شغب الملاعب: ظاهرة مقلقة تحتاج إلى تفعيل القانون ومعاقبة المسيئين

 قررت الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم، الأخذ بتوصية اللجنة التأديبية بإعادة تفعيل عقوبة الحرمان الجماهيري أو نقل المباريات الى ملاعب محددة، استنادا الى المادة 96 من اللائحة، وذلك بعدما تعددت التجاوزات في عدد من مباريات ذهاب الدوري ومنها إلقاء مواد صوب أرضية الملعب وتكسير المقاعد والدخول الجماهيري للملعب والشتائم المسيئة، وهو ما يهدد أمن وسلامة المنظومة برمتها، ويؤثر سلبا على جاهزية المنشآت الرياضية أيضا.
وتشير الأرقام التقديرية الصادرة عن ثلاثة ملاعب رئيسة، إلى أن عدد المقاعد التي تم تحطيمها من قبل بعض المتفرجين المشاغبين، وصل الى 1129 مقعدا تقريبا في ملاعب عمان والحسن والقويسمة، وأن قيمة تلك المقاعد تصل الى نحو 50 ألف دينار، الى جانب المرافق الأخرى التي تم إتلافها داخل المدن الرياضية.
وتعد ظاهرة الشغب من أبرز الظواهر السلبية للسلوك والتي يعاني منها التربويون وعلماء النفس والاجتماع وخبراء وسائل الضبط الاجتماعي بوصفها من الظواهر النفسية والاجتماعية، والتي ما تزال تحظى بالبحث والدراسة للتعرف على مسبباتها وأسبابها والتي تختلف من بيئة لأخرى ومن مجتمع لآخر، وتعد التربية الرياضية بوصفها إحدى مجالات الحياة العامة، بيئة خصبة ومتنفسا طبيعيا للعديد من أنماط السلوك الإنساني بمظاهره المختلفة، ذلك السلوك الذي تتضح مظاهره وتتباين درجاته لدى جميع المشاركين فيه، خاصة في مجالات الرياضة التنافسية لارتباطها بعوامل الفوز والخسارة، وما يترتب عليها من أمور تنعكس آثارها على كل المشاركين فيها سواء بشكل مباشر كـ"اللاعبين والرياضيين والممارسين والحكام" أو بشكل غير مباشر كـ"المدربين والإداريين والإعلاميين"، إضافة الى المشاهدين للفريقين.
ويحدد علماء الاجتماع العلاقة التي تربط بين هؤلاء جميعا في مصطلح يسمى "العلاقة الوقتية"، ويؤكدون أن الدراسات التحليلية للحياة الاجتماعية، بينت أن التفاعل بين كل من الفعل الاجتماعي الذي يصدر عن شخص ما أو أشخاص آخرين، ورد الفعل الذي يستتبعه ويصدر عن شخص أو أشخاص داخل تلك "العلاقة" هي السمة الرئيسة التي تحكم إطار تلك العلاقة.
وعندما تتدخل الجماهير كنوع من ردود الفعل تجاه أحداث الملعب، يزيد الموقف سوءا، فالجمهور ينفعل بقرارات الحكام وتصرفات اللاعبين، وتبدأ مقدمات الشغب كالخوف والغضب والاعتراض والذهول ومرورا بحالات التشنج والإغماء، بل والوفاة بالسكتة القلبية أحيانا، خاصة اذا ما شعرت الجماهير أن فريقها مهدد بالفشل أو تحقيق النصر على المنافسين على حد سواء، وقد يزداد الانفعال حدة، فتندلع مظاهر الغضب كتعبير عن فيض الحماسة والتي قد تشتمل على العدوانية وتبدأ أعمال القذف والسب والتخريب، وقد تلجأ الجماهير الى وسائل أخرى أكثر سلبية للتعبير عن انفعالاتها، وهنا ينفجر الموقف فيلقي الجميع بكل ما في جعبتهم من قوى ووسائل وإمكانات تسيرها الأهواء ويغلب عليها طابع التحدي.
ويرى أحد العلماء أن هذه الجماهير أو هذا الحشد دائما ما يكون ناقصا عقليا بالمقارنة بالفرد المنعزل غير المشارك في هذا الحشد الجماهيري، وأن السلوك العدواني وغير الأخلاقي سريعا ما ينتشر بين الجماهير بطريقة العدوى، ما يساعد على التمادي وارتكاب الأفعال التدميرية، والتي غالبا ما لا يرتكبها الفرد بمفرده.
وتؤكد الأبحاث أن الجماهير قد تنفجر ابتهاجا بالفوز أو حزنا على الهزيمة في المباريات الرياضية، ويبدأ التخريب المتعمد للممتلكات العامة والخاصة، ويعزى ذلك الى ما يسمى بنظرية "اختفاء الفرد في الجماعة وحجبها له"؛ حيث تفترض نظرية الحجب تلك نقصا في كبح السلوك الاندفاعي وغيره من الحالات الانفعالية المرتبطة بسلوك الحشد أو الجماهير تلك في إطار العلاقة الوقتية والذي لا تحكمه قاعدة أو يحدده قانون.
تخريب الممتلكات العامة
بات واضحا للعيان أن كثيرا من المباريات ذات القاعدة الجماهيرية، تشهد حالات شغب تتراوح بين "اللفظي" وتحطيم المنشآت، وبالتالي تبرز صور مؤلمة عقب كثير من المباريات، حين تلجأ فئة من الجمهور لتحطيم المقاعد وقذفها نحو أرض الملعب، غير آبهة بعقوبة أو بقيمة ما تم تخريبه من ممتلكات عامة؛ حيث شهدت مباراة الرمثا وذات راس بالدوري، على سبيل المثال، تحطيما لعدد كبير من المقاعد في ستاد الحسن احتجاجا على قرارات الحكم، كما شهدت مباراة الفيصلي والأهلي ببطولة الكأس نزول عدد من المشجعين في محاولة للاعتداء على لاعبي الأهلي، إضافة الى كثير من الحالات التي تم فيها تحطيم مقاعد وخرجت هتافات جارحة تمس الأعراض ومكارم الأخلاق والوحدة الوطنية.
ويتساءل متابعون أنه طالما تم العمل بقانون شغب الملعب، فلماذا لم يتم القبض على المتفرجين الذين يحطمون المقاعد ويهتفون بسوء وينزلون الى أرض الملعب للاعتداء على الآخرين؟، ولماذا يتم التركيز فقط على الغرامات المالية التي تصيب الأندية بالضرر؟.
وقد شهدت محاضر اللجنة التأديبية منذ بداية الموسم وحتى اليوم، عشرات من القرارات التي أتت على شكل غرامات نالت كثيرا من مخصصات الأندية ولم تمس الجماهير المشاغبة، التي تحتاج الى ردع وعقوبة بما أنها تصر على مخالفة القانون.
الرويضان: التعصب النادوي هو السبب
مدير عام مدينة الحسين للشباب، د.عاطف الرويضان، بين أن السبب الرئيسي في لجوء فئة من الجمهور لمثل هذه الأفعال غير المقبولة يعود إلى التعصب النادوي، الناتج عن غضب هذه الفئة من حكم المباراة أو جمهور الخصم، وبالتالي يخرج على أصول التشجيع ويبدأ بممارسة مثل هذه التصرفات غير المقبولة، نافيا في الوقت ذاته تسمية ما يحدث بالشغب، مشيرا إلى أن الشغب الذي نشاهده في الكثير من الملاعب العالمية لا يمكن مقارنته بما يحدث من أشياء بسيطة في ملاعبنا.
وقال الرويضان: "ما يحدث في بعض الجوانب عبارة عن مناكفات بين جمهورين، فمثلا نحن في مدينة الحسين نلجأ كثيرا إلى شطب عبارات مسيئة تكتب على الجدران والمداخل لفريقي الفيصلي والوحدات مثلا، وهناك احتمال أن تتسبب مثل هذه العبارات بإثارة الفوضى، وكذلك يلجأ البعض إلى هذه الأساليب وغيرها من إثارة الفوضى لغضبه ربما من عضو مجلس إدارة ناديه أو رئيس النادي، ولهذا فالأسباب متعددة".
وأضاف: "لا نشعر بأن هناك جهات تتحمل المسؤولية، وبالأخص الأندية لكبح هؤلاء أو توجيههم نحو الابتعاد عن هذه السلوكيات التي تضر بالنادي قبل غيره، ومجمل ما تم إتلافه هذا الموسم نحو 350 مقعدا في المدرجات وقد نفد الاحتياط من هذه المقاعد، والآن عند محاولة طرح العطاء لشراء هذه المقاعد قد لا نجد مثلها وبالتالي يختلف الشكل واللون وسيؤثر على جمالية المشهد، وعند شراء 500 مقعد على سبيل المثال سيكون السعر مرتفعا مقارنة مع شراء 15 ألف مقعد".
واقترح الرويضان تفعيل بعض الجوانب من ضمنها الكاميرات الموجودة في المدينة، والتي تتوفر لها قواعد تحكم عند الجهات الأمنية وقوات الدرك، كذلك فإن شراء بطاقات الدخول عن طريق الانترنت وفي ظل وجود المقاعد المرقمة، سيمكّن الجهات المعنية من معرفة الجالسين على المقاعد، وبالتالي تحميلهم المسؤولية ومحاسبتهم.
واختتم الرويضان حديثه، بأن إدارة المدينة تخاطب اتحاد كرة القدم بالأضرار التي تحدث سواء بالمقاعد أو الأبواب أو الأمور الأخرى أولا بأول وفق كتب موثقة ومحدد فيها التكاليف المالية، مؤكدا أن مدينة الحسين تشهد حاليا تركيب كاميرات وكوابل جديدة، وسيصار إلى تفعيل هذه الوسيلة التي تسهم في ضبط المسيئين ومحاسبتهم.
الخلايلة: أين المناهج الدراسية؟
مدير مدينة الحسن في إربد، بسام الخلايلة، أكد أن موضوع الشغب وإلحاق الأضرار بالمنشآت أصبح لدى بعض الجماهير عادة في حال خسر أو تعادل فريقها، وكأن السبب في ذلك هذه المقاعد التي وجدت لراحة الجمهور في الأصل ويفترض المحافظة عليها وليس نزعها وقذفها إلى الملعب، ولكن يبدو أن الأمور أصبحت خارج السيطرة.
وأضاف: "تم تزويد جميع المدرجات بالمقاعد الجديدة قبيل استضافة الأردن لنهائيات كأس العالم للشابات، وفي ضوء إتلاف كمية كبيرة من هذه المقاعد جراء تصرفات بعض الجماهير غير المسؤولة، قدرت بحوالي 450 مقعدا، والآن نحتاج إلى تركيب 290 مقعدا، ولا يوجد مخصصات لها، ولم تصلنا من الاتحاد أي مبالغ جراء الخصومات التي يفرضها الاتحاد على الأندية".
وكشف الخلايلة أن الأضرار لم تتوقف عند حدود المقاعد، فحتى الأبواب الخارجية تتعرض للتخريب، فعلى سبيل المثال، في مباراة الرمثا والفيصلي الأخيرة لم يتمكن ما يقارب من 10 آلاف متفرج من الدخول للمدرجات، فقام البعض من هؤلاء بإتلاف البوابات الخارجية وممتلكات عامة أخرى، وحتى "الشادر" الموجود على مدخل اللاعبين يتم العبث به وتمزيقه وتكلفته حوالي 400 دينار.
وطالب الخلايلة باتخاذ إجراءات حاسمة بحق المسيئين فورا، وعدم السكوت على هذه التصرفات الخارجة على تقاليد مجتمعنا الطيب، لأن هذه الأملاك هي للدولة ويفترض عدم السكوت على الذين يتجاوزن ويقومون بتخريب تلك الممتلكات.
وأضاف: "بما أن الغالبية العظمى من مثيري الشغب من عنصر الشباب ولا تتجاوز أعمارهم 18 عاما، فلماذا لا يتم إقرار مادة في المناهج المدرسية والجامعية تسهم بتثقيف هؤلاء من أجل تأهيل هذه الفئة وتعريفها بثقافة الفوز والخسارة وكيفية الحفاظ على هذه المنشآت التي وجدت أصلا لخدمتهم".
تحطيم 329 مقعدا في القويسمة
بدورها، أكدت مدينة الملك عبدالله الثاني في القويسمة، تحطيم 329 مقعدا خلال مباريات كرة القدم المقامة على هذا الملعب خلال الموسم الحالي، الى جانب إتلاف بعض الوحدات الصحية من تكسير الرخام وإتلاف بطاريات الحمامات وتخريب أكشاك بيع التذاكر وإتلاف للأقفال وتكسير للإنارة، وإتلاف بعض الإنارة في مختلف أرجاء الملعب والمدينة.
الأندية تدفع الثمن
وتدفع الأندية ثمنا ماديا باهظا نتيجة للغرامات التي تفرض بسبب إساءات جماهيرها، ويؤكد رئيس النادي الأهلي، سعيد شقم "أن أكثر ما تعانيه الملاعب الأردنية، هي الإساءات اللفظية والشعارات بين الجماهير البعيدة عن الروح الرياضية، مثلما بدأنا نشاهد دخول عدد من الجمهور الى أرض الملعب"، في الوقت الذي حذر فيه من تمدد هذه الظاهرة لتصل الى حالات الشغب الحقيقي، اذا لم تتمكن الجهات المسؤولة من وقف مثل هذه الأفعال من خلال تشديد العقوبات على المسيئين.
وأكد شقم أن عودة السياج الحديدي الذي يفصل بين الملعب والمدرجات، ومحاكمة المسيئين وإنزال العقوبات المالية وحرمانهم من دخول الملاعب وبناء قاعدة معلومات عن المسيئين الذين يدخلون أرض الملعب، كلها من الضروريات التي يجب العمل معها لوقف الظواهر الغريبة التي بدأت تجتاح ملاعب كرة القدم.
العودة إلى "مباريات من دون جمهور"
وكانت الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم، خلال اجتماع عقدته برئاسة نائب الرئيس مصطفى الطباع، ناقشت التقارير والملاحظات كافة والمتعلقة بسير مباريات مرحلة ذهاب دوري المحترفين، وناقشت باستفاضة الحالات والمشاهد التي أفرزت تجاوزات مرفوضة وغير مقبولة.
وأكدت الهيئة التنفيذية، مسؤولياتها تجاه تعزيز عنصر الأمن والسلامة في المباريات كافة، وهو المعيار الأهم والرئيس بما يخص منظومة اللعبة من جماهير ولاعبين حكام وإداريين، وحرصا على المضي قدما بدعم مسيرة الأندية وتوجهاتها الرامية الى مكافحة أي من مظاهر الشغب التي تؤثر سلبا على معيار الأمن والسلامة.
وقررت الهيئة التنفيذية، الأخذ بتوصية اللجنة التأديبية بإعادة تفعيل عقوبة الحرمان الجماهيري أو نقل المباريات الى ملاعب محددة، واستنادا الى المادة 96 من اللائحة، وذلك بعدما تعددت التجاوزات في عدد من مباريات ذهاب الدوري ومنها إلقاء مواد صوب أرضية الملعب وتكسير المقاعد والدخول الجماهيري للملعب والشتائم المسيئة، وهو ما يهدد أمن وسلامة المنظومة برمتها، ويؤثر سلبا على جاهزية المنشآت الرياضية أيضا.
وأكدت الهيئة التنفيذية، أنها ستمضي بتحمل مسؤولياتها تجاه منظومة اللعبة، جماهير ولاعبين وحكاما وإداريين، وعليه فإنها ستتعامل مع كل تجاوز يسيء للعبة ويخل بمعايير الأمن والسلامة بكل حزم وقوة، واستنادا الى الأنظمة والتعليمات ومن دون أي تغيير على اللوائح، بل انطلاقا من صلاحياتها.
صوبر: سنتغلب على هذه الظاهرة
بدوره، قال الأمين العام لاتحاد كرة القدم، سيزار صوبر "إن الاتحاد سيتواصل مع الجهات المعنية، وبالأخص مديرية الدرك، لمتابعة المسيئين وإخراجهم من المدرجات وإرسالهم إلى المراكز الأمنية وبالتالي تحويلهم إلى القضاء لكي يتم محاسبتهم، ولن يسمح لأي جهة بالتدخل للإفراج عنهم قبل أن يأخذ القانون مجراه".
وأشار صوبر إلى أن القانون الجديد للشغب الذي باركه مجلس النواب، يُعمل به حاليا ومفعّل من قبل الجهات القضائية فهي المعنية بهذا الأمر.
وأكد صوبر أن الاتحاد لديه الكثير من المشاريع والأفكار التي يسعى من خلالها إلى وأد أو التقيل من هذه الظاهرة، من خلال الندوات والمحاضرات والاجتماعات؛ حيث وجهت دعوة لروابط الجمهور، لكن يبدو أن الاجتماع لم ينعقد.
وأضاف: "سنستمر في اللقاء مع بقية حلقات اللعبة بهدف الوصول إلى نتائج وحلول نستطيع من خلالها إيصال الثقافة المجتمعية اللازمة بهدف التوعية والتثقيف، فهناك الكثير من فئات الجماهير ملتزمة ولا غبار عليها، والمسيئون هم فئة قليلة قد تعاني من مشاكل أثناء الدخول للمدرجات أو إذا استفزها قرار حكم، وفي العموم سنلتقي مجالس إدارات الأندية والروابط وجميع الجهات المعنية".
وفيما يتعلق بعدم تحويل بعض المبالغ التي تحسم من حصة الأندية للمدن الرياضية والتي تدخل صندوق الاتحاد وهي تكاليف الأضرار، قال صوبر: "نحن في الاتحاد نتعامل مع وزارة الشباب وليس المدن الرياضية، وموازنة الوزارة هي في الأصل من الحكومة، والمدن تحصل على حصتها من وزارة الشباب، وهذه ليست معضلة، في الوقت ذاته يقوم اتحاد الكرة بتزويد الجهات المعنية بمبلغ 70 دينارا عن كل ملعب يتم تخطيط وقص عشبه".
نظرة تاريخية حول الشغب
أشارت العديد من الدراسات، إلى أن ظاهرة شغب الملاعب، ظهرت للمرة الأولى في بريطانيا في القرن الثالث عشر، وامتدت بعد ذلك إلى الدول الأخرى فيما عرف باسم "المرض البريطاني"، وسرعان ما لعبت العوامل السياسية والنزاعات العرقية والانتماءات الدينية دورها في تغذية مشاعر اللاعبين والمشجعين على السواء، إضافة إلى الدور الخطير الذي لعبته المخدرات في تغذية ظاهرة شغب المدرجات.
ومرت ظاهرة شغب الملاعب بثلاث مراحل، تمثلت الأولى في اعتداء المشجعين على اللاعبين والحكام، واتخذت الثانية صورة الاشتباكات بين مشجعي الفرق الرياضية المتنافسة داخل الملاعب، أما المرحلة الثالثة فهي الأكثر خطورة؛ إذ نقل المشجعون مشاحناتهم خارج أسوار الملاعب إلى الشوارع.
وفي محاولة لقمع الشغب في الملاعب العالمية، واحتواء هذه الظاهرة الخطيرة، سنّت بعض الحكومات قوانين تعاقب بموجبها مثيري الشغب بالحبس أو غرامة ضخمة أو الحرمان من حضور الأحداث الرياضية لمدة قد تصل إلى خمسة أعوام.
وتستغل أي منافسة لإبراز هذا العداء، كما حدث في كأس العالم بين الألمان والإنجليز، الذين يحملون حقدا دفينا لبعضهم منذ الحرب العالمية الثانية، أو بين فرنسا وإيطاليا؛ إذ تعود جذور عدائهم إلى أيام نابليون، كما تظهر مشاكل الشغب، إثر انتماءات عرقية داخل البلد نفسه أحيانا، كما حدث في العديد من الدول.