفي عام 1982 اشتريتُ مباني الشركة، فقد كان وضعي المالي جيداً. كانت المنشآت عبارة عن غرف مسقوفة بألواح المعدن (زينكو)، وبعض المكاتب، وهناك مظلة لتزويد الشركة بالماء من خلال بئر ارتوازي قريب، وكانت الخطة أن تتم إزالة تلك المظلة، لكني طلبت بقاءها على أن أدفع ثمن الماء الذي سنستهلكه، وأذكر أن الفاتورة الأولى عن كامل السكان كانت حوالي 4000 دينار، ولكن بعد السنة الأولى، تم تركيب عدادات منفردة، وصار الناس يدفعون عن أنفسهم. كان هناك 14 اشتراكاً من "الماسورة" الأصلية، وفي عام 1984 مددوا لنا الماء من خلال شبكة رسمية.
بعد هذه الإجراءات، بدأ الناس يستقرون نهائياً في القرية، التي أخذ اسم "الشركة"، وكنت إذا سألت أحدنا عن مكان سكنه قال لك: "في الشركة".
"أبلغْنا المسؤولين بأننا نريد مدرسة لأولادنا ومعلمين لهم، ثم سجّلنا أسماء 30 ولدا للمدارس، وأخذنا قسماً من غرف الشركة وعملنا فيها مدرسة، وكنت قد بنيتُ "حوش" وجعلت فيه غرفة كسكن للمعلمين، وأذكر مدير المدرسة واسمه طه، وهو من اربد. قبل ذلك لم تكن عندنا مدارس، ولم نكن نحمل الجنسية وكان تسجيل الأولاد يتم بناء على توقيع وشهادة مني بأن هذا الولد هو فلان هو ابن فلان.
"سنة 1987 صدرت إرادة ملكية تقول بأن عشيرة الغيّاث هي عشيرة أردنية وأنها جزء من العشائر البدوية. ولم نكن حتى تلك اللحظة نحمل أي وثائق أو جنسية، وطلبنا أن يتم تزويدنا بدفاتر عائلة، وتوثيق الجنسية الأردنية لنا".
وبالفعل، حضر موظف رسمي، وأقام عندنا لإسبوعين، قام خلالهما بتوثيق عقود الزواج القديمة للجميع، وكنتَ ترى "ختيارا وختيارة" في السبعينات من عمريهما، وقد خرجا بعد أن تم عقد قرانهما حديثاً، وكان يجري توثيق الأولاد بشهادتي وشهادة آخرين. وقيل لنا أن قيمة رسوم عقود القران والوثائق، تبلغ 18 ألف دينار، لكنهم أبلغونا أنه جاءنا إعفاء كامل منها.
بدأ أبناء عشيرة الغيّاث يجَنّسون ويسجلون أولادهم، وكان هناك قسم منهم لم يكن حاضراً وقت التسجيل، لأنه كان في البريّة مع الأغنام، وهؤلاء لم يتمكنوا من الحصول على جنسية لغاية الآن، إضافة الى أبناء الغيّاث الذين لم يكونوا في الأردن في ذلك الوقت ثم استقروا هنا. قبل ذلك كان الغيّاث في الصحراء المسماة "الحماد والحرّة" الممتدة عبر الدول المجاورة، وكانوا كغيرهم من البدو يُعرفون باسم عشائرهم.
يقول الشيخ: "أسسنا مجلسا قرويا لمنشية الغيّاث سنة 1992 وصرتُ رئيسا له لمدة خمس سنين. وفي عام 1997 طالبنا ببلدية، وتم ترفيع المجلس القروي إلى بلدية، ثم حصل الضم مع الرويشد".
ملاحظة: جرى التحقق من دقة رواية الشيخ، ومن مصادر مختلفة من داخل عشيرة الغيّاث وخارجها، والواقع أن الشيخ عناد يعتبر فعلاً، وبشهادة واعتراف الآخرين، مؤسس القرية التي يرى فيها الغيّاث جزءا من هويتهم. إن مركز اللواء، أي مدينة الرويشد، ورغم وجود عدد كبير من أبناء الغيّاث وغيرهم من البدو فيها، إلا أنها وبسبب من ظروف نشأتها، ظلت تعتبر بلدة لغير البدو، إذ أن السكان المقيمين فيها هم من التجار الذين قدموا من مناطق أخرى كالرمثا ومعان واربد والشام. والبدو وإن كانوا يسمون أراضي الرويشد "منطقتنا"، لكنهم لا يعتبرون البلدة ذاتها بلدتهم الخاصة، ويطلقون كلمة "أهل البلد" في الرويشد على "غير البدو"، ولا ينافسونهم على ذلك.
وقد شكّل تأسيس قرية خاصة باسم "الغيّاث" تعويضاً لهم على صعيد الهوية المكانية، وهو ما تكرر مع عشيرة النعيم التي أقامت قرية "صالحية النعيم" ومع عشيرة البندان التي أقامت قرية صغيرة هي "روضة البندان".
قرية صالحية النعيم: قرية "الصينية" سابقاً
عشيرة النعيم هي الثانية من حيث عدد السكان في المنطقة، تقطن في قرية "صالحية النعيم" التي تقع الى الشرق من الرويشد بحوالي 30 كلم. وتعد آخر نقطة عمران قبل الحدود العراقية بحوالي 40 كلم. ولتأسيس هذه القرية قصة مشابهة لقصة منشية الغيّاث.
ففي أواخر الثمانينات أنهت شركة صينية أعمالها في إنشاء الطريق الدولي كما هو حال "شركة شاهين" التي أشرفت على إنشاء الجزء الأول من الطريق؛ حيث تقع "منشيّة الغيّاث". ثم تركت الشركة الصينية بعض منشآتها البسيطة التي سارع البدو الى الإقامة فيها، وسميت القرية الصغيرة بـ"الصينية" نسبة إلى جنسية الشركة. أقامت عشيرة النعيم في هذه القرية التي أصبحت تتكون من حوالي 100 بيت.
لكن مصير هذه القرية كان أكثر قسوة من مصير قرية منشية الغياث، فقد اضطر أغلب سكانها إلى الهجرة غرباً نحو العمل في المزارع. واختار معظمهم قرية "المنصورة" إلى الغرب من المفرق؛ حيث يتواجد قسم من عشائر النعيمات، ويعتقد الفريقان بوجود روابط قرابية بينهما.
لقد انتقل الى أطراف قرية المنصورة حوالي 70 بيتاً من أهل النعيم المهاجرين، وشكلوا حيّاً ملاصقاً أطلق عليه "رابية النعيم". في البداية أقام الناس في بيوت شعر، ومنذ عام 2004/ 2005 بدأ الناس ببناء بيوت من الطوب. لقد انخرطوا في حياة المفرق والتحق أبناؤهم في شتى الأعمال الحكومية والأهلية.
رابية النعيم، اليوم، عبارة عن قرية ملاصقة لقرية "المنصورة"، تنقصها بشكل واضح خدمات الطرق وتمديدات شبكة المياه، وأقيمت فيها مدرستان: واحدة للإناث للصف السادس الابتدائي، والثانية للذكور للصف العاشر. ونظراً لبعد المسافة وعدم توفر النقل تضطر كثير من الفتيات لمغادرة التعليم.
قبل الوصول الى بلدة الرويشد (مركز لواء الرويشد) بحوالي 6 كلم، تصادفك قرية "منشية الغيّاث"، وهي المركز الرئيسي لعشيرة الغيّاث، كُبرى العشائر البدوية في المنطقة، هي قرية جديدة نشأت منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وتنتشر بيوتها بشكل متباعد على جانبي الطريق وبعمق كبير لا يتناسب مع تدني كثافة السكان فيها.
لا يمكن فهم واقع بدو الغيّاث الحالي من دون التعرف على قصة نشوء قرية "منشية الغيّاث"، فهي قصة ذات دلالة تنموية وتحمل الكثير من الإشارات على خصائص إيجابية لهذه المجموعة السكانية، يمكن أن تشكل عناصر مفيدة في أي تفكير بخطة تنموية حقيقية تخص هذه المنطقة.
سوف نترك رواية قصة نشوء القرية لمؤسسها الشيخ عناد الغيّاثي ذاته:
يقول الشيخ: خدمت في الجيش بمهنة "وكيل فرقة أغنام" حتى العام 1976، وكان موقع عملي في هذه المنطقة نفسها (الرويشد وما حولها قبل تأسيس قرية المنشية). وفي عام 1981 بدأت شركة مقاولات اسمها "شركة شاهين" بمشروع شق الشارع العام الجديد (الطريق الدولي مع العراق) كبديل عن الشارع القديم الضيق (وهو ما يزال قائماً إلى الشمال من الشارع الجديد ويستخدم كشارع فرعي داخل منشية الغيّاث وصولا إلى داخل الرويشد).
يضيف الشيخ: من المعروف عشائرياً، ومنذ القِدم، أن المنطقة لنا (للغيّاث)، هي "مردّنا" أي المنطقة التي نرتادها وفق متطلبات مواسم العري، وإن لم يكن ذلك موثقاً مثلها مثل باقي "المردّات". وعندما اقترب موعد انتهاء عمل الشركة، فاتفقنا معها على أن تبيعنا منشآتها عندما تقرر المغادرة.
يواصل الشيخ عناد: "وفي عام 1982 اشتريتُ مباني الشركة، فقد كان وضعي المالي جيداً. كانت المنشآت عبارة عن غرف مسقوفة بألواح المعدن (زينكو)، وبعض المكاتب، وهناك مظلة لتزويد الشركة بالماء من خلال بئر ارتوازي قريب، وكانت الخطة أن تتم إزالة تلك المظلة، لكني طلبت بقاءها على أن أدفع ثمن الماء الذي سنستهلكه، وأذكر أن الفاتورة الأولى عن كامل السكان كانت حوالي 4000 دينار، ولكن بعد السنة الأولى، تم تركيب عدادات منفردة، وصار الناس يدفعون عن أنفسهم. كان هناك 14 اشتراكاً من "الماسورة" الأصلية، وفي عام 1984 مددوا لنا الماء من خلال شبكة رسمية.
بعد هذه الإجراءات، بدأ الناس يستقرون نهائياً في القرية، التي أخذ اسم "الشركة"، وكنت إذا سألت أحدنا عن مكان سكنه قال لك: "في الشركة".
"أبلغْنا المسؤولين بأننا نريد مدرسة لأولادنا ومعلمين لهم، ثم سجّلنا أسماء 30 ولدا للمدارس، وأخذنا قسماً من غرف الشركة وعملنا فيها مدرسة، وكنت قد بنيتُ "حوش" وجعلت فيه غرفة كسكن للمعلمين، وأذكر مدير المدرسة واسمه طه، وهو من اربد. قبل ذلك لم تكن عندنا مدارس، ولم نكن نحمل الجنسية وكان تسجيل الأولاد يتم بناء على توقيع وشهادة مني بأن هذا الولد هو فلان هو ابن فلان.
"سنة 1987 صدرت إرادة ملكية تقول بأن عشيرة الغيّاث هي عشيرة أردنية وأنها جزء من العشائر البدوية. ولم نكن حتى تلك اللحظة نحمل أي وثائق أو جنسية، وطلبنا أن يتم تزويدنا بدفاتر عائلة، وتوثيق الجنسية الأردنية لنا".
وبالفعل، حضر موظف رسمي، وأقام عندنا لإسبوعين، قام خلالهما بتوثيق عقود الزواج القديمة للجميع، وكنتَ ترى "ختيارا وختيارة" في السبعينات من عمريهما، وقد خرجا بعد أن تم عقد قرانهما حديثاً، وكان يجري توثيق الأولاد بشهادتي وشهادة آخرين. وقيل لنا أن قيمة رسوم عقود القران والوثائق، تبلغ 18 ألف دينار، لكنهم أبلغونا أنه جاءنا إعفاء كامل منها.
بدأ أبناء عشيرة الغيّاث يجَنّسون ويسجلون أولادهم، وكان هناك قسم منهم لم يكن حاضراً وقت التسجيل، لأنه كان في البريّة مع الأغنام، وهؤلاء لم يتمكنوا من الحصول على جنسية لغاية الآن، إضافة الى أبناء الغيّاث الذين لم يكونوا في الأردن في ذلك الوقت ثم استقروا هنا. قبل ذلك كان الغيّاث في الصحراء المسماة "الحماد والحرّة" الممتدة عبر الدول المجاورة، وكانوا كغيرهم من البدو يُعرفون باسم عشائرهم.
يقول الشيخ: "أسسنا مجلسا قرويا لمنشية الغيّاث سنة 1992 وصرتُ رئيسا له لمدة خمس سنين. وفي عام 1997 طالبنا ببلدية، وتم ترفيع المجلس القروي إلى بلدية، ثم حصل الضم مع الرويشد".
ملاحظة: جرى التحقق من دقة رواية الشيخ، ومن مصادر مختلفة من داخل عشيرة الغيّاث وخارجها، والواقع أن الشيخ عناد يعتبر فعلاً، وبشهادة واعتراف الآخرين، مؤسس القرية التي يرى فيها الغيّاث جزءا من هويتهم. إن مركز اللواء، أي مدينة الرويشد، ورغم وجود عدد كبير من أبناء الغيّاث وغيرهم من البدو فيها، إلا أنها وبسبب من ظروف نشأتها، ظلت تعتبر بلدة لغير البدو، إذ أن السكان المقيمين فيها هم من التجار الذين قدموا من مناطق أخرى كالرمثا ومعان واربد والشام. والبدو وإن كانوا يسمون أراضي الرويشد "منطقتنا"، لكنهم لا يعتبرون البلدة ذاتها بلدتهم الخاصة، ويطلقون كلمة "أهل البلد" في الرويشد على "غير البدو"، ولا ينافسونهم على ذلك.
وقد شكّل تأسيس قرية خاصة باسم "الغيّاث" تعويضاً لهم على صعيد الهوية المكانية، وهو ما تكرر مع عشيرة النعيم التي أقامت قرية "صالحية النعيم" ومع عشيرة البندان التي أقامت قرية صغيرة هي "روضة البندان".
قرية صالحية النعيم: قرية "الصينية" سابقاً
عشيرة النعيم هي الثانية من حيث عدد السكان في المنطقة، تقطن في قرية "صالحية النعيم" التي تقع الى الشرق من الرويشد بحوالي 30 كلم. وتعد آخر نقطة عمران قبل الحدود العراقية بحوالي 40 كلم. ولتأسيس هذه القرية قصة مشابهة لقصة منشية الغيّاث.
ففي أواخر الثمانينات أنهت شركة صينية أعمالها في إنشاء الطريق الدولي كما هو حال "شركة شاهين" التي أشرفت على إنشاء الجزء الأول من الطريق؛ حيث تقع "منشيّة الغيّاث". ثم تركت الشركة الصينية بعض منشآتها البسيطة التي سارع البدو الى الإقامة فيها، وسميت القرية الصغيرة بـ"الصينية" نسبة إلى جنسية الشركة. أقامت عشيرة النعيم في هذه القرية التي أصبحت تتكون من حوالي 100 بيت.
لكن مصير هذه القرية كان أكثر قسوة من مصير قرية منشية الغياث، فقد اضطر أغلب سكانها إلى الهجرة غرباً نحو العمل في المزارع. واختار معظمهم قرية "المنصورة" إلى الغرب من المفرق؛ حيث يتواجد قسم من عشائر النعيمات، ويعتقد الفريقان بوجود روابط قرابية بينهما.
لقد انتقل الى أطراف قرية المنصورة حوالي 70 بيتاً من أهل النعيم المهاجرين، وشكلوا حيّاً ملاصقاً أطلق عليه "رابية النعيم". في البداية أقام الناس في بيوت شعر، ومنذ عام 2004/ 2005 بدأ الناس ببناء بيوت من الطوب. لقد انخرطوا في حياة المفرق والتحق أبناؤهم في شتى الأعمال الحكومية والأهلية.
رابية النعيم، اليوم، عبارة عن قرية ملاصقة لقرية "المنصورة"، تنقصها بشكل واضح خدمات الطرق وتمديدات شبكة المياه، وأقيمت فيها مدرستان: واحدة للإناث للصف السادس الابتدائي، والثانية للذكور للصف العاشر. ونظراً لبعد المسافة وعدم توفر النقل تضطر كثير من الفتيات لمغادرة التعليم.