بغداد توقف العمليات العسكرية ضد الأكراد 24 ساعة
توقف إطلاق النار وساد الهدوء الحذر على خطوط التماس بين القوات العسكرية العراقية وقوات البيشمركة الكردية بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي وقف اطلاق النار لمدة 24 ساعة لفتح المجال للفريق الفني المشترك بين بغداد وأربيل لإجراء حوار معمق لوقف هذه المواجهات.
واكدت مصادر سياسية وعسكرية ان "الاشتباكات توقفت ولكن مفاوضات صعبة ومعقدة" يديرها الفريق الفني لاتزال جارية في منطقة ممزمار، وان المجتمعون يسابقون الزمن للوصول الى اتفاق مشترك قبل نفاد مهلة العبادي"
واكدت المصادر ان "الادارة الامريكية تراقب عن كثب الاجتماع بل تحث الاطراف على ضرورة التوصل الى اتفاق قبل فوات الاوان".
وكشفت المصادر ان "الفريق الفني توصل الى اتفاق حول بعض النقاط الا ان هناك نقاط لاتزال محل اختلاف". اتفاق بين القوات العراقية والبشمركة على وقف إطلاق النار.
وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قال في بيان امس إنه أمر بإيقاف حركة القوات العسكرية لمدة 24 ساعة ضد القوات الكردية في شمال العراق.
وقال البيان إن الخطوة تهدف "لفسح المجال أمام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم للعمل على الأرض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها، وكذلك في فيشخابور والحدود الدولية فورا وذلك لمنع الصدام وإراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد".
وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر حين نظم الإقليم استفتاء على الاستقلال جاءت نتيجته "نعم" بغالبية ساحقة.
ودارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة الخميس بين المقاتلين الأكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور، سعيا إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي.
وقلب تقدم سريع مذهل للقوات الحكومية ميزان القوى في شمال العراق في غضون أيام، وحطم أحلام الاستقلال التي تداعب الأكراد منذ عقود والتي تجسدت الشهر الماضي في الاستفتاء على الاستقلال.
كما اتخذت حكومة بغداد مجموعة من الإجراءات العقابية ضد اربيل بعد الاستفتاء الذي أجرته على الاستقلال عن بغداد، بينها غلق المجال الجوي على المطارات في الإقليم.
وبادرت حكومة إقليم كردستان الأربعاء تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء، بعد الخسارة التي تعرضت لها على الأرض والضغوط السياسية الداخلية والدولية.
غير أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفض هذا المقترح، قائلا "نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والبدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية على أساس الدستور العراقي".
وكان العبادي قد أمر الجيش باستعادة جميع الأراضي المتنازع عليها، وطالب أيضا بسيطرة الحكومة المركزية على معابر العراق الحدودية مع تركيا في منطقة فيش خابور التي تقع داخل إقليم كردستان.
وتهدف العملية إلى السيطرة على ما يسمى بمناطق متنازع عليها تطالب حكومة كردستان والحكومة العراقية المركزية بالسيادة عليها إلى جانب المعابر الحدودية ومنشآت نفطية مهمة.
وتمكنت القوات العراقية من السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط دون مقاومة كبيرة يوم 16 تشرين الأول (أكتوبر) لكن قوات البشمركة بدأت في القتال بقوة مع انسحابها إلى منطقة قرب إقليم كردستان.
ووقعت معظم الاشتباكات العنيفة في الطرف الشمالي الغربي حيث تدافع البشمركة عن المعابر الحدودية مع تركيا وسورية ومركز نفطي يتحكم في صادرات الإقليم من النفط الخام.