الرأسماليون وبناتهم هم الأكثر نجاحا

لطالما كان ريتشارد نيسبت، كبير الموظفين التنفيذيين السابق في البنك الإمبراطوري الكندي للتجارة، مبشراً بدور النساء في الأعمال التجارية. وفي كتاب "النتائج في قمتها" الذي ألفه بالمشاركة مع باربرا أنيس قدم شرحا حول الجهود التي بذلها لإقناع الرجال بتعزيز دور المرأة.
وعند التحدث إلى أرباب الأعمال، يشدد نيسبت على البيانات التي توضح أن الشركات التي تملك المزيد من النساء أكثر نجاحاً بطبيعتها. ولكنه لاحظ أن الرجال الآباء لفتيات يميلون إلى كونهم أكثر تقبلاً لرسالته. وعلى الأقل، بالنسبة للشركات الرأسمالية المجازفة، أكدت الأبحاث الأخيرة هذه الملاحظة، بالإضافة إلى أن التنوع الجنسي يعزز الأداء.
وأراد كل من بول جومبرز وسوفي وانغ، من جامعة هارفارد، تحديد إذا ما كانت الشركات التي تحوي المزيد من المديرات تؤدي بشكل أفضل. والإجابة عن هذا السؤال يمكن أن تكون خادعة، فالشركات التي وظفت النساء قد تكون تملك خصالاً أخرى قادت إلى نجاحها. ويبقى الاستثمار الرأسمالي أمراً يهيمن عليه الذكور.
وفي عينة مؤلفي الدراسة (988 صندوقا رأسماليا) في 301 شركة، توظف 8 % منها فقط نساء. والقليل القليل من الشركات هي من وظفت أكثر من مديرة واحدة.
وقد يكون الشركاء الإداريون الذي يوظفون المزيد من النساء أقل تأثراً بهذا العرف، وهي ميزة جيدة لشخص يستثمر في التكنولوجيات المبتكرة. وكان المؤلفان بحاجة إلى طريقة لقياس مدى تأثير النساء على النجاح بمعزل عن العوامل الأخرى. ومن الناحية المثالية، يمكن لعامل عشوائي أن يوثر على عدد النساء اللواتي توظفهن الشركات. وبالتالي، نظر المؤلفان إلى عدد الفتيات بين أولاد الشركاء التجاريين.
الأبوة تغير وجهات النظر
رؤساء الشركات الذين يملكون بين أولادهم فتيات أكثر من فتيان يوظفون ما متوسطه 2 % أكثر من النساء في المناصب الإدارية، مقارنة بهؤلاء الذين يملكون عكس ذلك. وقد قاد هذا الأمر إلى احتمال أعلى بنسبة 24 % بأن تكون الشركة لديها أنثى في منصب إداري رفيع. وعلل الباحثان ذلك بأن الصلة بين الفتيات والنجاح يمكن أن تفضي إلى أعداد أكبر من المديرات.
ولدى الشركات التي يملك الشركاء فيها فتيات أكثر من فتيان بين أولادهم فرصة أعلى بنحو 2,9 % بأن تنجح صفقاتها. ومثل هذه الشركات تملك أيضاً مستويات أعلى من العوائد؛ فتوظيف النساء حقيقةً استراتيجية تجارية سليمة.
ويقول نسبيت إن هذه النتائج تطابق واحدة من الحجج الرئيسية لكتابه، فالتنويع الجنسي في الأعمال التجارية يزيد التنوع الفكري، وبالتالي يقود إلى قرارات أفضل. ويضيف نسبيت أن الورقة البحثية وحدها من الصعب أن تقود إلى زيادة تنصيب المزيد من النساء في الوظائف الإدارية. ومن أجل تحقيق ذلك، على الرجال أن يتقبلوا المرأة فكرياً والاعتراف بأنه عليهم هم أنفسهم العمل على الترويج لهن ولثقافتهن فعلياً. ولا ينبغي أن يتطلب الأمر امتلاك فتيات بين الأولاد مثالياً.