العزوف الجماهيري عن متابعة مباريات ‘‘النشامى‘‘ يطرح تساؤلات

شكلت ظاهرة العزوف الجماهيري عن متابعة المباريات الرسمية والودية للمنتخب الوطني لكرة القدم، في السنوات الأخيرة، مشهدا محبطا وعلامة استفهام كبيرة تحتاج لوقفة من اتحاد الكرة بحثا عن عودة "فاكهة الملاعب" من جديد، لتشجيع ومتابعة لقاءات المنتخبات الوطنية، وإيجاد الحلول الناجعة لهذا الموضوع، خصوصا أن مباريات الفرق التي تملك شعبية في بطولات الاتحاد المختلفة، ومنها دوري وكأس المحترفين تحظى بمتابعة واسعة، ولا تستوعب المدرجات حجم وعدد المتفرجين في بعض المباريات، وتعود نسبة من المتابعين من أمام الملعب، بعدما فقدت فرصة الحصول على تذكرة لدخول الملعب.
ويبدو أن عملية تسويق مباريات منتخب "النشامى" خلال مشاركته في تصفيات كأس آسيا "الإمارات 2019"، لم تحقق النجاح المطلوب، فغابت عملية جذب الجماهير واستقطاب العائلات وطلبة المدارس إلى الملاعب، وساهمت النتائج غير الايجابية للمنتخب في التصفيات المزدوجة، مونديال روسيا 2018 ونهائيات كأس آسيا 2019، والاداء الفني الضعيف للمنتخب ولاعبيه والتغييرات التي طرأت على الاجهزة الفنية في حرمان المنتخب من اللاعب رقم 12.
واستمرت ظاهرة العزوف الجماهيري عن متابعة وتشجيع المنتخب حتى أول من أمس، لتشهد المباراة الودية التي جمعت المنتخب مع نظيره الليبي على ملعب الملك عبدالله بالقويسمة صدمة جديدة بعدما غاب الجمهور الأردني وحضرت الجالية الليبية في الأردن تشجع وتهدف لمنتخبها، على الرغم من فتح ابواب الملعب مجانا.
لعل عودة الجماهير الأردنية لتشجيع ومتابعة مباريات المنتخبات الوطنية ممكنة، ومطلب ضروري في ظل الحضور الرائع في مباريات الفرق بدوري وكأس المحترفين، عبر فتح قنوات تواصل مع الجماهير الأردنية وتعزيزه مع إدارات الأندية الجماهيرية ومواقع التواصل الاجتماعي، وصولا لإعادة مشاهد الجماهير الأردنية على المدرجات.
ونستذكر الحضور الرائع والكبير أيام مشاركات المنتخب الماضية عندما كان منتخب "النشامى" يشكل علامة بارزة، ومنافسا حقيقيا على البطولات، ويكفي عودة شريط الذكريات لمباراتي المنتخب مع المنتخبين الاسترالي والياباني خلال تصفيات كأس العام الماضية البرازيل 2016، لتأمل دلالات غياب الجمهور عن مباريات منتخب "النشامى" في المرحلة الحالية.