شحادة يدعو الشركات لاقتناص الفرص المتاحة في تنزانيا

أكد وزير الدولة لشؤون الاستثمار، مهند شحادة، أن الأردن ينظر الى السوق الافريقية كسوق واعدة أمام الصادرات الوطنية، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود من القطاعين العام والخاص لاستغلال المزايا واقتناص الفرص المتاحة في هذه الأسواق.
وقال شحادة، خلال افتتاحه أمس بالعاصمة دودوما منتدى الأعمال الأردني- التنزاني "إن السوق التنزانية تعد بوابة للصناعة الأردنية لدخول أسواق شرق افريقيا"، مشيدا بالدور الكبير الذي يبذله جلالة الملك عبدالله الثاني لبناء علاقات وثيقة مع الدول الافريقية.
واعتبر الوزير شحادة الذي يرأس هيئة الاستثمار كذلك، أن التركيز على أسواق بعينها أمر غير مجد، مشددا على ضرورة وجود تنوع في قاعدة الأسواق من أجل زيادة فرص النجاح.
وأوضح أن الخروج من الأسواق التقليدية الى أسواق جديدة مثل افريقيا ليس بالأمر السهل، ويتطلب وقتا وجهدا وعلاقات سياسية واقتصادية وإمكانيات عند القطاع الخاص، بحيث يمكنه لدخول هذه الأسواق.
وقال "إن المطلوب من رجل الأعمال الأردني والمصدر الخروج الى الأسواق غير التقليدية وطرق الأبواب للترويج للمنتج الأردني والمنافسة"، مشيرا إلى أن الحكومة وضعت أرضية صلبة في افريقيا لتعزيز فرص الاستفادة من هذه الأسواق وفي مقدمتها فتح سفارتين في كينيا وإثيوبيا.
وأضاف أن الجولة الاقتصادية في تنزانيا وكينيا وإثيوبيا جاءت للبناء على لقاءات وزيارات سابقة كان آخرها إقامة معرض للصناعات الأردنية في نيروبي، مبينا أن الجولة الحالية تأتي ضمن نطاق أوسع للاعتقاد بوجود فرص حقيقية في هذه الأسواق أمام الصناعة الوطنية.
وعرج الوزير شحادة على نتائج الزيارة التي نظمتها هيئة الاستثمار العام الماضي، وأصبح هناك تصدير لمادة كربونات الكالسيوم والأدوية، وهناك توجه لفتح شركة إعادة تغليف الأدوية في كينيا.
وأكد وجود فرص حقيقية أمام الصناعة الوطنية لدخول السوق التنزانية، خصوصا الأدوية والأسمدة في ظل اعتماد هذه السوق على أكثر من 70 % على القطاع الزراعي.
وأشار إلى أن القطاع الخاص الأردني بدأ يحقق نجاحات في التواجد في السوق الافريقية بالمنتجات التي لديه القدرة بالدخول الى هذه الأسواق والمنافسة فيها، خصوصا الأدوية والسماد ومستحضرات التجميل والتكنولوجيا التي تدخل لهذه الأسواق بدون رسوم جمركية ولا تتطلب اتفاقيات تجارية ثنائية.
وقال الوزير شحادة "إن اللقاءات الثنائية شهدت حضور 260 شركة تنزانية؛ حيث مكنت كل شركة أردنية من عقد 7 لقاءات"، مؤكدا أن عملية الاستثمار وتحقيق النتائج تتطلب استكشاف الفرص وعقد اللقاءات مع الشركات وأن على الحكومة والقطاع الخاص العمل كفريق واحد.
وعبر عن أمله أن تسهم هذه اللقاءات في عقد الصفقات التجارية وبلورة أعمال مستقبلية تفتح آفاقا جديدة أمام الصادرات الوطنية لدخول الأسواق الافريقية.
وأكد أن العلاقة بين الأردن وتنزانيا يجب أن تبنى على المصالح والمنافع المتبادلة، مبينا أن الأردن يعد بوابة أمام الشركات التنزانية للوصول الى مليار مستهلك.
وقال "إن الشركات الأردنية تستطيع استغلال الفرص المتاحة في السوق التنزانية، خصوصا في إعادة التصنيع والتغليف والتجفيف ومن ثم إعادة تصديرها بعد إدخال بعض العمليات التصنيعية عليها من جديد عبر الاتفاقيات التجارية التي تربط المملكة مع العديد من دول العالم".
وجاء تنظيم المنتدى ضمن البعثة الصناعية الأردنية التي تنظمها هيئة الاستثمار بالتعاون مع غرفة صناعة الأردن التي بدأت أول من أمس لثلاث دول افريقية تضم بالإضافة الى تنزانيا؛ كينيا وإثيوبيا، بهدف إتاحة الفرصة لأصحاب الأعمال لعقد شراكات تجارية واستثمارية مشتركة.
ويضم الوفد الصناعي الأردني المشارك بالجولة ممثلين عن شركات من مختلف القطاعات الصناعية والخدمية ولديهم اهتمام كبير بالعمل مع نظرائهم من أصحاب الأعمال والمستثمرين بالقارة الافريقية.
ويستند الأردن على العديد من الركائز التي تدعم تواجد الصناعات الوطنية بالأسواق الافريقية، أولاها الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني لتعزيز علاقات المملكة مع دول القارة، علاوة على حالة الاستقرار وبيئة الأعمال المحفزة للاستثمار ومزايا تفضيلية عديدة تمنح المستثمر فرصة الدخول للأسواق العربية.
وبدوره، أكد رئيس غرفة صناعة الأردن، عدنان أبو الراغب، أن الدراسات تشير الى أن الأردن يمتلك ميزة تنافسية بأكثر من 52 منتجاً للدخول الى السوق التنزانية، وبالمقابل تمتلك تنزانيا الميزة التنافسية بأكثر من 43 منتجاً للدخول إلى السوق الأردنية، مبينا أن أسواق دول شرق افريقيا تعد من الأسواق الواعدة للتجارة والاستثمار.
وذكر أبو الراغب أن الصادرات الأردنية الى تنزانيا بلغت خلال الأشهر الثمانية الماضية من العام الحالي ما يقارب 730 ألف دولار مقابل 859 ألف دولار مستوردات.
وأكد أهمية العمل على استكشاف الفرص المتاحة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين من سلع ومدخلات إنتاج من خلال عقد الفعاليات والملتقيات التي تقام في كلا البلدين بهدف التعريف بالمنتجات الصناعية.
وحسب رئيس الغرفة، تشير الدراسات الى أن الصناعات الأردنية الهندسية والغذائية والإنشائية والكيماوية ومستحضرات التجميل، ومنتجات التعبئة والتغليف والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، تمتلك ميزة تنافسية بالسوق التنزانية على وجه التحديد.
وقال "إن القطاع الصناعي بالأردن يستحوذ على ما نسبته 90 % من مجمل المشاريع المستفيدة من قانون تشجيع الاستثمار ويسهم بربع الناتج المحلي الإجمالي وتشكل صادراته 90 % من إجمالي الصادرات الوطنية".
وأكد أبو الراغب، أن المنتجات الأردنية تتميز بتطبيقها لمعايير الجودة والمواصفات العالمية، لذلك تولي غرفة صناعة الأردن جل اهتمامها لإقامة الفعاليات الترويجية الهادفة الى التشبيك بين أصحاب الأعمال وربط المصدرين والمستوردين للوصول لشراكات تجارية واستثمارية.
ومن جهته، قال أمين عام وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار في جمهورية تنزانيا الاتحادية، جوزيف بشتوشايغا "إن عقد مثل هذه اللقاءات الثنائية بين مجمع الأعمال في كلا البلدين أمر بغاية الأهمية ويشكل فرصة حقيقية للاطلاع والتعرف على الفرص المتاحة وإقامة مشاريع مشتركة بين الجانبين".
وأضاف "ان تنزانيا والأردن تتمتعان بعلاقات ثنائية ممتازة وعلاقات سياسية متينة وعلاقات تجارية"، مشيرا الى وجود اتفاقيات موقعة بين البلدين، أهمها اتفاق بشأن تعزيز وحماية الاستثمار، ومذكرات تفاهم حول التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني بين البلدين وإنشاء اللجنة المشتركة للتعاون بين تنزانيا والأردن.
وبين أن زيارة الوفد الأردني الى تنزانيا جاءت في توقيت مناسب، خصوصا مع توجهات حكومة بلاده بتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع العديد من دول العالم وبخاصة الأردن.
وأكد أن حكومة بلاده ملتزمة بتوفير بيئة تجارية واستثمارية مواتية دائما وتقدم مجموعة واسعة من حوافز للمستثمرين الاستراتيجيين، مشيرا الى أن الاقتصاد التنزاني ينمو بمعدلات تتراوح بين 6 و7 بالمائة سنويا منذ ما يقارب العقدين.
وشهد الملتقى توقيع مذكرتي تفاهم بين الغرفة من جهة وغرفتي تنزانيا للصناعة والتجارة والزراعة واتحاد شرق إفريقيا للصناعة والتجارة والزراعة.
الى ذلك، أكد رئيس اتحاد شرق إفريقيا للصناعة والتجارة والزراعة، تشارلز كاهوتو، ضرورة وضع خريطة طريق للتقدم بالعلاقات الاقتصادية الأردنية مع افريقيا، وأن يكون هناك تواجد أردني قوي بخاصة في دول شرق افريقيا.
وقال "إن الاتحاد يعمل بشكل وثيق مع الجانب الكيني لتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع الأردن"، لافتا الى أن علاقات البلدين تشهد حاليا زخما كبيرا وبخاصة بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى نيروبي.
ودعا كاهوتو، رجال الأعمال في الأردن وتنزانيا، الى توثيق علاقاتهم وتكثيف الزيارات واللقاءات، مؤكدا أن الاتحاد يؤمن أن الأردن قادر على أن يكون بوابة الدول الافريقية الى أسواق الدول العربية وإيصالها كذلك الى أكثر من مليار مستهلك بالعالم.
وتقع تنزانيا وسط افريقيا الشرقية وتعد مدينة دودوما عاصمتها اليوم، بدلا من العاصمة السابقة دار السلام التي ما تزال هي المدينة التجارية لموقعها الساحلي ووجود الميناء الرئيسي للبلاد ولجيرانها غير الساحليين.
وبلغ عدد سكان تنزانيا خلال العام الماضي 55.5 مليون نسمة، فيما تصل قيمة الناتج المحلي الإجمالي فيها 47 مليار دولار نصيب الفرد منه 879 دولارا سنويا.