مقدسيون يوجهون رسالة للملك .. تفاصيل

انطوت الكلمات الصادقة والمعبرة التي تحدث بها ممثلو أوقاف وكنائس القدس بين يدي جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اللقاء الذي جمعهم بجلالته يوم أول من أمس في موقع عماد السيد المسيح عليه السلام (المغطس) والذي ضم رجال دين وشخصيات وقيادات مسيحية في الأردن والقدس بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية على كثير من الوسائل والإشارات والحقائق الموضوعية والتاريخية كما يستدعي من المراقبين والمتابعين لطبيعة الدور المحوري والشخصي الذي ينهض به جلالته والأردن في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، التوقف عندها والتأمل في معاني ودلالات ما ذهب به أبناء القدس والأردن مسلمين ومسيحيين في التأكيد على تمسكهم بالوصاية الهاشمية على الآماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على حد سواء والذي تجلّى في الكلمات المفعمة بالثقة والتقدير لمواقف جلالته ولما تبذله الدبلوماسية الأردنية على أكثر من صعيد حيث تم تسجيل نجاحات وانحيازات لدول عديدة للطروحات الأردنية ولم يكن مفاجئاً أو خارجاً على الواقع أن يقول بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين بطريرك الكنائس ثيوفيلوس الثالث.. جئت لأجدد لكم يا صاحب الجلالة المبايعة، وأنتم تحملون القضية الفلسطينية بجلّها والقدس بخصوصياتها للعالم.. مؤكداً غبطته أن جلالة الملك هو صاحب الشرعية التاريخية والوصاية على المقدسات.. متسائلاً البطريرك ثيوفيلوس الثالث من أأمن منكم عليها يا جلالة الملك؟..

نحن إذن أمام إجماع روحي عظيم وكبير قلّ نظيره في أزمات المنطقة وحرائقها المشتعلة تؤكد ضمن ما تؤكده على وقائع التاريخ قديمه وحديثه مقارنة بما كان الحال عليه قبل مائة عام تقريباً وتحديداً في الحادي عشر من آذار عام 1924 عندما وقف أعيان القدس وفلسطين، علماؤها وأحبارها وأهلها يبايعون الجد الهاشمي الكبير المغفور له الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه..

من هنا يمكن القول بثقة واطمئنان أن ما جاء في كلمات رجال الدين والقيادات المسيحية في الأردن والقدس يكشف بوضوح حجم وطبيعة المهمة النبيلة والأخلاقية والدينية والتاريخية والحضارية والإنسانية التي نهض بها وما يزال الهاشميون كابراً عن كابر في الدفاع عن المقدسات ورفض أي تغييرات أو محاولات فرض أمر واقع على مكانتها الحضارية والتاريخية سلطات إنتداب أو إحتلال أو دول خارجية كبيرة وعظمى كانت أم تلك التي يتم الضغط الأميركي والصهيوني عليها..

القدس كمدينة مقدسة عزيزة على كل مؤمن بالديانات السماوية وفي مقدمتهم الأسرة الهاشمية كما قال المطران بيير باتيستابلا، المدبِّر الرسولي لبطريرك اللاتين في القدس مؤكداً أن الهاشميين كانوا حراس أمناء وصادقون للآماكن المقدسة في المدينة وأن مواقف الأسرة الهاشمية ومواقفها النبيلة هي مصدر عزاء لنا في الظروف الراهنة وبخاصة في الاضطراب الذي يعم هذا الشرق الأوسط..

ما قاله رجال الدين المسيحيون توصيف دقيق لواقع معاش قام به الهاشميون بصبر وعزيمة وإصرار على رفض الضغوط والمساومة أو التفريط بأي ذرة تراب من القدس وفلسطين وأماكنها المقدسة لدى الديانات السماوية الأمر الذي دفع بالمطران منيب يونان مطران الكنيسة الانجيلية اللوثرية في فلسطين والأردن إلى التمني على جلالة الملك باسم المسيحية العربية بصفة جلالته صاحب الوصاية على جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

بأن يخاطب جلالة الملك الأمم المتحدة والدول والمحافل المؤثرة في العالم، من أجل إدانة الظلم وحماية المقدسات وهو مطلب يعرف الجميع أن جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية يقومون به قبل القرار الأميركي المرفوض والمدان باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وشاركت عضو الهيئة العامة لمجس الكنائس العالمي ديما كرادشة المطران منيب يونان في التمني على جلالته بتكثيف جهوده بالدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأمم المتحدة واليونسكو ومحكمة العدل الدولية ومحافل المجتمع الدولي كافة..

خلاصة القول أن اعتراف المحافل الإسلامية والمسيحية وفي القمم التي عقدت مؤخراً وفي مقدمتها قمة اسطنبول الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي بالدور العظيم لجلالة الملك ووصف قادة العالم على اختلاف مشاربهم السياسية جلالة الملك بأنه حامي المقدسات.. يزيد من من مسؤولية الأردن ويزيد الأردن وشعبه وقيادته قوة وعزيمة واصراراً على المضي قدماً في طريقه الرافض لأي محاولات للمسّ بمقدساتنا الإسلامية والمسيحية ويضع الذين يريدون حجب الحقائق وتزوير التاريخ في عزلة ورفض لخطواتهم العدوانية الرامية إلى تغيير الأوضاع القانونية والتاريخية في مدينة المسلام والمحبة.