وجه قضاة المجكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة انتقادات حادة لكرواتيا الرسمية . ووصف القضاة ردود الفعل الكرواتي على قرار المحكمة الذي صدر يوم التاسع والعشرين من نوفمبر والذي أدان ستة كرواتيين .بشأ العدوان على مسلمي البوسنة سنة 1993/ 1994 وحكم عليهم بالسجن لمدة مجموعها 111 سنة جراء جرائم حرب وإبادة اقترفوها من بينهم سلوبودان بارلياك الذي انتحر متجرعاً السم في قاعة المحكمة في لاهاي . وقال رئيس المحكمة كارمل آجيوس ومن المؤسف أن يستغل البعض الوضع لتقويض قرارات المحكمة وأن يوجه انتقاداته لها دون أن يذكر كرواتيا بالإسم . لكن ردود الفعل الكرواتية دلّت على رفض كرواتيا لقرارات المحكمة . وهو ما جعل القضاة يرون في ذلك تأييداً للجرائم التي تم ارتكابها في بوسنة هرسك .

وعلق سيرجي براميرتز مدعي عام المحكمة قائلاً : " وأما السخرية فهي أن نرى ردود أفعال كهذه تحدث كل هذا الضجيج الإعلامي . بينما لم نجد رد فعل لتلك الجرائم التي أودت بحياة مئات الآلاف من الضحايا وما رافق ذلك من تعذيب وإرهاب وتهجير " .

وأضاف : " لم نحاكم دولاً بل أفرادا . وطيلة الأربع والعشرن سنة وهي مدة عمل المحكمة إستمعنا لأربعة آلاف شاهد وبلغ عدد صفحات القضايا عشرة ملايين صفحة بل وأكثر كما واستمعنا لآرار الخبراء . ومع ذلك جاءت قراراتنا كي لا تروق لهم " .
وأكد أن الهيئة القضائية اكتشفت أن ما جرى في البوسنة والهرسك لم تكن حرباً أهلية فحسب . بل إن ما جرى فيها أكد أن هنالك دوراً لكل من صربيا وكرواتيا فيما جرى في هذا البلد .
وكانت الرئيسة الكرواتية كوليندا غرابار غيتاروفيتش قد انتقدت قرارات الحكم ووصفتها بأنها صادرة عن هيئة سياسية لا قضائية . ولحقها رئيس الوزراء أندييه بلينكوفيتش ليصف القرارات بأنها غير عادلة .

وتشهد الساحة البوسنية مزيداً من التجاذبات السياسية التي قد تؤدي لاشتعال الحرب فيها مجدداً وازدادت هذه التجاذبات
بعد قرارات المحكمة التي وصفها رئيس مجلس الرئاسة البوسنية الحالي الكرواتي دراغان تشوفيتش بأنها " جريمة بحق كروات البوسنة " .

ولم تكن ردود الأفعال الصربية بأقل منها . بل إن رجالات الكنيسة الصربية والكرواتية انتقدوا قرارات المحكمة . ووصلت التداعيات أن تقف روسيا إلى جانب صربيا في انتقاداتها .
لاهاي كتبت تاريخاً وحركت إعلاما . فمجموع ما قررته هو سجن ألف سنة للمجرمين وستة مدى الحياة .

فقد حكمت على كل من : ستانسلاف غاليتش , ميلان لوكيتش , فويادين بوبوفيتش , ليوبشا بيجارا , زدرافكو تيلومير .و راتكو ملاديتش بالمؤبد . وحكمت بالسجن لمدة أربعين سنة على كل من : غوران يليسيتش , ميلومير ستاكيتش و رادوفان كارادجيتش . وكلهم من القومية الصربية .

وأدانت المحكمة ثمانية عشر كرواتياً والعقوبة الكبرى كانت 25 سنة ولحقت بكل من داريو كوردجيتش و يادرانكو برليتش إحدى وأربعين سنة ونصف السنة لخمسة بوسنيين " بوشناق " منها 18 سنة لحازم ديليتش .

وهؤلاء توفوا قبل وبعد إجراءات المحكمة وهم :
يانكو بوبيتكو (كرواتي)، توفي المتهم قبل نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة سلافكو دوكمانوفيتش (صربي)، توفي المتهم في الحجز في 29 يونيو 1998. جورجي دجوكيتش (صربي)، توفي المتهم في 18 مايو / أيار 1996 أثناء وجوده أثناء فترة الحرية المؤقتة غوران هادزيتش (صربي)، توفي في 12 يوليو 2016 محمد ألاجيتش (بوشناقي)، توفي في 7 مارس / آذار 2003 أثناء فترة الحرية المؤقتة ميلان كوفاسيفيتش (صربي)، توفي في الحجز في 1 آب / أغسطس 1998. سيمو درلجاكا (صربي) توفي قبل أن يتمكن من نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ستيبي أليلوفيتش (كرواتي)، توفي قبل أن يتم نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة سلوبودان ميلوشيفيتش (صربي)، توفي المتهم في الحجز في 11 مارس / آذار 2006 زليكو رازناتوفيتش (صربي)، توفي المتهم قبل نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة نيكيتا جانجيتش (صربي)، توفي المتهم قبل نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة سلوبودان ميلكوفيتش (صربي)، توفي المتهم قبل نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة غوران بوروفنيتشا (صربي)، توفي المتهم قبل نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة مومير تاليتش (صربي)، توفي المتهم في 28 أيار / مايو 2003 أثناء وجوده في الحرية المؤقتة يانكو جانجيتش (صربي)، توفي المتهم قبل نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة دراغان غاغوفيتش (صربي)، توفي المتهم قبل نقله إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة جنرالا جيش البوسنة والهرسك سفير خليلوفيتش و ناصر أوريتش أدينا بعد سير الإجراءات . وقد حصل هؤلاء على البراءة وهم :
توقعات هاغو التي تعتبر حقائق مسؤولة:

آنتي غوتوفينا (كرواتي)، تمت تبرئته في 16 تشرين الثاني / نوفمبر 2012 ملادن ماركاك (كرواتي)، في 16 تشرين الثاني / نوفمبر 2012 إيفان سيرماك (كرواتي)، في 15 أبريل 2011
سيفير هاليلوفيتش (بوسني)، في 16 تشرين الأول / أكتوبر 2007 دراغان بابيتش (كرواتي)، في 14 كانون الثاني / يناير 2000 زوران كوبريسكيك (كرواتي)، في 23 تشرين الأول / أكتوبر 2001 ميرجان كوبريسكيك (كرواتي)، في 23 تشرين الأول / أكتوبر 2001 فلاتكو كوبريسكيتش (كرواتي)، في 23 تشرين الأول / أكتوبر 2001 ميروسلاف راديك (صربي)، في 27 سبتمبر 2007 زينيل دلاليتش (بوسني) في 20 فبراير 2001
ناصر أوريك (بوسني)، في 3 تموز / يوليه 2008 مومتشيلو بيريسيتش (صربي)، في 28 فبراير 2013 ميلان ميلوتينوفيتش (صربي)، في 26 فبراير 2009

وأما الذين أقروا بذنبهم فهم : ميلانو بابيك، بريدراج بانوفيتش، ميروسلاف برالو، رانكو سيسيك، ميروسلاف ديرونجيتش، درازين إرديموفيتش، ميودراغ جوكيتش، داركو مردجا، دراغان نيكوليتش، مومير نيكوليتش، دراغان أوبرينوفيتش، بيلجانا بلافسيك، إيفيكا راجيتش، دوسكو سيكيريك، دامير دوسن، دراغان كولوندزيجا ، وميلان سيميتش، ستيفان تودوروفيتش و دراغان زيلينوفيتش . ولا يزال المراقبون والمحللون يترقبون الأوضاع الحرجة في البوسنة والهرسك بعد صدور هذه الأحكام . خاصة وإنها أتت في ظل تجاذبات للبلاد مع خصميها صربيا وكرواتيا .