منتجات الصناعة الوطنية تتلمس طريقها في أسواق القارة السمراء

بدأت شركات صناعية أردنية رحلة البحث عن فرص تجارية في أسواق القارة السمراء التي تعيش اليوم حالة من النمو والتطور وباتت أعين عالم المال تتجه إليها.
وقد تكون الأسواق الافريقية غير العربية طوق النجاة للصناعة الأردنية التي اهتزت صادراتها على وقع احداث سياسية وأمنية غير مستقرة عاشتها بعض دول الجوار التي كانت المتنفس الأول والسوق الرئيسية أمام صادرات صناعتنا الوطنية.
وتعلق الصناعة الوطنية آمالا كبيرة على أسواق الدول الافريقية التي اصبحت ترتبط بعلاقات استراتيجية مع الأردن على مختلف المستويات التي اسس لها ووثقها جلالة الملك عبدالله الثاني.
وفي هذا الصدد، بدأ وفد اقتصادي أردني أمس رحلة البحث وشق الطريق إلى افريقيا عاقدا العزم على اقتناص الفرص التي تتوفر في اقتصاديات هذه الدولة الفتية اقتصاديا.
وحط الوفد الذي يرأسه وزير دولة لشؤون الاستثمار مهند شحادة أول جولته في تنزانيا التي وصلها كمقدمة لزيارته التي تشمل كذلك كينيا واثيوبيا، حيث سيعقد اليوم الاثنين ملتقى للأعمال بحضور رسمي وممثلين عن القطاع الخاص في تنزانيا.
وتسعى هيئة الاستثمار من خلال الجولة التي يشارك بها حوالي 30 شركة صناعية وخدمية تعمل في قطاعات مختلفة إلى فتح أسواق تصديرية جديدة أمام الصناعة الوطنية وبناء جسور مع رجال أعمال ومستثمرين بما يسهم بتحقيق التكاملية والتشاركية بين مجتمع الأعمال.
وقال الوزير شحادة إن استهداف السوق الافريقية يأتي تنفيذا للمحور الثالث من الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة أخيرا والمتمثل في تعزيز الصادرات وفتح اسواق جديدة أمام المنتجات الأردنية من خلال بناء علاقات استراتيجية مع دول وأسواق اخرى. وأكد أن السوق الافريقية تعتبر من الأسواق الواعدة أمام الصادرات الوطنية حيث يوجد فرصة حقيقية أمام المنتجات الوطنية لدخول هذه الأسواق والمنافسة فيها والتأكيد على أن المملكة تملك سوقا حجمه أكثر من مليار مستهلك حول العالم. وحث الوزير شحادة الذي يرأس كذلك هيئة الاستثمار الشركات المشاركة على ضرورة استغلال الجولة للترويج للصناعة الوطنية التي حققت تقدما كبيرا خلال السنوات الماضية من حيث الجودة والسعر المنافس والسعي إلى عقد الصفات التجارية.
وسيشهد ملتقى الأعمال الأردني التنزاني، بحسب رئيس غرفة صناعة الأردن عدنان أبو الراغب، توقيع مذكرتي تفاهم بين الغرفة من جهة وغرفتي تنزانيا للصناعة والتجارة والزراعة واتحاد شرق إفريقيا للصناعة والتجارة والزراعة.
وأشار أبو الراغب إلى أن الملتقى سيشهد كذلك ترتيب لقاءات ثنائية بين الشركات الأردنية ونظرائهم رجال الأعمال في تنزانيا إلى جانب اجتماعات للوفد الرسمي الأردني مع مسؤولين بالجانب التنزاني. بدوره، عبر عضو مجلس ادارة غرفة صناعة عمان الدكتور اياد أبو حلتم عن أمله بان تشهد الزيارة فتح آفاق تجارية واستثمارية للشركات الأردنية في تنزانيا التي وصفها بالسوق الواعدة بالنسبة للصناعات الوطنية.
ولفت أبو حلتم إلى أن التوجه نحو إفريقيا وفتح أسواق جديدة للمنتجات الأردنية أصبح قرارا استراتيجيا للقطاع الصناعي، مبينا أن الغرف الصناعية تسعى لمساعدة الصناعيين والبناء على الإنجازات التي تحققت في الزيارات السابقة التي فتحت الطريق أمام بعض الصناعات الوطنية للتواجد هناك.
وبدأت بوصلة الشركات الصناعية الأردنية خلال السنوات القليلة الماضية بالتحرك صوب أسواق دول شرق إفريقيا بحثا عن بدائل تصديرية لمنتجاتها التي اصطدمت بانسداد موطنها التقليدي وبخاصة لدى الجارين العراقي والسوري.
واحصت دراسات اعدتها غرفة صناعة الأردن حول آفاق التعاون التجاري بين المملكة وتنزانيا وكينيا واثيوبيا، ما يقارب 60 منتجا صناعيا محليا يملك ميزة المنافسة بقوة باسواق هذه الدول التي تعيش اليوم مرحلة نمو وتقدم اقتصادي.
ووفقا لدراسات الغرفة تتركز المنتجات الأردنية التي بامكانها التصدير لأسواق تنزانيا وكينيا واثيوبيا بقطاعات الصناعات الانشائية والكيماوية ومستحضرات التجميل والبلاستيكية والمطاطية والجلدية والهندسية والكهربائية والخشبية والأثاث.
وتقع تنزانيا وسط افريقيا الشرقية وتعتبر مدينة دودوما عاصمتها اليوم، بدلا من العاصمة السابقة دار السلام التي ما تزال هي المدينة التجارية لموقعها الساحلي ووجود الميناء الرئيسي للبلاد ولجيرانها غير الساحليين.
وبلغ عدد سكان تنزانيا خلال العام الماضي 5ر55 مليون نسمة، فيما تصل قيمة الناتج المحلي الإجمالي فيها 47 مليار دولار نصيب الفرد منه 879 دولارا سنويا.
وارتفعت قيمة الصادرات الأردنية إلى تنزانيا خلال العام الماضي بنسبة 24 % لتصل إلى أكثر من مليوني دولار مقابل مليون واحد في العام 2015.
بالمقابل، انخفضت قيمة المستوردات الأردنية من تنزانيا العام الماضي بنسبة 71 % لتصل إلى حوالي 879 ألف دولار بدلا من نحو 3 ملايين دولار العام 2015.