لماذا يتمنى بعضنا أن ينفذ "الفتى المجنون" وعيده ويضرب بالنووي!
عندما تبسط رأيك على من حولك في الحديث عن فتى كوريا الشمالية المتهوّر ستفاجئك العبارات. 'لن يفعلها.. وليته يفعلها'.
هنا تحتاج إلى علماء نفس واجتماع لتسألهم ما الذي أوصل العرب إلى هذا المستوى من الإحباط حتى يتمنوا خراب العالم للمرة الثالثة، وكأنهم يتمثلون المعنى: دعها تخرب فوق رؤوسنا جميعا، بدلا من ان نتوجع وحدنا.
الأردنيون ليسوا استثناءا. قل: الكثير من الأردنيين ليسوا استثناءا في التضرع بأن يتهور الفتى المجنون، ويبسط إصبعه نحو 'كبسة النووي'، لكن لماذا؟
أمس، قالت اللجنة المهنية بعلاقات بيونع يانغ الخارجية ودعايتها: 'لم يعد هناك حاجة لوجود اليابان بالقرب منا'، واليوم أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا باتجاه اليابان. فوقف العالم على رؤوس أصابعه. فيما أطلقت طوكيو صفارات إنذارها لمواطنيها: 'إلى الملاجئ'.
وبالأمس، فرح أردنيون وعرب لمصاب فلوريدا. فتوقف الاعلام متسائلا. لماذا؟ وفي السنة الأولى للربيع العربي كان أبرز الأسئلة في وسائل الاعلام الامريكية عنا هي: لماذا يكرهوننا؟
ربّ حذاء نرتديه شرّ من الحفاء. إن أهل المنطقة وهم يرتدون حذاءا ضيقا ما ينفعهم وسع العالم. ما فائدة وسع الكون واحذيتهم ضيقة؟ هذا ما يظنه أردنيون وعرب وهم يستبشرون لكل مصاب تصاب به أمريكا، والغرب عموما.
صحيح أن العبارة سادية، لكن هؤلاء ليسوا المسؤولين عن الشعور بها. هو مجرد كيمياء الضحايا تجاه الجناة.
لكن كيف يفرحون لمصاب بريء الغرب. فتأتي الإجابة: انهم أبرياء مصيبتهم أن من يقودهم يصنع مأساة العرب.
في الحقيقة. تخون الناس العبارة. فكل ما يريدونه هو أن يكفّ الشر عنهم. لعل الشرّ إذا أشغلته جراحه استراح العرب قليلا، فهم أضعف من أن يطردوه بأيديهم العارية.