الوحدات يفقد نقاط الدوري على أرضه ويودع الكأس أمام جمهوره

انتهى مشوار فريق الوحدات من الدور نصف النهائي لبطولة كأس الأردن- المناصير لكرة القدم، بعد خسارة قاسية أمام نظيره شباب الأردن 1-3، في لقاء الإياب الذي جرى أول من أمس على ستاد الملك عبدالله الثاني، في حين كان الوحدات فاز في لقاء الذهاب 1-0، وبالتالي تأهل الشباب بفارق الأهداف الى المشهد النهائي للكأس للمرة السادسة في تاريخه.
الوحدات المتوج بلقب درع الاتحاد بعد أن سبقه الفيصلي للتتويج بلقب كأس الكؤوس، لم يعد في مقدوره المنافسة محليا سوى على لقب دوري المحترفين، وخارجيا فإن آماله معلقة على الفيصلي، الذي إن تجاوز ناساف الأوزبكي بالدور التمهيدي لدوري أبطال آسيا، فسينتقل بالتالي الى دور المجموعات ويفسح المجال أمام الوحدات للمشاركة بكأس الاتحاد الآسيوي الى جانب الجزيرة، وغير ذلك فإن الوحدات لن يشارك آسيويا، وسيبقى في انتظار المشاركة العربية إن أقيمت نسخة ثانية من بطولة الأندية العربية في المغرب كما كان مقررا لها سابقا.
قراءة رقمية
لعل قراءة رقمية للوحدات في الموسم الحالي تشير إلى أن الفريق خاض 20 مباراة رسمية محلية، منها 5 مباريات في بطولة الدرع و4 مباريات بكأس الأردن و11 مباراة بدوري المحترفين، وخلالها حقق الفوز في 15 مباراة مقابل 3 حالات تعادل وخسارتين، وسجل الفريق 40 هدفا ودخل مرماه 13 هدفا.
ومعنى ذلك أن الوحدات حقق الفوز في 75 % من مبارياته والتعادل في 15 % والخسارة في 10 %، وبالتالي فإن نسبته الإجمالية فيما يتعلق بالنقاط 80 %، كما أنه سجل ما معدله هدفين مقابل 0.65 هدفا في مرماه في كل مباراة.
ظاهرة لافتة
أن يخسر الوحدات مباراتين فقط من أصل 20 مباراة لعبها الفريق في البطولات الرسمية الثلاث، يعد أمرا طبيعيا للفريق الساعي للتتويج بلقب الدوري بعد انتهاء مشواره بالكأس، لكن ثمة خلل واضح لم يستطع الجهاز الفني معالجته في المباريات الخمس التي تعادل الفريق في ثلاث منها وخسر اثنتين.
ولعل الوحدات كان يكتسب دفعة معنوية هائلة من جماهيره حين كانت تقام المباريات على ستاد الملك عبدالله الثاني، فكان الملعب والجمهور بمثابة اللاعب الثاني عشر في الملعب، لكن وكما تمت الإشارة اليه في تقرير سابق، فإن الجمهور لا يجلب الفوز دوما، ومن الغريب أن الوحدات خسر مباراة وتعادل في ثلاث أخرى كانت بطعم الخسارة، وجميع هذه المباريات أقيمت وسط حضور جماهيري كبير، وعلى ملعب كان يصفه بـ"ملعب النار والانتصار"!.
لماذا خسر وتعادل الوحدات كل هذه النقاط، في الوقت الذي كان الفريق يمني النفس بكسبها وزيادة القوة التنافسية في البطولات المحلية؟.
بالعودة الى خسارتي الوحدات، فإن الأولى حدثت في لقاء الرمثا ضمن الجولة الخامسة بدوري المحترفين بنتيجة 0-1 على ستاد الحسن، والثانية أمام شباب الأردن 1-3 في إياب دور الأربعة من الكأس على ستاد الملك عبدالله الثاني، أما حالات التعادل الثلاث فقد حدثت جميعها في الدوري وعلى الملعب نفسه "ستاد الملك عبدالله الثاني"؛ حيث تعادل الوحدات مع ذات راس 2-2 في الجولة الأولى ثم 1-1 مع شباب الأردن بالجولة الثانية ثم 1-1 مع اليرموك في الجولة العاشرة.
وإذا عُرف السبب بطل العجب، ففي هذه المباريات الخمس، لم يكن الوحدات صاحب الكلمة الأولى في المباراة؛ حيث تأخر أمام ذات راس بهدف سجله حاتم أبو خضرة قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين، وأمام شباب الأردن بالدوري تأخر بهدف يوسف النبر عند الدقيقة 26 وأمام اليرموك تأخر بهدف مبكر جدا "عند الدقيقة الأولى" وسجله أحمد أبو حلاوة، وأمام الرمثا تأخر بهدف مصعب اللحام عند الدقيقة 26 ولم يستطع إدراك التعادل، وأمام شباب الأردن بالكأس تأخر مبكرا بهدف ورد البري عند الدقيقة 7 ثم هدفا ثانيا عند الدقيقة 31 سجله محمد الرازم قبل أن ينهي أحمد ياسر المهمة عند الدقيقة الخامسة من زمن الشوط الثاني.
كل ذلك يعني أن الوحدات أخفق في 5 مباريات تأخر بها في تحقيق الفوز، وكل ما فعله إدراك التعادل في 3 منها، وهذا يعني غياب التركيز الذهني عند اللاعبين في الشوط الأول من المباراة، وعدم القدرة على التعويض ربما نتيجة لاعتبارات فنية وبدنية وضغوطات نفسية، بل إن 5 من أصل 8 أهداف دخلت مرمى الوحدات خلال الدوري، جاءت في الشوط الأول من المباريات، في حين أن الوحدات سجل 9 أهداف من أصل 23 هدفا خلال الشوط الأول، والمباراة الوحيدة بالدوري التي تأخر فيها الوحدات بهدف ثم حقق الفوز كانت على حساب المنشية 5-1.
كيف فاز الشباب؟
من البديهي أن فريق شباب الأردن يسير في المسابقات المحلية بعيدا عن الضوضاء والأضواء، وبالتالي تجاهلت فرق عدة أن تحسب حسابا له كما يجب، وبعد إعارة نجمه موسى التعمري للجزيرة، خلت تشكيلة الفريق من الأسماء الكبيرة، وبات حارس المرمى يزيد أبو ليلى ربما أكثرها شهرة ومهارة الى جانب كابتن الفريق يوسف النبر والمخضرم لؤي عمران، وبالتالي بدا الفريق وكأنه في مرحلة بناء وليس البحث عن ألقاب بطولات.
الشباب خسر لقاء الذهاب أمام الوحدات 0-1 رغم أنه كان الطرف الأفضل نسبيا في تلك المباراة، ومقابل ذلك خُدع الوحدات بـ"فوز كاذب" ولم يتنبه الى "إنذار صادق" بوجود خلل في الفريق، فاعتقد أن الفوز بهدف على أرض الخصم ربما يُسهل المهمة إيابا، لكن حسابات عيسى الترك جاءت أكثر دقة وواقعية من حسابات نظيره جمال محمود، فوجد الوحدات نفسه مهلهلا دفاعيا ومشتتا في الوسط وتائها في الهجوم، أمام فريق منافس أدرك أن خير وسيلة للتأهل هي الضغط على المضيف في نصف ملعبه، وحرمانه من التصرف بالكرة بل وتخليصها من لاعبيه في الثلث الأخير من ملعبهم.
وقد يكون لمقاطعة غالبية جماهير الوحدات مباراة الذهاب بين الفريقين وحرمان شباب الأردن من ريع كان بحاجة له، أثر سلبي على الوحدات وإيجابي بالنسبة لشباب الأردن، الذي أراد "الانتقام" بأسلوب فني بحت، مكنه من تحييد جماهير الوحدات وإجبار كثير منها على مغادرة الملعب بعد تسجيل الهدف الثالث عند الدقيقة 50، وهذا الفوز سيمكن الشباب من المنافسة على اللقب وجائزته المالية التي تصل الى 57000 دينار للبطل و35000 دينار للوصيف لتعويض ريع المباراة آنفة الذكر، وكما اعتبره رئيس النادي سليم خير أجمل هدية له في عيد ميلاده.